أعلن وزير الخارجية جون كيري اليوم أن الولايات المتحدة قررت تقديم مساعدات إنسانية إضافية تبلغ قيمتها زهاء 500 مليون دولار، لمساعدة المتضررين من الحرب في سوريا.
وهذا هو أكبر تبرّع تعلن عنه الولايات المتحدة استجابة لأكبر نداء توجهت به الأمم المتحدة حتى الآن. وكانت المنظمة العالمية قد راجعت نداءاتها التي وجّهتها في تموز/يوليو بشأن سوريا، وطلبت ستة بلايين دولار كمساهمات للتخفيف من آثار مأساة ذات أبعاد تاريخية.
وبهذا التمويل، تصل قيمة المساعدات الإنسانية الأميركية منذ بداية النزاع في شهر آذار/مارس، 2011 إلى أكثر من 2.9 بليون دولار. وتظل الولايات المتحدة أكبر مانح منفرد للمساعدات الإنسانية المقدّمة للمتضررين من الأزمة السورية التي غدت أكبر حالة طوارئ إنسانية في عصرنا الحاضر. وحتى مع توفر المساعدات الإضافية من الولايات المتحدة، فإن الاستجابة الإنسانية لمواجهة الأزمة السورية تظلّ ناقصة التمويل إلى حدّ كبير. ومع استعداد المجتمع الدولي لعقد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وانعقاد مؤتمر المانحين لسوريا في الكويت في الشهر المقبل، فإن الولايات المتحدة تأمل في أن يشجّع تبرعها السخي دولا أخرى على تقديم تبرعات سخية من المساعدات الإنسانية.
وقد أرغم أكثر من نصف المواطنين السوريين على الرحيل من ديارهم. فقد شرد قرابة 6.5 مليون مدني داخل سوريا فيما تقدر الأمم المتحدة أن حوالى 11 مليون سوري بحاجة لمعونات داخل بلادهم ويواجهون الأخطار والنزوح والجوع والإصابة والوفاة نتيجة للتكتيكات المروعة لنظام الأسد وجماعات متطرفة مثل تنظيم "داعش".
وحتى نهاية الشهر الماض آب/أغسطس، كانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قد فرغت من تسجيل أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ قدموا من سوريا، في كل من الأردن وتركيا والعراق ولبنان ومصر، هذا إضافة إلى عدة مئات الآلاف غيرهم ممن التجأوا لكن لم يتم تسجيلهم بعد.
المساعدات داخل سوريا وعموم المنطقة
إن المساعدات الإنسانية الأميركية تنقذ أرواح الناس في سوريا وفي كل من الأردن ومصر والعراق ولبنان وتركيا التي أبدت كرما في استضافتها للاجئين السوريين. ومن مجموع الـ500 مليون دولار تقريبا سيخصص مبلغ يزيد على 240 مليونا لمساعدة أولئك الذين نكبوا بفعل الصراع في سوريا، بمن فيهم فلسطينيون.
كما أن ما يزيد على 130 مليون دولار من مجموع المبلغ الموجه إلى داخل سوريا سيقدم من خلال منظمات غير حكومية توفر مواد تمس الحاجة إليها استعدادا لفصل الشتاء، ورعاية طبية، وغذاء وماء، ومأوى ودعم علاج نفسي وغير ذلك من مساعدات مهمة. أما المبلغ الباقي والذي يزيد على 250 مليون دولار فسينفق على مساعدة اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم في البلدان المجاورة التي تأثرت سلبا بفعل الأزمة.
وبهذا التمويل الجديد، تكون الولايات المتحدة قد قدمت أكثر من 1.4 بلیون دولار من المساعدات الإنسانية للمحتاجين داخل سوريا وأكثر من 1.4 بلیون دولار إلى اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المنطقة منذ بدء الأزمة.
وهناك جزء من المساعدات الأميركية الإنسانية تم تخصيصها لداخل سوريا سوف تسهل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2165، الذي يخول وكالات الأمم المتحدة وشركاءها المنفذين تقديم المساعدات المنقذة للحياة عبر خطوط الصراع وعبر عدة معابر حدودية إضافية إلى سوريا من أجل وصولها إلى بعض من أكثر المناطق تضررا.
وهناك مبلغ يقدر بحوالى 100 مليون دولار من المساعدات الجديدة التي أعلن عنها داخل سوريا سيزيد من تعزيز البرامج العابرة للحدود التي تقوم الولايات المتحدة بتنفيذها منذ فترة طويلة، والتي تقدم المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام.
وستظل الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل من خلال جميع القنوات الممكنة تقديم المعونة إلى أولئك المحتاجين حيثما كانوا يقيمون.
يتم توزيع المساعدات حسب الجدول التالي:
البلد التمويل الجديد المجموع – منذ السنة المالية 2012
داخل سوريا 241.5 مليون دولار 1.4 بلیون دولار
لبنان 103.8 مليون دولار 588.8 مليون دولار
الأردن 56.7 مليون دولار 444.8 مليون دولار
تركيا 47.4 مليون دولار 209.3 مليون دولار
العراق 29.7 مليون دولار 142.9 مليون دولار
مصر 15 مليون دولار 60.2 مليون دولار