العدد 4409 - الخميس 02 أكتوبر 2014م الموافق 08 ذي الحجة 1435هـ

أمّ «سيّئة» وطفولة «ضائعة»!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قرأنا بالأمس عن قصّة طالبة في المرحلة الابتدائية بالصف الثالث لم يتجاوز عمرها تسعة أعوام، تعيش وسط بيئة عائلية منحرفة تقوم بأفعال مخلة بالآداب في السلوك والتصرفات، علاوةً على تعرضها للضرب والإهمال! وإننا إذ نقرأ أو نشاهد بأم أعيننا هذه الإساءات لأطفال البحرين، فإنّنا نتعجّب ونشمئز من وجود حالات الاضطراب وسوء المعاملة يبدران من أهل البحرين، والحصيلة أمّ “سيّئة” وطفولة “ضائعة”!

للأسف هناك أمّهات وآباء يعيشون حياتهم السيّئة ولكأنّ الأبناء لا يفهمون ما يقومون به، والدلائل كثيرة، فلقد شاهدنا في يومٍ ما عائلة في سيّارة ومعها ابنهما ذو الخمسة أعوام، وقد اصطدما بنا، وعندما خرجنا كانت حالتهما سيّئة جدّاً، ورائحتهما تفوح بالقاذورات، ولكن الأب ذكر لنا بأنّ زوجته مريضة سكلر وأعطانا ورقة طبّية تدل على ذلك، وأخبرنا الأخوة في إدارة المرور بعد الاتصال بهم التوجّه إلى أقرب مركز لكتابة التقرير، وإفساح المجال للأب حتى ينقل زوجته إلى المستشفى، وما هي إلاّ لحظات ونحن في السيّارة، حتى شاهدنا حادثاً مرورياً مروعاً فتوقّفنا عنده، وكانت الصدمة أنّ السيارة التي صدمتنا هي نفسها التي صدمت المركبة الكبيرة، فتحدّثنا مع المسعف وأخبرناه بتعرّضنا للاصطدام من قبل هذا الرجل الذي أخبرنا قصّته، ولكن المسعف قال لنا بأنّ الرجل والمرأة يتعاطيان المخدّرات من خلال الفحص الأوّلي! أوليس هذا الأمر يقشعّر منه البدن؟ والطفل معهما! وحتى لو لم يكن معهما فما هذه الصورة لأبوين بحرينيين أباً عن جد؟ أهذه أخلاقنا وتصرّفاتنا أمام أبنائنا؟ ما هذه التوجّهات الغريبة التي نراها كلّ يوم وتصدر من لدن من نعهد عنهم التربية الصالحة؟ نعتقد بأنّه آخر الزمان، إذ انقلبت الموازين، وأصبحنا لا نهتم بالأبناء بقدر اهتمامنا بذواتنا، فنسيناهم في لذّة لم تتجاوز الثواني!

هذه القصّة إحدى القصص التي نشهد عليها، وهناك قصص أخرى، فهناك أمّهات بلا قلب ولا رحمة، غير الضرب الذي يتجرّعه الصغير نشاهدها تحرقه أو تعذّبه باسم التأديب، وهناك أمّهات على عكس ذلك بليدات لا يعرفن عن أبنائهم شيئاً، لاهيات بالهاتف النقّال والصديقات، وحينما تحضر ابنها في الصباح الباكر هي في أكمل صورة من الجمال الشكلي، وابنها وابنتها في أسوأ صورة من عدم النظافة والترتيب، فهي لا ترى الأمور الصغيرة، بل لا تدري إن كان الطفل أكل وجبته الصباحية أم تغدّى بعد المدرسة، وإن كان قد نام في الوقت المناسب أو تعشّى جيّداً، وهذا كلّه نوع من أنواع الإساءة للأطفال!

هناك أيضاً آباء لا يدرون عن دخول وخروج أبنائهم شيئاً، فالابن أو الابنة خارج المنزل حتى ساعات متأخّرة من الليل، والأب والأم في عالم آخر، وعندما تحدث الاعتداءات يلوم الأبوان الطفل وينسيان لوم أنفسهما، فالطفل في القانون عديم فكر، وهما البالغان اللذان يجب أن يحافظا على أبنائهم من شر الحياة الصعبة.

أيّتها الأم المهملة، أيّها الأب القاسي، أيّتها الأم المعنّفة، أيّها الأب البليد المهمل الذي لا يعلم عن أبنائه شيئاً، أطفالكم أمانة في أعناقكم وأنتما محاسبان على ما تقومان به، فإن صلحتما صلح الجيل القادم، وإن انشغلتما وقسوتما وأهملتما، فإنّ هذا دَيْنٌ مردودٌ لكما في يوم من الأيام، والله لا ينسى وأنتم الناسون. وجمعة مباركة في وقفة عرفة المباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4409 - الخميس 02 أكتوبر 2014م الموافق 08 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 6:00 ص

      سياسة التجنيس

      وهل هذه بحرينية أم مج...............هنا السؤال؟!

    • زائر 11 زائر 10 | 10:45 ص

      عجبا

      كل شي قلتوا اكيد مجنسين وكأنما احنا خالين من هالمشاكل والله هالبلاوي في كل مكان

    • زائر 12 زائر 10 | 11:25 ص

      سكلر

      من كلامها بحرينيه اب عن جد

    • زائر 9 | 4:33 ص

      من زائر 5 الى صاحب الكلام الجميل 6و8

      انت تتكلم بما امر الله ورسوله وهو الحق وانا اتكلم بما يحصل في كل العالم ونحن جزىء منه رضينا ام ابينا فالبطن الجائع لايعرف الفضيله والمحطم عاطفيا ونفسيا لايستطيع ان يربى و لايظمن سلوكه وهو يحتاج للرعايه اولا والتقويم فيما بعد

    • زائر 8 | 4:01 ص

      أيتها المرأة هل تعرفين أين تذهب ابنتك؟ وهل تدرين من جلساء ابنك؟ لماذا لم تمثلي القدوة الحسنة لأولادك من بعدك؟.

      أيها المسلمون، ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))2. قال العلماء: الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح

    • زائر 6 | 3:55 ص

      آية الأبوة والبنوة من آيات الله/ تربية الأولاد في الإسلام جزء من سعادتك و سلامتك و قرة عينك.

      أطفالكم أمانة في أعناقكم وأنتما محاسبان على ما تقومان به، فإن صلحتما صلح الجيل القادم، وإن انشغلتما وقسوتما وأهملتما، فإنّ هذا دَيْنٌ مردودٌ لكما في يوم من الأيام، والله لا ينسى وأنتم الناسون. فقد قالالله تعالى:( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6) سورة التحريم ï´¾

    • زائر 5 | 2:48 ص

      ام سيئه

      لآ استطيع لوم الام او الاب بل الحياة اصبحت اكثر تعقيدا على الجميع هناك اسر مفككه محبطه بلامستقبل البعض يرى المسرات او المخدرات وسيلة لراحته والاخر يدخل في اشياء اخرى وكل هذه الاشياء حدثت في الغرب بسبب الانانيه وسياسه البقاء للاقوى هناك يبيعون الاطفال للتبني واصبح عندن الرزق الحلال بعيد المنال واللآتي اعظم

    • زائر 7 زائر 5 | 4:00 ص

      ما هذا المنطق ... ؟

      ما هذا المنطق ... ؟

    • زائر 3 | 11:16 م

      المشكلة والحل

      السلام عليكم، اخت مريم المشكلة عرفناها وطرحتين أمثله عليها، ولكن هل تعتقدين فقرة واحدة ولا تحمل تطبيقات عملية وأمثلة لحلول تساهم في نشر الوعي لهذه المشكلة!!

    • زائر 2 | 10:09 م

      الله يرحم والدينا

      الله يرحم والدينه نعم كانت الام هي التي تربي وتراقب وتتابع والأب كذلك رغم انشغاله الله يرحمهم بهذا البوم المبارك

اقرأ ايضاً