العدد 4408 - الأربعاء 01 أكتوبر 2014م الموافق 07 ذي الحجة 1435هـ

مصائب العراق وحلول مشاكله تتعدى حدوده

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يُجمع محللون متخصصون في المنطقة، من بينهم توبي دودج (المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن)، وأنتوني كوردسمان (مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن) على أَنَّ إنقاذ العراق وتحويله من بلد مضطرب تسيل منه الدماء، إلى بلد مستقر، لن يتحقق عبر هزيمة تنظيم «داعش» فقط، وإِنَّما سيحتاج الأَمر إِلى حلِّ القضايا السِّياسيَّة، التي خلقت فراغاً أَدى إلى بروز ظاهرة المتشددين وتعظيم وجودهم، إِلى الدرجة التي أصبحوا يمثلون فيها خطراً وجوديّاً على عدة دول في آنٍ واحدٍ.

العراق، بحسب توبي دودج، يحتاج إلى حكومة تمثل كل فئات المجتمع، وتقوم بثلاث وظائف رئيسيَّة، وهي القدرة على ممارسة دورها كحكومة على جميع المناطق، مع توافر بنية تحتيَّة مناسبة، وفكرة وطنية جامعة. ولقد أظهر الانهيار السريع للجيش العراقي في الموصل ومناطق السُّنَّة التدهور الكبير لدى الدولة العراقية، وسيتوجب على رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي أن يستفيد من الفرصة السانحة حاليّاً لتطبيق إصلاحات جذرية من أجل إِنقاذ العراق.

كوردسمان يضيف أيضاً أنه ليست هناك إمكانية على المدى القريب، لتحقيق نصر له معنى ما لم تكن الحكومة العراقية الجديدة قادرة على جمع الشِّيعة والسُّنَّة والأكراد تحت مظلتها، وإقناع السُّنَّة بأنَّ مستقبلهم هو مع الدولة العراقية الموحدة، وليس مع الجماعات المتشددة. كما أَنَّ رئيس الوزراء الجديد يواجه تحدي انتشار الميليشيات الشيعية التي يستوجب جلبها تحت سيطرة الدولة، وفوق هذا وذاك فإِنَّ العراق ابتلي بنخب تهتم بمصالحها الذاتية فقط، وهي لا تنسى شيئاً من خلافاتها وتاريخها، لكنها لا تتعلم شيئاً أَيضاً.

ما يشهده العراق ما هو إِلا نموذج فاقع لما تشهده مختلف دول المنطقة، ولو بدرجاتٍ أَقل، وبصورةٍ لا تظهر بالشكل المتوحش، الذي نراه في العراق. إِنَّ فساد النخب وعجزها عن التصدي لمشاكل بلدانها يتعدى الحدود العراقية، وهذا أفسح المجال لتحويل المشاكل السِّياسيَّة إِلى صراعاتٍ طائفيَّةٍ تتغذى عليها الجماعات التي تعتاش على كراهيَّة الآخرين.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4408 - الأربعاء 01 أكتوبر 2014م الموافق 07 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 8:12 ص

      لولا التدخلات من الدول

      لكان العراق من افضل الدول

    • زائر 10 | 4:48 ص

      مو العرب يا ابيض يا اسود

      قامت بعض الدول الخليجيه وتحت مسمى مظلومية سنه العراق بزج الارهابيين نحو العراق والعبث بامنه وتشجيع الانشقاقات السنية عن الدوله الحل في العراق هو التقسيم ولا حل غير ذلك لان السنه ماممكن يتعايشون مع الشيعه نفس اللي حاصل في البحرين ..........................

    • زائر 9 | 4:11 ص

      لقد ابتعدت عن الحقيقة

      في اجزاء من مقالتك هذه مع ان الحق واضح وابلج ولكن لا الومك فانت تخشى او لا تريد ان تبين المعضلة الحقيقية للعراق وانا اقولها لك الان دون لف او دوران . في العراق اقلية تدعي العروبة ونصفها من اصول شركسية واتراك وهي تمثل 20% من الشعب العراقي من دون الاكراد ومع الاكراد تمثل35% هذه الاقلية تريد ان تحكم البلد وتجعل من الاكثرية عبيدا لها كما كان يفعل صدام او كما هو الحال عندكم اما ما تتحدث عنه من ميليشيات فهي والله غير موجودة الا في مخيلات الاعراب و صحفجييهم و صحفهم الصفراء .
      علي جاسب . البصرة

    • زائر 8 | 2:03 ص

      [جنت على نفسها براقش

      لم يكن الوضع كما هو الآن في ظل حكومة صدام، صحيح ليس الكل راض عن تلك الحكومة وصحيح هناك بعض القتلى ولكن لو عقدنا مقارنة بسيطة لوجدنا أن تلك الأيام كانت جنة بالنسبة للوضع الحالي، ماذا استفاد العراق والعراقيين من قتل صدام وماذا ستفادوا من الديمقراطية المزيفة التي أتى بها الأمريكان غير القتل والدمار للعراق وعودته 90 سنة للخلف بعد أن كان في مقدمة الدول العربية تطورا ونموا ، هل كان العراقيون جل ما كانوا يحلمون به أن يتم السماح لهم بقيام مراسم عزاء عاشورا فقط ليرضوا عن صدام ، العراقيون جنو على أنفسهم.

    • زائر 7 | 1:51 ص

      محب الوطن 0827

      صباح الخير دكتور العراق ابتلاء بالطائفية وهذه فتنه كله بسبب الأحزاب الطاءفيه هي لا تستطيع أن تتعايش مع بعضها من نفس المكون فما بالك بمكونات أخرى لهذا نشأت المليشيات المسلحه كل واحده تدعي الحق لها بس لهذا الوحوش المجرم القاعده داعش النصرة ببساطه استطاعة أن سفك دماء العراقيين بكل همجية
      لأنها الله في الدنيا والاخره الحل الأحزاب المدنيه

    • زائر 6 | 1:49 ص

      الفكر الوطني الجامع

      الفكر الوطني الجامع لا يكون الا في وحود الدولة العلمانية التي تفصل الدين عن السياسة و تمنع اصحاب العمائم و اللحى من التدخل في الشأن العام

    • زائر 5 | 1:45 ص

      مشاكل العراق جاءت من الدول التي قالت وفعلت: لن نترك الشيعة يحكموا العراق

      قالوها وفعلوها ونفذوها : لن ندع العراق وادعا وهادئا ويحكم من الشيعة حتى وان كان الحكم مشتركا حسب نسب السكان فهناك دول تحارب الشيعة في كل مكان لذلك هؤلاء هم من يعبث بأرض العراق وقد وجدوا من الفساد والتخلّف الذي سببه نظام المقبور صدام ارضا خصبة للممارسة ارهابهم الرسمي تحت مسميات

    • زائر 4 | 1:18 ص

      لايمكن

      لايمكن ان يكون هناك فكر وطني جامع في ظل سيطره رجال الدين . الذين يتغذون علي إشعال الطاءفيه .بل حتي تشكيل الحكومه يتم بموافقه المرجعيه الدينيه . ايضا كيف يكون هناك فكر وطني جامع بين السنه والشيعه في ظل تربيه الاطفال علي المظلوميه وانتم حسيينيين والاخر زيديين لاذكاء الفرقه بينهم

    • زائر 3 | 12:30 ص

      الشكلة تكمن هنا

      الاخوان ما عندهم الا لونين في الحياة .ابيض او اسود.يا يمسكون كل شي او يكونون مع داعش. يعني في الحلتين خراب في خراب عمرهم ما قدموا مشروع دولة ناجحة.

    • زائر 2 | 11:12 م

      محب الوطن. 0539

      صباح الخير دكتور مصائب العراق بعد المجرم صدام ابتلاء الأحزاب الطاءفيه هذه لاتستطيع أن تحكم بلد هذه فتنه كما شاهدنا القتال ن
      بينها وسقوط القتلى بين المالكي وجيش المهدي وحتى مع منظمة بدر وكلها لها مليشيات مسلحة خارج سيطرة الدوله وعجائب الحق وحزب الله العراقي هائلا الذهب وبس كلن علا طريقته فتاوي مراجعه مافي ديمقراطية رئيس حزب الله سئل في الحرب بين إيران والعراق تقف مع من قال مع إيران المذهب اول

    • زائر 1 | 10:59 م

      أطروحات

      يتخوف البعض من تحول البحرين إلى عراق في حال حصل الشعب في حقه على الديمقراطية
      ، ما رأيكم؟
      هل ستستأثر المعارضة بالحكم وتقصي الموالاة وتنتقم منهم؟

اقرأ ايضاً