بث تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أمس الخميس (18 سبتمبر/ أيلول 2014) شريط فيديو يظهر فيه المصور الصحافي البريطاني المختطف جون كانتلي وهو يعلن أن التنظيم المتطرف أسره بعد وصوله إلى سورية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.

وشريط الفيديو الذي نشر على موقع «يوتيوب» يظهر فيه كانتلي، المصور الصحافي الحر الذي تعاون مع صحيفتي «الصنداي تايمز» و «الصن» ووكالة «فرانس برس»، وهو يرتدي بزة برتقالية جالساً خلف طاولة ويتحدث مباشرة إلى الكاميرا مؤكداً انه بين أيدي «داعش» وأن هذا الظهور هو الأول له في سلسلة حلقات مقبلة.

وكانت جمعيات ومنظمات إسلامية في بريطانيا دعت أمس لإطلاق سراح الرهينة البريطاني آلن هنينغ وهو موظف إغاثة متطوع خطف في سورية وهدد «داعش» بقتله في مقطع فيديو بث أخيراً على الإنترنت.

وكان هنينغ عضواً في قافلة إغاثة تنقل إمدادات طبية إلى مستشفى في شمال غرب سورية في ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي عندما أوقفها مسلحون وخطفوه. وفي مقطع الفيديو الذي بث يوم السبت الماضي وأظهر ذبح موظف إغاثة بريطاني آخر يدعى ديفيد هينز هدد متشدد في التنظيم بقتل هنينغ إذا واصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دعم جهود محاربة التنظيم.

ويعتقد أن المتشدد الذي ظهر في الفيديو بريطاني الجنسية وتلقبه وسائل الإعلام البريطانية باسم «جون الجهادي».

في إطار متصل، انتهى الجيش الألماني من إعداد أول شحنة أسلحة متجهة للجيش الكردي في العراق بهدف دعمها لمواجهة تنظيم «داعش». ومن بين الأسلحة التي تم الانتهاء من تجهيزها حتى الآن في مستودع مركزي بمدينة فارين بولاية ميكلنبورغ فوربومرن انتظاراً لشحنها لشمال العراق عدة آلاف بندقية و 20 سلاحاً مضاداً للدبابات و 120 قاذفاً مضاداً للدروع «بانزرفاوست». ومن المقرر نقل أول جزء من شحنة الأسلحة الألمانية إلى مدينة أربيل الأسبوع المقبل.

في المقابل، ذكر سكان محليون أن الطيران الأميركي شن أمس غارات جوية استهدفت معسكراً لتدريب قوات التنظيم ما أسفر عن مقتل 25 مسلحاً وإصابة 20 آخرين بجروح في إحدى المناطق جنوبي الموصل. وقال السكان لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) إن طائرات أميركية قصفت معسكراً لتدريب عناصر «داعش» في كلية الزراعة والغابات بناحية حمام العليل جنوبي الموصل ما أدى إلى مقتل 25 من التنظيم وجرح 20 آخرين.

من جهتهم، أفاد مقاتلون محليون أمس بأن قوات عراقية بمساندة رجال العشائر تمكنت من دحر هجوم لعناصر التنظيم ما أدى إلى مقتل 9 منهم وجرح 13 آخرين في بلدة الضلوعية جنوبي محافظة صلاح الدين. وقال المقاتلون الذين ينتمون إلى قبيلة الجبور إن مسلحين شنوا منتصف الليلة قبل الماضية هجوماً من محورين على المدينة لكنهم جوبهوا بنيران كثيفة من قبل المدافعين من رجال العشائر والقوات العراقية وانتهى الهجوم فجر أمس بقتل تسعة مسلحين وإصابة 13 آخرين بجروح.

وأوضح المقاتلون أن مروحيات الجيش العراقي نجحت في قصف منزل يتحصن فيه المسلحون في الضلوعية ما أدى إلى مقتل 4 من المسلحين وإصابة تسعة آخرين بجروح بينهم القيادي في التنظيم وهاب الصحو وهو محكوم عليه بالإعدام وهارب من السجن.

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه أعطى موافقته على شن ضربات جوية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» في العراق، موضحاً أن فرنسا لن ترسل قوات على الأرض وأن غاراتها ستستهدف التنظيم المتطرف داخل العراق حصراً.

وقال هولاند خلال مؤتمر صحافي «هذا الصباح عقدت اجتماعاً لمجلس الدفاع وقررت الرد على طلب السلطات العراقية لمنحها دعماً جوياً» في مواجهة الجهاديين.

وأوضح أن أولى الضربات يمكن أن تحصل سريعاً. وقال إن البرلمان سيبلغ «اعتباراً من بدء أولى العمليات».

وقال الرئيس الفرنسي «هدفنا هو ضمان الأمن عبر إضعاف الإرهابيين»، مؤكداً «لن نذهب إلى هناك، لن يكون هناك قوات على الأرض ولن نتدخل إلا في العراق».

وتابع هولاند أن «الحركة الإرهابية توسعت في خضم الفوضى السورية- وكذلك لأن المجموعة الدولية لم تتحرك».

وأضاف «العالم مهدد بشكل خطير بإرهاب قام بتغيير أبعاده ولم يكن أبداً بمثل هذه الإمكانات المالية والعسكرية والبشرية. واستبعد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند القيام بأي عمل عسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية. من جهتها، رحبت الولايات المتحدة بهذا الإعلان الفرنسي.

وقال وزير الخارجية جون كيري»نحن بالتأكيد نرحب بهذا الإعلان»، مضيفاً أن «فرنسا من الدول التي كنا نعتمد عليها في هذا الأمر».