العدد 4393 - الثلثاء 16 سبتمبر 2014م الموافق 22 ذي القعدة 1435هـ

ساركوزي يستعد للعودة الى الواجهة والهدف انتخابات 2017 الرئاسية

من المقرر أن يعلن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في أواخر الأسبوع الحالي عودته إلى الواجهة السياسية، واضعا نصب عينيه انتخابات العام 2017 لاستعادة قصر الاليزيه الذي أخرجه منه الرئيس الحالي فرنسوا هولاند عام 2012.

ويفيد المقربون من ساركوزي انه سيعلن ترشحه لرئاسة حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية خلال الانتخابات المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، كمرحلة أولى قبل الانتقال إلى معركة الاليزيه.

ومع أن غالبية الفرنسيين لا ترغب بعودته إلى الساحة السياسية، حسب ما أفاد استطلاع للرأي، فان ساركوزي (59 عاما) يؤمن بوجود فرص لديه اثر الغالبية الضعيفة التي حصل عليها منافسه الاشتراكي هولاند عام 2012 والمشاكل التي يواجهها هذا الأخير.

وقال المحلل السياسي ادي فوجييه "لقد تحركت الأمور كثيرا خلال العامين الماضيين، ولا اعتقد أن الكثيرين يفتقدون غيابه" عن الحياة السياسية، مضيفا "ومع انه يستفيد من صورة المنقذ لدى قسم من اليمين الفرنسي لا أظن بان فرصه كبيرة كما يقال".

وبوجود يمين يعاني من أزمة منذ سنتين من دون مشروع بديل ولا زعامة قوية سيكون أمام ساركوزي منافسان في طريقه إلى انتخابات العام 2017 : وزير الخارجية السابق الان جوبيه البالغ التاسعة والستين من العمر، وفرنسوا فيون البالغ الستين من العمر ورئيس وزرائه خلال خمس سنوات.

والاثنان لم يخفيا سعيهما للوصول إلى الرئاسة ومنع وصول ساركوزي إلى الاليزيه. ولن يختار الحزب مرشحه للرئاسة إلا عام 2016 وبانتظار هذا التاريخ ستكون المواجهة ضارية حسب العديد من الخبراء.

ويتقدم جوبيه لدى الفرنسيين في الاستطلاعات مع أن ساركوزي يبقى الأقوى داخل حزبه.

إلا أن نائب باريس في الاتحاد للحركة الشعبية برنار دوبريه له رأي آخر. ويقول "افهم أن يتقدم ساركوزي بترشحه للانتخابات التمهيدية لرئاسة الحزب وهذا منطقي. لكن أن يقوم رئيس جمهورية سابق برئاسة حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية... فهذا يعني خلط الكثير من الأمور والنتيجة لن تكون جيدة (...) وعلينا ألا ننسى أن الحزب يعاني من عجز يبلغ 75 مليون يورو وهناك محاكمات لا تنتهي".

ويبدو مستقبل ساركوزي السياسي مرتبطا بالفعل بما سينتج عن ست قضايا قد يكون متورطا فيها بشكل أو بأخر. واخطر هذه القضايا اتهامه في يوليو/ تموز الماضي برشوة قاض وهي سابقة بالنسبة إلى رئيس فرنسي سابق.

وقال الإستاد في مؤسسة الدراسات السياسية باسكال برينو في باريس إن "الأجندة السياسية لحزب الاتحاد من اجل حركة شعبية في حال أصبح ساركوزي رئيسا له، والأجندة القضائية سيتصادمان خلال السنوات الثلاث المقبلة ولن يكون هذا مفيدا للمعارضة".

يبقى معرفة ما إذا كان ساركوزي العام 2014 سيكون مختلفا عن ساركوزي العام 2012.

وتفيد وسائل إعلام عدة أن ساركوزي على الأرجح يريد أن ينسى الماضي وان يغير اسم الحزب وان يحيط نفسه بجيل جديد من الشبان.

ومن المقرر أن يقوم ساركوزي بجولة بعد انتخابه رئيسا لحزب الاتحاد من اجل حركة شعبية كما هو مرجح بسبب ما يتمتع به من شعبية داخل حزبه. ويتوقع المحلل فوجييه أن يتلقى الهجمات من اليسار واليمين على حد سواء عبر التركيز على حصيلة عهده السابق.

وتبدو فرنسا اليوم غارقة في أزمة اقتصادية لا تنتهي، كما أن السلطة التنفيذية تعاني من سلسلة فضائح، مثل إقالة وزير لأنه لم يدفع ضرائبه، ما أدى إلى انهيار شعبية هولاند ورئيس حكومته مانويل فالس إلى مستوى قياسي.

ويتوقع البعض ان تخفف عودة ساركوزي السياسية من الضغوط على هولاند، لكن الأمر ليس أكيدا. في حين تراهن مارين لوبن زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف على رفض الفرنسيين للنظام السياسي القائم لزيادة شعبيتها لدى الفرنسيين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً