العدد 4428 - الثلثاء 21 أكتوبر 2014م الموافق 27 ذي الحجة 1435هـ

قاسم: البدعة ظلم لثورة كربلاء

«التوعية» تدشن شعار عاشوراء البحرين «كربلاء ثورة دين وعقل وإرادة»

المشاركون في تدشين شعار عاشوراء البحرين
المشاركون في تدشين شعار عاشوراء البحرين

شدد الشيخ عيسى قاسم على أن «من الظلم لثورة كربلاء أن يدخل إحياء ثورة الإمام الحسين شيء من البدعة وهي المثل العظيم في الأصالة والنقاء الإسلامي والاستمساك الشديد بالإسلام»، محذراً من أن «يتخذها متخذٌ مثاراً للطائفية البغيضة - من هذه الطائفة أو تلك الطائفة - وهي التي كانت من أجل وحدة الأمة وعزتها، وتوحيد جهودها على طريق الله الواحد الأحد العظيم».

واعتبر قاسم، في كلمته التي ضمت عدداً من التوجيهات التربوية والأخلاقية، خلال تدشين جمعية التوعية الإسلامية، مساء الاثنين (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) بمقر الجمعية في الدراز، شعار عاشوراء البحرين 1436هـ «كربلاء ثورة دين وعقل وإرادة»، بحضور نخبة من العلماء والباحثين والمثقفين ورواد الخدمة الحسينية، وجمهور غفير احتشد في الحفل الحسيني، أن «ثورة كربلاء ثورة دين حق وإيمان عميق، وثورة إرادة عملاقة لا توقف منها أمام التحديات ولا تردها عن المطمح الكبير والهدف العالي الشدائد، وثورة رؤية فسيحة ممتدة تخترق حدود الزمان والمكان وثورة إحساس غزير دفاق لكرامة الإنسان بما هو إنسان».

وأوضح أن «كربلاء ثورة على الفسق والتمرد الجاهلي على الله سبحانه وعلى التحرر من قيم الدين وأحاكم الشريعة وعدلها، ثورة على تعملق الغرائز المادية وسيادتها وعلى قرار الإنسان ومسلكه، ثورة على حب الدنيا الذي يقضي على إنسانية الإنسان ويفصله عن هدف الحياة، وثورة على العمى والجهل والضلال، هي ثورة على الأهداف الدونية الحقيرة التي تصد الإنسان بما هو إنسان عن هدفه الكبير».

ودعا قاسم للابتعاد عن تلوث أجواء عاشوراء بأي لون من ألوان الهبوط الأخلاقي، وأي مظهر من مظاهر الفسوق والفجور. مشيراً إلى أن «يستقبل موسم إحيائها من بعض خطباء المنبر الحسيني أو العلماء أو أهل الإنشاد ومن أي المشاركين في هذا الإحياء من غير الاستعداد الكافي الذي يتطلبه برغم ما لكربلاء من الأهمية البالغة في تقييم الدين وما لهذا الإحياء إذا جاء ناجحاً وبالمستوى المطلوب من أثار إيجابية ضخمة على صلاحها على حياة الأمة وصلاحها». موضحاً أن «يتخذ موسم عاشوراء وكأنه موسم قبيلة أو أسرة وموسم أمجاد لها أو ظهور وشهرة لها أو كسب أنصار ومتعطفين معها. أو أن يتخذ وكأنه موسم تجاري بحت من خطيب من الخطباء فيدخل في مساومات طويلة شاقة ملحة مغالية على أجور ما سيقدمه في خطابته، فهذا ليس مما يليق بمكانة كربلاء وموقع كربلاء وثورة الإمام الحسين عليه السلام وشأنه العظيم ورساليته الكبرى».

ولفت قاسم إلى أن «ثورة كربلاء ثورة على خمود الإرادة، على فتورها، على استسلامها للظروف المحيطة وهي تملك أن تغير ولو على المدى الطويل، ثورة على نفس تقبل أن تهون أو تهان، ثورة على كل تخلف في وضع من أوضاع النفس الكريمة كان وضعاً علمياً، كان وضعاً عاطفياً، كان وضعاً روحياً، كان أي وضع من الأوضاع الكريمة للنفس من الأوضاع الإنسانية».

وأشار إلى أن هدف كربلاء هو «هدف عميق شامل، في تحقيقه تحقيق كل ما تتطلبه سعادة الإنسان في حياته الحاضرة والحياة التي هو صائر إليها حتماً، وكل عاقبتنا أن من بعد هذه الحياة حياة هي أبقى وهي الحيوان الحق، هدف كربلاء للإصلاح الشامل المنطلق من إصلاح الإنسان».

وقال قاسم: «إن لكربلاء استحقاقاً عاماً على الأمة كلها، ولتنظر الأمة لما كانت كربلاء؟ ولمن كانت؟. وعلى يد من كانت؟ وماذا أعطاها الإمام العظيم لهذه الأمة؟ ولماذا ضحى من أجل ذلك؟ وماذا أعقبت ثورته من آثار وبركاته؟ لتعرف من بعد ذلك، ماذا تعطي لثورة الإمام الحسين مما عساه أن يمثل شيئاً من المكافأة لتلك الثورة وتضحياتها الكبار وهدفها العملاق، والأمة فيما تعطيه لكربلاء الإمام الحسين عليه السلام إنما تعطي في الحق الكثير لدينها ونفسها حاضرها ومستقبلها دنياها وآخرتها، والحسين (ع) لا ينتظر عطاءً من الأمة إنما كل انتظاره وكل التضحيات كان من أجل الله وطمعاً في ثوابه».

وشهد حفل التدشين مشاركة شعرية حسينية حزينة للشاعر عبدالله القرمزي، فيما شارك الرادود عبدالأمير البلادي بقصيدة حسينية، وختم الحفل بآبيات حسينية للخطيب الحسيني الملا إلياس المرزوق.

ويأتي التدشين ضمن إطلاق جمعية التوعية الإسلامية للنسخة الرابعة عشرة من مشروعها السنوي الموسمي «عاشوراء البحرين»، والذي يضم حزمة مميزة من الفعاليات والأنشطة والخدمات والصادرات النوعية، ويمتد طيلة شهري محرم وصفر 1436هـ.

العدد 4428 - الثلثاء 21 أكتوبر 2014م الموافق 27 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 1:11 م

      شكرا لكم أخوتي المشاركين

      كل ما قيل في المشاركات له كل تقدير واحترام لكن علينا أن نحترم كبار أئمتنا ومشايخنا ومجتهدينا فسماحة المرحوم بإذن الله أحمد الوائلي قال عن التطبير وضرب الرؤوس والمشي على الجمر والكثير أنه دخيل على المذهب الشيعي وهو بدعة وكذلك سماحة كمال الحيدري والقزويني وكثير من مشايخ المذهب الشيعي وكما دعا إليه سماحة الشيخ عيسى قاسم دام ضله أن الهدف هو وحدة المسلمين ولكم جميعا فائق التقدير والوحدة والإحترام

    • زائر 15 | 3:26 ص

      هيهات منا للذلة

      ثورة الامام ع تحتاج الى تطبيق عملي....!!!!!!!!!!

    • زائر 14 | 3:15 ص

      شعائرنا الحسينية هي جزء من عقيدتنا

      مبادئ ثورة الأمام الحسين عليه السلام واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار .. وما كلامه الذي وجهه إلى أخيه محمد أبن الحنفية إلا إشراقة توضح أسباب خروجه : "إنّي ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ، ولا ظالماً ، وإنّما خرجت لطلب الاِصلاح في أُمّة جدي" .. وما شعاره الذي أطلقه "هيهات من الذلة" إلا أيقونة لكل من يبحث عن الحرية وينشدها .. فحري بالمسلمين جميعا أن يكون يدا واحدة وقلبا واحد لكل مافيه خير المسلمين .. فهل أصبح هذا الأمر من المستحيلات في هذا الزمن الأغبر ؟؟؟!!!!

    • زائر 13 | 3:07 ص

      نعم كربلاء دروس وعبر

      بس موكل من صخم وجهه ورفع صوطه كال آني حسيني

    • المتمردة نعم | 2:47 ص

      المتمردة نعم

      التطبير احد البدع التي تسيء للمذهب الشيعي وتشوه صورة الاسلام .هذه الدماء التي تسيل الاولى يتبرع بها الى من يحتاج لها واهدار قطرة دم هباء لا تنفع الا من اجل الجهاد في وجه ظالم وصدقت يا شيخ البعض من الخطباء يتخذ من موسم عاشوراء موسما تجاريا يصل للمغالاة مبالغ ضخمة من اجل ساعة فقط ماعليه انت بتحضر ساعات لخطبتك لكن بعضهم هذا اهوة الموضوع كل سنة ما يغير والزيادة عليه بس طريقة الالقاء.

    • زائر 10 | 2:02 ص

      كل لها مقاصدها

      الممارسات العاشورية على اختلافها لها فلسفتها ومقاصدها.. وفي مقدمة تلك المقاصد المواساة وتزكية النفس..
      الإطعام حباً لسيد الشهداء مندوب.. والإسراف حرام لكن لا ينبغي خلط الأوراق..
      حفظ الله سماحة الشيخ المجاهد الشيخ عيسى قاسم بحفظه ووفقه..
      وكل ما نرجو أن نبتعد عن الإثارات .. والاستفزازات.. والله الموفق

    • زائر 8 | 1:42 ص

      شلون

      ماشااللة يمشون علي الجمر ولا يحرق الرجل أكيد ثلج

    • زائر 17 زائر 8 | 4:13 ص

      عاشوراء الحسين بين عدوين .. عدو يريد النقص منه وعدو يريد الزيادة فيه .

      هناك من يريد النقص من عاشوراء الحسين .. وهناك من يريد الزيادة فيه
      وخير الامور الوسط .
      فلانزيد بدعة التطبير ولاننقص سنة البكاء فلقد بكى النبي صلى الله عليه واله وسلم على سبطه الحسين يوم ولادته لان جبرئيل وقتها قد قرأ عليه نبأ مقتله .

    • زائر 18 زائر 8 | 5:53 ص

      كلام الزائر 1 سليم

      صدقت اخي في ردك... كنا في السابق نعيش قضية الإمام الحسين عليه السلام بشوق و لهيب و إدراك و تفهم في كيفية الانتفاع بهذه القضية التي تخدم الإسلام و المسلمين أما الآن فنرى إصدارات الرواديد التافهة و استعراضات المضيفات و غيرها من البدع التي لا تخدم احد في شيء ليتنا نرجع لسابق عهدنا

    • زائر 19 زائر 8 | 6:29 ص

      الناس اطورت الحين وتسال شلون

      اكتب في اليوتيوب وبتشوف

    • زائر 1 | 10:17 م

      الحسين ع خرج لطلب الأصلاح ..

      ما نراه في العالم الشعي وتعر ضه القنوات الفضائية لا علاقة له بثورة الحسين ع من ضرب الصدور والرؤوس والمشي على الجمر والاسراف وغيرها من البدع التي ابتكرها الناس وجعلوها من الشعائر !
      كربلاء دروس وعبر .. أين نحن من هذه الدروس والعبر
      والله ما يصرف من بذخ في عاشور لو وجهه لمشاريع اسثمارية تذر ارباحا يستفيد منها الفقراء والمرضى والطلبة والبعثات بأسم الحسين ع كان ابرك والفضل عند الله

    • زائر 5 زائر 1 | 1:11 ص

      شكله توه معلمينك شلون تكتب

      اللى يُصرف على عاشوراء أعتقد أقل بكثير مما يُصرف على غازات مسيلات الدموع والتي بميزانيها يمكن ان تبني بيوت الأسكان والشوارع وتحسين البنية التحتية
      مو تطالع لى قدرين عيش وخرافات ما أدري من وين جايبنها (مشي على الجمر)
      أعلم بأن مدرسة الأمام الحسين هى التى أبقت هذا المذهب موجود الى اليوم ولاتنظر الى اللمم
      الله يصلح حال المسلمسن ويعجل فرج قائم أل محمد

    • زائر 6 زائر 1 | 1:29 ص

      الكلام صحيح

      لماذا ننكر البدع الكثيره التي تزيد كل سنه وما اكثرها ولو استنكرت ذلك او عارضتهم تكون ليس شيعيا ولا محبا الى اهل البيت والي اتقول عنه جم اقدر عيش هذا كذب كثير من المأتم تطبخ كل يوم وكثير من النعم ترمى انت قلتها الامام الحسين مدرسه اذا فالنتعلم من هذه المدرسه ولا نسرف ولا نبذر ولا ندخل في الدين ما لم يشرع به الله ورسوله ولا نتحدى الاخرين فأهل البيت كنز لنا والعاقل من يسير على طريقهم والسلام

    • زائر 7 زائر 1 | 1:33 ص

      زائر 1

      رأي سديد. صار شهر محرم شهر الاستعراضات و الاسراف.
      قضيه الامام الحسين عليه السلام تحتاج الى مثقفين تنشر بحوث في العبر والقيم لترتقي الامه...بدل قدور العيش المبالغ فيها...و كأن الناس تقصد المأتم للعيوش..

    • زائر 9 زائر 1 | 1:42 ص

      اثني على كلامك في جزء .. وعلينا التوجه للمركز.

      أن مسلك الأولياء الصالحين يدعوا للتأمل في المركز الذي كان من أجله الأمر كله، والله عز وجل هو المركز، والنبي محمد ص هو المرسل رحمه للعالمين، كثرة التشعبات والفروع التي تفقد الدين الإسلامي قيمته هي ما تفضي إلى البدع والفتن. وشاء الله لبيته الحرام أن يكون في مكة ومدينة الرسول هي المدينة المنورة وهناك المركز، وأضف أن مسرى النبي ص هي القدس.
      الموسم العاشورائي يجب أن تفكر قياداته كيف تصرف الأمول في خدمة العلم المتنوع والعمل الإجتماعي المختلف فالرسالة بهذه الطريقة أبلغ، لاننا نعود من تأملنا إلى المركز.

    • المتمردة نعم زائر 1 | 3:31 ص

      المتمردة نعم

      صح في اسراف ولكن هذا الاسراف غير مقصود يكون بالصدفة معظم اللي يطبخون يكون اغلهم عندهم نذور فتمتلىء الماتم بالجدور بالصدفة وبسبب اياديهم السخية وليس اسراف مفتعل

اقرأ ايضاً