العدد 4416 - الخميس 09 أكتوبر 2014م الموافق 15 ذي الحجة 1435هـ

«تعفعف وتاب ونسى ذاك الكتاب»!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هذا المثل الشعبي ينطبق على كثيرٍ من المتمصلحين والفاسدين، فمن هم يا تُرى أولئك الذين تعفعفوا وتابوا ونسوا ذاك الكتاب الذي يجب ألاّ ينسوه؟

الشواهد كثيرة على هذا، فقد يتوب أحدهم من أمرٍ ما، ومن ثمّ يبدأ في وعظ الناس ونهرهم عن انتهاج ما كان ينتهجه في السابق، وينسى ذاك الكتاب في حياته... ذاك الكتاب الذي لا ينسى ماضيه، وللأسف هو لا ينصح بل ينهر و(يصارخ) بأعلى صوته من أجل إحراج الآخر أو قذفه، وهو في قرارة نفسه ليس مقتنعاً بما يقوله ويثرثر به!

نحن لا نتّهم أحداً إن كنتم تفكّرون الآن عمّن نتحدّث عنه! فلكل منّا تلك الشخصية التي ينطبق عليها هذا المثل الشعبي، وهي شخصية مضلّلة تبدأ بالتهديد والنفير، وإحراج الآخرين، مع أنّها هي ذاتها من كانت تقوم بنفس الأفعال التي يقوم بها الناس.

فهناك رجلٌ على سبيل المثال يملك ملهى ليلياً، وفجأةً صار واعظاً بخبث، ومحدّثاً بمكر، ومعارضاً ضد الملاهي الليلة! فقيل عنه “تعفعف وتاب ونسى ذاك الكتاب”! أي إنّه من تحت الطاولة يذهب إلى تلك الملاهي ويجمع الأموال، وفي الخارج هو المصلّي ذو الثوب القصير واللحية الطويلة!

أيضاً مثلٌ آخر، رجلٌ عُهد إليه مركز حسّاس يتسلّط به على الناس البسطاء وغير البسطاء، هذا الرجل كان بسيطاً في يوم من الأيام، وما أن وصل ذلك المنصب إلى يده، فإذا به يتجبّر على الناس عبر ذلك المنصب، وبدأ بقذف هذا، وتخويف ذاك، فقيل عنه: “تعفعف وتاب ونسى ذاك الكتاب”!

ماذا نقول؟ شبعنا من هؤلاء! طابت النفس من وعظهم وصراخهم الهاوي! توقّفوا عن غشّ الناس باسم الدين! بل نقول لهم الله يحفظنا منهم ومن غدرهم، فالوطن شبع من بعض النّاس التي تقتات على حساب الآخرين، وتسمّم فكرهم، مع أنّها ذاتها تمارس أفعالاً شنيعة ومغرضة.

هذه الشخصيات مريضة، ونعتقد بأنّها في حالات متأخّرة من مرض التوّهم، فهي تتوّهم القيادة والعدالة والقوّة والسيطرة، ولكنّها ضعيفة ولا تبسط سيطرتها إلاّ من خلال التهديد والوعيد والتصيّد على النّاس، وتنسى بأنّ الله يراقبها قبل أن تراقب الناس، وقبل أن تضع الأصابع عليهم، وقبل أن تقذفهم وتنسى ما كانت ومازالت عليه من ضلال.

إلى صاحب الملهى، وإلى صاحب المركز المتسلّط على النّاس، وإلى كل من يقذف الناس بأمرٍ هو يقوم به، إنّ الله يمهل ولا يهمل، والله يعلم بسرائر الأنفس وما تخفي الصدور، فاحذروا من دعوة المظلوم عليكم، إذ أنّ لها صدى قوياً عند رب العالمين، وتذكّروا هذا المثل، لعلّكم ترتدعون قبل فوات الأوان. والكلام لكِ يا جارة. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4416 - الخميس 09 أكتوبر 2014م الموافق 15 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 10:14 ص

      استاده مريم

      لاتأسفي ولا تحزني لان امثال هؤلاء كثر ولقد عبرت عن رأيك بوضوح وموضوعيه كما عهدناك دائما . ياسيدتي السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه .

    • زائر 29 | 9:37 ص

      بارك اااه فيك يامريم

      أتمنى لك كل السعادة و التوفيق في كل ماتسعين له ، أنا ممن يقرأ لك دائماً
      أنت كاتبة تلامسين جراح المجروحين لا أصابك اااه بجرح أبداً
      علي الحاج

    • زائر 27 | 8:30 ص

      لما العجب

      وهناك انسان كان مشارك في فرقة شعبية والان اصبح خطيب يحدث الناس لا تتعجبي من ذلك.

    • زائر 25 | 5:58 ص

      الكاتبة

      الى متى اتكونين ضد السنة ...... .............................................

    • زائر 23 | 5:10 ص

      نعم

      نعم كما تقولين لاكن من اشرف اشخاص في تعامل التجاري وممكن تسئلين البحارنه عنه لان 80% الي يتعاملون معاه ؟؟؟

    • زائر 22 | 5:07 ص

      لولا الصعاليك لما برز الطغاة

      المشكلة ليست في المتسلقين وليست في الطغاة .. المشكلة في .......الذين يدافعون عن الصعاليك حتى بعد انكشاف امرهم ويدافعون عن الطغاة ليبقوا عبيداً خانعين .. فكل واحد اسوئ من الآخر ونسأل الله الهداية للجميع.

    • زائر 21 | 4:27 ص

      ذكرهم الله

      ذكرهم الله فى كتابه الخبثين للخبيثات الله يحفضش يا اختى مريم من شر الاشرار وفرج عن شعب البحرين

    • زائر 20 | 3:50 ص

      صدق أولا تصدق

      من ملاهي وبارات إلى خطب دينية ومواعظ ونفاق من سرقة دجاج إلى قبة البرلمان من مناصر للإرهاب في سوريا إلى حمل وديع مسكين وهناك الكثير من الأمثلة يتظاهرون بكل جميل وتاريخهم يحمل كل قبيح

    • زائر 19 | 3:47 ص

      دقّقوا جيدا

      تفكّرون الآن عمّن نتحدّث عنه !

    • زائر 18 | 3:23 ص

      .....

      لا نريد مباركة .....

    • زائر 16 | 2:33 ص

      الله يحفطش يامريم من كل سوء

      اصيله بنت أصول

    • زائر 15 | 2:32 ص

      موضوع جميل جدا

      جمعتك مبااااركة

    • زائر 14 | 2:32 ص

      يارب

      بحق دموع الفقارا والمعذبين اللهي لاتمهله وخذ حق كل مظلوم منه بحق هذه الساعه

    • زائر 12 | 2:24 ص

      محب الوطن 0913

      صباح الخير العزيزه استاد تنا مريم صاحب المل هى معروف بتعذيب أهل البحرين ...............



    • زائر 11 | 1:42 ص

      هذه النوعية الرديئة من الناس هي ما يطلبونه اليوم ليغدقوا عليه المناصب والاوسمة

      نوعية معينة من الناس لا تجد لأنفسها وافعالها سوق رائجة الا في بلد الفساد والسرقات والنفاق والجور والظلم فبضاعة هؤلاء الناس كاسدة في بلد العدل والانصاف والمحاسبة

    • زائر 17 زائر 11 | 2:43 ص

      محب الوطن 0944

      صباح الخير اخوي صدقت هؤلاء لا يعيشوا. ألا في المستنقعات

    • زائر 10 | 1:40 ص

      ربي تحفظ لنا مريم بجاي امير المؤمنين عليه السلام

      صبحج الله بالخير. مريم عنوان المقال اختي واجد حليو اليوم .تعفعف وتاب ونسى دااك الكتاب .وانا عندي مثل شعبي دائما امي الله يحفظها اتقوله لي . اتقول لاتكثر الدوس تري حبابك املونك لنت بولدهم ولانت طفل اربونك. فهولاء همهم الوحيد الصعود على رؤس
      الفقراء وعندما يصلوا لمبتغاهم ينسون اصلهم وفصلهم لان تربيتهم ومعدنهم خبيث واللي ترب على الخبث عمره مايتغير.
      ربي تحفظ لنا مريم من كل شر وكل يوم نقراء لها مقال رائع
      وجمعه مباركة لج اختي من اهالي المحافظه الشماليه يحبونج واااااااااجد

    • زائر 9 | 1:09 ص

      اكيد

      فليف...والمارد الاخضر سمعتون الكلام

    • زائر 8 | 12:47 ص

      أعجبني المثال على صاحب الملهى

      صحيح يا أستاذة ملهى ورقص وموبقات في هذا الملهى وصاحبه يتظاهر أمام الناس بالتدين كأن الناس أغبياء وجهلاء وهذا يسمونه أبو وجهين ويلعب على الحبلين ومهما حاول التظاهر بالتدين فالناس تعرف عنه كل شيئ وتعرف سيرته القبيحة وشكرا لك

    • زائر 7 | 12:15 ص

      الجمبازيه

      هؤلأء لو ماتو ورأو احساب والكتاب لندمو ولو اعيدو للدنيا مرات ومرات لعملو الأسوا هم هكذا هذه هي طينتهم وحاشا القارىء مثل شعبى يقول الثور الحمر مااموت الاحمر مع احترامي للجميع وشكرا

    • زائر 5 | 10:38 م

      نحن لم ننسي

      كان شيوعيا منظما مرتبطا بمسكو و مراقب من جهات متعددة. اليوم في اتجاه معاكس. الذي غيره الاسلوب. لكن الهدف لم يتغير و هو الصعود للقمة. هم كثيرون. لو تناسوا فنحن لم ننسي.

    • زائر 4 | 10:17 م

      لابد من الحساب

      تاب ام لم يتب هذه ميزة الدنيا الزائلة لابد من حساب رب العالمين

    • زائر 2 | 10:16 م

      هذه الدنيا زائلة

      اجمع المال و الشهرة واستملك واضلم في النهاية لابد من الحساب
      ونعم بالله رب العالمين

    • زائر 1 | 10:13 م

      فعلا موضوع معبر وجميل ويصلح لنهاية الاسبوع

      وذلك الشخص الذي ذكر اسمه في التقرير الشهير ليقود كتلة كبيرة وليكون رئيس معارضة المعارضة ويقول لم اسمع ولم اقرأ ذلك التقرير الشهير وينطلق بعدها شتما وتخوينا لشركاء له في الوطن ويطبق المرسوم له في ذلك التقرير الشهير حرفيا واقول هو ينطبق عليه ذلك المثل تعفف وتاب ونسى الكتاب

اقرأ ايضاً