«النظافة من الإيمان»... ليس جملة أو عبارة تخط على الجدران، إنما هي مبدأ وسلوك يحثنا عليه ديننا الإسلامي ويجب أن نتعلمه. فالنظافة هي مظهر هام وسلوك حضاري يدل على تقدم الشعوب، وهي مؤشر على التطور والوعي، وكذلك على الأخلاق الحسنة، وهي أيضاً معبرة عن شخصية من يلتزم أو لا يلتزم بها، بمعنى آخر هي عنوان لسلوك وأخلاق كل شخص فينا.
تلك العبارة وغيرها من العبارات التي تدعونا للمحافظة على النظافة، تزين غالبية جدران المدارس في مملكة البحرين، والهدف منها هو غرس هذا السلوك (النظافة) في نفوس جميع الطلاب، ولكن وللأسف فإن الكثيرين من الطلاب والطالبات يعتبرونها مجرد كلمات تخط على الحائط وألوان يراد بها تزيين جدران المدرسة، متجاهلين الهدف الحقيقي منها وهو تزيين أخلاقنا نحن الطلاب والطالبات.
لذا فنحن وبعد عودتنا لمدارسنا بعد انتهاء العطلة الصيفية، مازلنا نرى الطلاب والطالبات يمارسون سلوكيات خاطئة تتنافى مع مبدأ النظافة، كأن يتعمدوا رمي القمامة في ساحات المدرسة بعد انتهاء فترة الفسحة (الاستراحة)، أو أن تراهم يمزقون بعض الملصقات التي تتزين بها جدران المدرسة... الخ من السلوكيات الخاطئة.
لذا أدعوكم أعزائي أصدقاء «مناهل الوسط» لأن تحافظوا على نظافة مدارسكم، فهي بيتكم الثاني وبيئتكم التي تقضون فيها غالبية ساعاتكم اليومية. كما أن نظافة مدرستنا هي من نظافتنا الشخصية.
ونحن بهذه الأسطر لا نقصد المحافظة على نظافة المدرسة فقط بعدم رمي القمامة على الأرض، بل نعني كذلك المحافظة على جمال الجدران بعدم الكتابة عليها وعدم تشويه الصور والرسوم التي تزينها. كذلك المحافظة على الأثاث المدرسي من طاولات وكراسي. المحافظة على نظافة دورات المياه وغيرها من مرافق المدرسة، لذا فلنسعى أصدقائي للمحافظة على نظافة مدارسنا، فنحن لن نقبل الجلوس على مقاعد قذرة ولا استخدام دورات مياه تنبعث منها الروائح الكريهة أو ساحات تنتشر فيها الأمراض... فكم ستكون مدارسنا جميلة لو حافظنا على نظافتها.
مناهل
العدد 4394 - الأربعاء 17 سبتمبر 2014م الموافق 23 ذي القعدة 1435هـ