العدد 4388 - الخميس 11 سبتمبر 2014م الموافق 17 ذي القعدة 1435هـ

تركيا تفيق متأخرة على تهديدات تنظيم "داعش"

استيقظت تركيا في وقت متأخر على الأخطار التي يشكلها الجهاديون المتشددون في سورية، وهو ما وضعها في موقف صعب الآن حيث أن تنظيم الدولة الإسلامية أصبح جارها الجديد.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لبناء تحالف دولي لمحاربة الدولة الإسلامية، تستعد تركيا فقط للعب الدور الإنساني رافضة المشاركة العسكرية.

فأنقرة لا تريد أن تعطي المتطرفين ذريعة لإيذاء 49 من دبلوماسييها الذين احتجزوا كرهائن منذ ثلاثة أشهر في العراق.

ويقول " دوروك ارجون" الباحث في مؤسسة ايدام للفكر ومقرها اسطنبول:" يمكن استخدام الدبلوماسيين كدروع بشرية أو أن تقطع رؤوسهم .. وسيكون لهذا مردودا رهيبا بالنسبة لتركيا من ناحية الكلفة البشرية أو على صعيد السياسة المحلية".

وهناك مخاوف أيضا من أنه إذا تعرض تنظيم الدولة الإسلامية لضربات شديدة بما فيه الكفاية واضطر للتراجع فإن تركيا، لما لها من موقع جغرافي، ستكون اول من يعاني ويدفع الثمن جراء ذلك.

ويقول ارجون "هناك العشرات من المواطنين الأتراك يقاتلون إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية وتركيا هي جارة التنظيم الآن وهي الأكثر احتمالا في تلقي الضربات من الدولة الإسلامية".

ويستطرد ارجون المؤلف المشارك في بحث نشر هذا الشهر بعنوان منظور تركي على بزوغ الدولة الإسلامية:" إن الدولة الإسلامية لديها شبكات في تركيا وقد تستهدف تركيا إما على الحدود أو في المدن الكبرى".

وتتحكم الدولة الإسلامية في نقاط العبور الحدودية على الجانب السوري من الحدود التركية، مما يضع الدولة العضو في حلف شمال الاطلسي (الناتو) وجها لوجه مع جماعة متشددة سيئة السمعة لوحشيتها التي تتضمن قطع الرؤوس واضطهاد الأقليات.

 ومنذ اندلاع الانتفاضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد في عام 2011 وتركيا واحدة من أشد المؤيدين للمعارضة اليائسة.

وقد فتحت تركيا حدودها مع سورية في كلا الاتجاهين، مما يتيح للاجئين التوافد على تركيا وللمقاتلين الدخول لمحاربة النظام.

ووفقا لارجون فإن "الأولوية لدى تركيا هي الاطاحة بالأسد،" وهو ما يعني ان الحكومة مستعدة لغض الطرف عن العديد من القضايا لتحقيق هذا الهدف.

ولكن عندما بدأت الدولة الإسلامية في توجيه تهديدات مباشرة لتركيا في وقت سابق هذا العام، والاكثر من ذلك احتجاز التنظيم لدبلوماسييها كرهائن، بدأت تركيا على عجل تنفيذ استراتيجية لمواجهة هذا التهديد.

 وتضمنت الاستراتيجية الجديدة تبادل المعلومات الاستخباراتية بالمشاركة مع الحلفاء، وخاصة أعضاء الناتو، وبدأت في إحكام قبضتها على حدودها ومطاراتها وفي ذات الوقت شنت حملات على الشبكات السرية للدولة الإسلامية داخل تركيا.

وأشار ارجون إلى أنه إذا ما تم الإفراج عن دبلوماسييها، فإن تركيا قد تكون قادرة على لعب دور أكبر في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية بصورة مباشرة.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:43 م

      ربيع

      ولادوله من دول الربيع العربي اتوفقت من عملو هالانتفاظات ، OMG لاسوريا ولا ليبيا ولا اليمن ولا مصر ولا تونس
      الله بس يحفظ البحرين و يخليها و يدوم الامن و الامان فيها و يهدي العقول الظاله

    • زائر 2 | 4:33 م

      المثل يقول

      رب كلبك ياكلك. .هذا ما جنته يذاك يا ارذوغان. .خله يفيذك عملك الشيطاني

    • زائر 1 | 4:33 م

      المثل يقول

      رب كلبك ياكلك. .هذا ما جنته يذاك

اقرأ ايضاً