العدد 4395 - الخميس 18 سبتمبر 2014م الموافق 24 ذي القعدة 1435هـ

"داعش" سيلجأ إلى حرب العصابات دفاعا عن معاقله

اعتبر خبراء أن مسلحي تنظيم داعش سينكفئون إلى المناطق السكنية ويشنون حرب عصابات للدفاع عن مناطقهم أمام الترسانة التي تعدها الولايات المتحدة.

لتجنب ضربات الطيران الأميركي سيحد التنظيم المتشدد الذي أعلن إقامة "خلافة إسلامية" على أراض في العراق وسورية تبلغ مساحتها مساحة المملكة المتحدة، من تنقله في المناطق الصحراوية الكبيرة حيث يمكن رصد مقاتليه ومعداته بسهولة.

وأوضح الخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية الجنرال البريطاني المتقاعد بن باري ان التنظيم "سينتقل إلى الدفاع ويتوارى في المناطق السكنية حيث يمكنه القتال" في حال مهاجمته.

ويسيطر التنظيم منذ تقدمه في العراق على عدة مدن مهمة ولا سيما الموصل وتكريت وتل عفر في شمال العراق والفلوجة وجزء من الرمادي غربا. كما انه يحكم في سورية السيطرة على الرقة، معقله شمالا، وعلى نصف دير الزور (شرق) وبلدات كثيرة اصغر.

كما سيؤدي الانتشار في المدن إلى جر القوات الأميركية أو العراقية إلى ارتكاب أخطاء. وأوضح الجنرال "سيوقعون ضحايا بين المدنيين في محاولة ضرب الجهاديين".

وأضاف "وهؤلاء سيستخدمون أدواتهم الدعائية لتحريض السنة ضد الحكومة العراقية (التي يقودها الشيعة) وتفكيك شرعية الائتلاف الدولي".

واعتبر الخبير العراقي في الشؤون الأمنية احمد الشريفي أن هذا التحرك سبق أن بدأ. "فقد بدأ داعش (إحدى تسميات التنظيم) سحب بعض مقاتليه، ولا سيما الأجانب، لإرسالهم إلى سوريا. لم يبقوا إلا العراقيين لأنه يسهل عليهم الاختلاط بالسكان في حال التعرض لهجوم".

وأضاف الخبير انه في الموصل تخلى المسلحون عن مراكز القيادة التي أقاموها بعد سيطرتهم على المدينة في 10 يونيو/ حزيران وانتقلوا إلى منازل خاصة في أحياء مكتظة حيث يحاولون الابتعاد عن الأنظار.

كما يعتمدون التكتيك نفسه في سوريا بعد إعلان وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أن الهجمات الجوية التي قد تشن على سورية ستستهدف "ملاذات" التنظيم المتشدد.

في دير الزور لحظ الناشط أبو أسامة أن المتشددين افرغوا مستودع الأسلحة الرئيسي في مقر المحافظ السابق، وأغلقوا أغلبية مواقعهم تقريبا في المناطق الشرقية.

حتى الحقول النفطية تم إخلاؤها وأجليت عائلات المقاتلين الأجانب التي أقامت في مبان سكنية. وصرح "لقد اختفوا لكنهم خلفوا الجواسيس للبقاء على اطلاع".

في محافظة حلب (شمال) انسحبت المجموعة من مقارها في الباب، احد معاقلها الرئيسية في المنطقة.

واعتبر الخبير في شئون الإسلام في سورية توماس بييريه أن "الحالة الوحيدة حيث قد يحدث القصف الثقيل فرقا فعليا، هي على الجبهات حيث يعزز التنظيم قواته على غرار ما يحصل في مارع الخاضعة له في شمال حلب.

"في حال هاجم الأميركيون لن يكون لدى التنظيم خيار إلا بإخلاء المكان وتركه مفتوحا لتقدم المعارضين" الذي يقاتلونه ويقاتلون نظام الرئيس السوري بشار الأسد في ان.

وسيتحتم على التنظيم الذي يعد 35 ألف رجل على مساحة 215 ألف كلم مربع أن يختار. "يضم تنظيم داعش وحدات منظمة وقيادة قادرة على إدارة عدة عمليات في وقت واحد، والقدرة على استخدام الأسلحة الثقيلة المصادرة من الجيشين العراقي والسوري"، بحسب كريستوفر هارمر المحلل في مركز الأبحاث الأميركي، معهد دراسة الحرب.

واضاف "نظرا إلى إلحاق الضربات الأميركية الضرر بالعناصر المرئية للبنية العسكرية للتنظيم، سيعود الأخير إلى نموذج تمرد وسيختلط بالمدنيين ما سيضاعف صعوبات الوصول إلى مقاتليه".

وأوضح أن "تنظيم داعش سيستخدم خلاياه النائمة والقناصة والسيارات المفخخة آو الاغتيالات المحددة الهدف، في الوقت الحالي لا يشكل التدخل الأميركي تهديدا مهما له".

ويأخذ الخبير في مكافحة الإرهاب ريتشارد باريت الاتجاه نفسه. ويؤكد أن "تنظيم داعش لا يمكنه صد الغارات الأميركية، لذلك سيعكس عملية تقدمه. فبعد تطوره من حركة إرهابية سرية إلى "دولة"، سيضطر إلى العودة إلى ما كان عليه".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 9:33 ص

      صواب خاطئ

      بعيد عن الطائفية .. بخاصة ان الخبر عسكري .. لكن ليست من اساليبهم .. فهم منظومة تقاد بعقلية عسكرية من البعث السابق و جهاديون سابقون في افغانستان و الخ مع من انظم اليهم من اوربا و غيرها .. خططهم تعتمد على التوسع في الهجوم و فرض مساحات كبيرة مع حرب اعلامية مرعبة تتمثل في مجازرهم .. هذه المواجهة اجارنا الله من تبعاتنا في علم هذا الحشد من 40 دولة .. كفانا الله شرورها .. و لكن سوف تكون ضروس .. و الفوز للمكر و الاستخبارات

اقرأ ايضاً