العدد 4389 - الجمعة 12 سبتمبر 2014م الموافق 18 ذي القعدة 1435هـ

مواقف الأفراد هي من ترتبهم في قلوبنا

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

بعض اللحظات تجعلك تقف عندها كثيراً لتعيد ترتيب أولوياتك في الحياة، وأولوياتك من الاهتمامات، وأولوياتك من البشر أيضاً؛ إذ تتكشف لك كثير من الحقائق بمواقف بسيطة أحياناً، وينفضح عندك بعض الزيف، وكأن الله اختار لك هذا الموقف دون غيره لتصحو من وهم كنت غارقاً فيه من غير شعور.

بعض المواقف تشكل علامات فارقة في حياتنا، تقلبها رأساً على عقب إما للأحسن أو للأسوء. يعتمد ذلك على كيفية استثمارها وعلى ردود أفعالنا تجاهها، والأهم على إيجابيتنا في النظر إليها؛ إذ تشكل بعض الأحداث كوارث حقيقية قد تقوم بتدمير بعض البشر ممن ينظرون للحادثة من جانبها الأسود، متناسين أن الله دائماً يدبر الأمور في صالحنا وما علينا إلا أن نلتفت إلى ثغرة الضوء التي تضيع أحياناً ونحن نبحث عنها في دهاليز المشكلة فنبتعد عنها ولا نرى إلا الظلام.

في بعض المواقف حتى تلك البسيطة منها تستطيع أن تعرف صديقك من عدوك، من يحاول أن يكون بقربك ومعك ولك حتى وإن تكلفه الأمر الكثير من العناء، ومن تجده يبتعد وكأنه يحاول الهرب من أية مسئولية كان من المفترض أن يتحملها بحكم الأخوة أو الصداقة أو الإنسانية، حتى من المواساة بالكلمة أو التشجيع بنظرة. هناك من يحرص على أن يكون معك في نجاحك ليبارك لك، وفي تعثرك ليمد يديه إليك ويسندك بظهره وكتفه وقلبه، يطبب جراحك ويبث الأمل في روحك فتمضيان معاً نحو النجاح متقاسمين لحظات الفرح بالإنجاز.

المواقف التي تفرز لك هؤلاء ليست يومية ولكنها حين تجيء تقول لك استغلني وتصرف بحكمة لتعرف كيف يمكن لحياتك أن تكون أيسر وأكثر بريقاً وسعادة.

مناسبة هذا الكلام أعلاه هو ما اعترضني في الفترة الأخيرة من مواقف وأحداث بعضها كان سعيداً فيما كان بعضها مؤلماً لدرجة انكسار الروح، وآخر الأحداث السعيدة كانت الأمسية الشعرية التي أقامتها دار مسعى للنشر والتوزيع نهاية الأسبوع المنصرم، كان طفلي هو أول ظَهْرٍ سندني بموسيقاه التي رافقت نصوصي، وكانت عائلتي بقربي لتشهد سعادتي بطفلي قبل ديواني الشعري، وما جعلني ابتسم من كل قلبي هو حضور من لم أكن أتوقع حضورهم في تلك الليلة بعضهم لا علاقة لهم بالشعر ولا الموسيقى، لكن ما جعلهم يصرون على الحضور هو وجودي فيها وابني قيس حتى امتلأت القاعة وامتلأت روحي بالفرح، وبرغم قصر الأمسية التي أعلنت عن وقتها ومدتها مسبقاً إلا أن هناك من جاء من أبعد منطقة في البحرين وأصرّ على المباركة حتى مع علمه بانتهاء الأمسية، وأعرف معنى أن ترتبط بالخروج من المنزل لحضور أمسية شعرية موسيقية في ليلة في وسط الأسبوع توجب عليك النوم مبكراً كي تستعد للدوام في اليوم التالي. وبرغم ما ذكرت إلا أن بعض من توهمتهم أصدقاء غابوا من غير عذرٍ يذكر ومن غير تقديم أي اعتذار وهو ما اعتادوا عليه في مواقفهم الكثيرة معي، مما جعلني أفهم أخيراً معنى: «مواقف الأفراد هي التي تجعلك ترتب أمكان الناس في قلبك» كما كنت أقرأ دائماً.

مثل هذه المواقف تحدث لنا جميعاً بمختلف الأحداث، ولهذا لابد وأن نشكر جميع من يساندوننا في مختلف المواقف والأحداث، وأن نشكر من يخذلوننا دائماً برغم أننا نلتمس لهم الأعذار في كل مرة متغافلين أننا نوهم أنفسنا.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4389 - الجمعة 12 سبتمبر 2014م الموافق 18 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 4:57 ص

      كلام موفق جدا

      كلامك صحيح و دقيق جدا
      حدثت لي مناسبات فرح و حزن ولم اجد اصدقاء مزعومين بقربي
      فبعدها ترتبت علاقات كنت بعيدا عنها فقربتها و ابعدت من لم يقف معي
      الرحمة لزوجك
      و التوفيق لك و لطفلك

    • زائر 4 | 4:51 ص

      رائعة

      كنتي وطفلك رائعيين استاذتي الجميلة .. اهنئك لهذا النجاح الباهر .. تحية لج من بني جمرة..

    • زائر 3 | 3:17 ص

      شكرا

      أحنا اللي نشكركم لأنك أتحت لنا زاوية لنقرأ ديوانك بصوتك وبلحن الأمير الصغير/الكبير
      وجوه كثيرة كانت تتمنى أن يسعدها الحظ لتقتنص في منتصف الأسبوع هذا الوهج من السعادة

    • زائر 2 | 2:23 ص

      جميل

      جميلة كانت أمسيتكما انت وقيس

    • زائر 1 | 11:21 م

      كلام جميل

      كلامك صح 100 بالمئة

اقرأ ايضاً