العدد 4415 - الأربعاء 08 أكتوبر 2014م الموافق 14 ذي الحجة 1435هـ

في أي عام هجرية نحن؟!

مؤسف جداً بأن يسألك شخص ما في أي عام هجري نحن وأنت وهو تجهلان الإجابة على هذا السؤال... فقط تتذكرون الأشهر الهجرية في المناسبات مثل رمضان (فريضة الصوم) وشوال (عيد الفطر) وذي الحجة (عيد الأضحى) وربيع الأول (مولد النبي «ص») أما أي سنة فهذا ليس مهماً.

في أي عام هجري نحن؟! سؤال يفترض أن تكون الإجابة عليه جاهزة في أذهاننا، ولكن للأسف فالغالبية لا يملكون الإجابة الصحيحة عليه دون أن يعودوا إلى التلفونات أو إلى الصحف أو إلى ما يعرفهم بهذه الإجابة وكأنهم ليسوا بمسلمين.

قد نقول إن ذلك بسبب عدم استخدامنا للتاريخ الهجري في أمورنا اليومية كالدراسة والعمل وغيره، ولكن أرى أن هذا ليس بالعذر الكبير، حيث من المفترض أن نهتم بالتقويم الهجري على الأقل لأننا مسلمون، وهو يعرفنا بتاريج هجرة نبينا الكريم محمد (ص).

فقط مدرسة اللغة العربية هي الشخص الملتزم بكتابة التاريخين الهجري والميلادي على طرفي اللوحة (السبورة) قبل بدء الدرس، وهي الأخرى ربما لا تعرفه ولكنها تأخذ من جهازها الذكي سواء الهاتف أو الحاسوب الخاص بها.

جرب واطرح السؤال على زملائك وأصدقائك وحتى أقاربك... أكاد أجزم بأن الغالبية لن يعرفوا الإجابة دون النظر إلى جهاز الهاتف أو دون الضحك قبل الإجابة، أو لربما يقولون لك أعطنا خيارات.

نعم هذا هو الواقع، فالتاريخ الهجري في غالبية الدول العربية والإسلامية بات طي النسيان، وكأن ليس له مناسبة عزيزة علينا أن نتذكرها وهي هجرة النبي (ص). وربما تكون المملكة العربية السعودية هي الوحيدة من بين الدول العربية والإسلامية التي تعتمد التاريخ الهجري في معاملاتها وفي الأمور اليومية العادية والبسيطة والمدارس.

وعلى هذا سأروي لكم قصة حدثت لي هذا العام مع صديقة من المملكة العربية السعودية، إذا دعيتها في 3/18 لحضور حفل عيد ميلادي، إلا أنها لم تأت، فأخذت عهداً على نفسي بأنها إن دعتني لعيد مولدها فلن أذهب لأنها لم تحضر إلى حفلتي... وحدث ما لم يكن متوقعاً فإذا بها تطرق الباب علي وهي تحمل هدية بيدها. رحبت بها وأدخلتها البيت حيث كانت برفقة والديها، فكان تعليقها عندما رأتني ربما جئنا قبل كل المدعوين للحفل... فأجبتها بابتسامة خجولة أي حفل فالحفل مضى عليه أشهر، فأجابتني مصدومة: ولكنك قلتِ 3/18؟!... قلت لها نعم 3/18، ونحن اليوم 5/25. فضحكت وقالت: تمزحين؟! نحن في الشهر الثالث... وما كان من وآبائنا إلا أن أخذوا بالضحك على النقاش الذي كان يدور بيننا.

عندها شرح لنا وآباؤنا لماذا كانوا يضحكون؟!... فأنا دعوتها بالشهر الميلادي الثالث: 18 مارس (3/18)، فيما هي ظنت بأنني دعوتها بالشهر الهجري الثالث: 18 ربيع الأول (3/18)... وهنا عندما اتضحت لنا الصورة أخذنا نحن أيضاً بالضحك... وعليه فقد تعاهدنا على أن نقرأ ونحفظ التاريخين بالميلادية والهجرية معاً، حتى لا نضع أنفسنا مرة أخرى في مثل هذه المواقف المحرجة.

وعليه أصدقائي، أدعوكم للالتزم والتركيز على معرفة التاريخ الهجري مع الميلادي، فالأول هو الأقرب لديننا الإسلامي، حتى وإن كنا لا نستخدمه في معاملاتنا الرسمية، ولكنه مهم لأمورنا الدينية.

مناهل

العدد 4415 - الأربعاء 08 أكتوبر 2014م الموافق 14 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً