العدد 4433 - الأحد 26 أكتوبر 2014م الموافق 03 محرم 1436هـ

ديمقراطياتنا المجوّفة!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لا يحتاج الأمر إلى عبقريةٍ خاصةٍ لتكتشف وجود مشكلة بطالة كبيرة، حين تشاهد في قلب العاصمة أعداداً غفيرة من الشباب يجلس على الأرصفة ويقضي وقته في المقاهي طوال ساعات النهار.

ولا يحتاج الأمر إلى ذكاءٍ خارقٍ حين تكتشف في زيارةٍ عابرةٍ لتلك العاصمة، أن هناك إحجاماً كبيراً لدى الشباب عن المشاركة في انتخابات برلمانية، تتنافس فيها الأحزاب والقوى السياسية التقليدية للفوز بأكبر عددٍ من المقاعد، بعد ثلاث سنواتٍ استبدلت فيها أربع حكومات.

ومن المثير للشفقة أن تشاهد في بلدٍ يبحث عن سبيل نهضته وخلاصه، مجموعةً لا تزيد عن خمسين شخصاً، يمشون وراء مرشّحٍ للبرلمان يصفّقون بالشارع العام، بصحبة فرقةٍ من قارعي الطبول وكأنهم في مولد أو عرس. فما أبعدنا عن الديمقراطية وما أبعد الديمقراطية عنا، بعدما أفرغناها من محتواها كأسلوبٍ لمشاركة الشعب في إدارة حياته وحكم نفسه وصناعة قراره.

الانطباعات الأولية والمشاهدات الأولى لا تخطئها عين المراقب عادةً. فإذا نزلت بلداً تنتشر فيه قوات الأمن على مدار الساعة، وتقام نقاط التفتيش عند مداخل الكثير من المدن والقرى باستمرار، فلابد أن تستنج أن هناك أزمةً سياسيةً تختفي وراء كل هذه المظاهر التي لا تدل على استقرار.

فإذا قرأت الصحف الرسمية وشبه الرسمية لذلك البلد، ورأيت فيها مقالات تفوح منها رائحة التحريض على مكوّنات أساسية من أبناء الوطن، وتأييد إجراءات التمييز، فستتأكد من عمق الأزمة السياسية.

لستَ بحاجةٍ إلى حاسّةٍ سادسةٍ لتكشف ما يجري عياناً من عمليات تحريض وإشاعة خطاب الكراهية، وتزيين عمليات القمع للرأي الآخر، وملاحقة كلّ من له رأي آخر ومنعه من التعبير عن نفسه. هذه النزعة الإقصائية المتأصلة لا يتورّع أصحابها عن التحريض علانيةً على إغلاق أية صحيفة مستقلة، أو منبر حر، ويستكثرون على الآخرين حقهم في التعبير، ويستهولون عليهم طرح فكرة المشاركة أو الدعوة للمساواة على بداهتها، ويستنكرون عليهم المطالبة بأن يعيشوا حياةً حرّةً كريمة.

وحين تحاصر القوى السياسية الوطنية المعارضة وتضيّق حول رقبتها الخناق، وتعرّضها لحملات مستدامة من التخوين والتشويه والتحقير، ثم تطالبها بالقبول بأيٍّ كان. ثم تمهّد الطريق للدفع بمن يملأ الفراغ ممن لا عهد لهم بالشبع ولا معرفة بالسياسة وأمور التدبير، لتغرق الساحة بأسماء لا حصر لها. ويخرج من يقول بأن البرلمان المقبل سيكون برلماناً للتنمية والإنجاز. وتبحث فلا تجد برنامجاً انتخابياً ولا كلاماً مفيداً، غير من تعدك في حال انتخابها بالدفاع عن استمرار علاوة الغلاء! ومن يطلّ عليك ضاحكاً بشعار أجوف: «صوتك يهمني وأنت وسيلتي»! ولا تستغرب حين تسخر منهم حتى صحف الموالاة، وذلك من مظاهر استمرار الأزمة واستحكام العلة، وليست دليلاً على الصحة واحترام عقل الإنسان.

البلدان المتحضرة التي سبقتنا على طريق احترام الإنسان وتمسّكت بالديمقراطية الحقيقية، رسّخت قواعد للتمثيل الشعبي وتداول السلطة، وفتحت الباب للأحزاب لتبرز منها الكفاءات من مختلف الطبقات، لتقودها وتطوّرها، في ظلّ منافسة مفتوحة، دون تخوين أو تمييز، أو عنصرية أو إقصاء. أما نحن فنتفنن في تقديم نماذج مضحكة من الديمقراطيات المجوّفة.

هذه هي النماذج التي نقدّمها للعالم من ديمقراطياتنا في العالم العربي... كأن الشاعر كان يعنيها: إني لأفتح عيني حين أفتحها... على كثيرٍ ولكن لا أرى أحداً!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4433 - الأحد 26 أكتوبر 2014م الموافق 03 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 10:37 ص

      محب الوطن. 1733

      مساء الخير سيدنا العزيز ثانيه الأحزاب العربيه تنادي بالديمقراطية وهي عنصرية بامتياز تضع خطوط حمراء كثيره لعضويته اما قبليه أو مذهبه حتى تستطيع بسرعه أن تجعل منه جندي مطيع لها لا للوطن

    • زائر 31 | 10:05 ص

      محب الوطن. 1700

      مساء الخير للجميع انشاء الله حبنا جميعا لأهل بيت الرسول ع سنة وشيعة يجعلنا يد واحده لبناء الوطن الدول المتحضرة التي سبقتنا بالديمقراطية الحقيقيه اهتمت اولن بتكوين الحزاب السياسية ولم تسمح لأي طائفة مسيحية بإنشاء حزب لوحدها الحزب للجميع كل الديانات والمذاهب هذه الف باء الديمقراطيه فلا نقفز على أهم شيء ونقول برلمان كامل الصلاحيات هذا يأتي بعد الأساس الصحيح

    • زائر 30 | 6:17 ص

      الديمقراطية

      اتفق معك على ان ديقراطية العالم العربي هزيلة وهشة ومفصلةعلى ماذا تريد الحكومات فهي التي تفصل والشعوب تلبس هذا بالضبط ما تفعله جمعية الوفاق مع مواليها ومع معارضيها رايها هو الصحيح وراي غيرها هو الخطأ المفروض ان يكون رايها هو الصحيح قابل للخطأ وراي غيرها خطأ قابل للصواب ياريتك يا استاذ قاسم ان تعلم جمعية الوفاق ما هي الديمقراطية وشكرا جزيلا

    • زائر 29 | 6:01 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،صباح الخير ايها الاحبه ومأجورين ب قدوم شهر محرم ،،نعم سيدي الديمقراطيه موجوده بالبحرين ولكنها محتكره على فئات معينه ،،وعلى سبيل المثال لا الحصر ،،المجنسيين الجدد ،،لهم الحق بالتسويط ولهم الاولويه في الاسكان والعلاج المجاني ،،الذي لم يحلموا به يوما في بلدهم الام ،،الاجانب عامه لهم ديمقراطيه وحياة ومعامله خاصه ومميزه عن المواطن ،،ولكن اذا تكلم المواطن نطت تلك الفئه المعصومة والعياد بالله ل تدافع عن الاجنبي ،،وتضع تاج الملوك على رأسه ،،بل وترد على المواطن من ان هذا يخدم الوطن ،،اي وط

    • زائر 28 | 5:44 ص

      خدو

      خدوا عبرة حاكمة الرازيل تامر بالحوار انظروا الي يهتم بمصلحت البلد عجل مصلحت البلد اجنس 140 الف وعطيهم 25 فى المئه من مزانية الدولة فقط لقمع الحريات هل هادى سياسة ولم الشمل هادى رواتبهم المقروووض تدخل في جيوب المواطنين والله لو الحكومة كانت منصفة ويه الشعب وعطته حقوقه شان حتى ماطالبو بلبرلمان ولاهم يحزنون نصيحة الى الحكومة ابعدى عنك الاحقاد هاده الشعب الطيب ما يستاهل هاده الظلم لم الشمل ياحكومة وعطى الشعب حقه وراح الله ابارك اليش والله كريم

    • زائر 27 | 4:32 ص

      هذه هي ديمقراطيتنا فعلاً

      إني لأفتح عيني حين أفتحها... على كثيرٍ ولكن لا أرى أحداً!

    • زائر 22 | 3:15 ص

      الشعب يقرر

      الكل يجامل ويطبل البعض يطيل للنظام و البعض يطيل للأحزاب ورأي الشعب غائب الديمقراطية الحقيقية أن يختار الشعب واذا اختار الشعب بحرية لن يختار لا النظام و لا الجمعيات التي هي في حقيقتها تدار بالمحسوبية .. التجربة علمتنا أن يتم تقنين وسرقة أموال الناس فالنظام يسرق وكذلك الجمعيات شرعت السرقة وما تقاعد النواب إلا دليل .. والكل يصفق لمن يحب

    • زائر 21 | 3:05 ص

      للانصاف

      حتى الجمعيات لما دخلوا البرلمان اختاروا قوائمها بالمحسوبية وليس بالكفاءة وشرعا لأنفسهم تقاعد النواب .. للأسف الشعب يعيش من النظام ومظلومية من الجمعيات .. برلمان 2006 كانت المشاركة واجبة و 2014 المقاطعة واجبة و البرلمان هو هو صوري

    • زائر 20 | 2:19 ص

      يا ابن دينة مخّك مغسول قبل غيرك

      من قتل الحسين معروف ومن سبى نساء الرسول الاكرم معروف والقاء التهم بعد ان تتضح فظاعة الفعل وبشاعة الجرم والجريمة هذا اسلوب قديم فعله الكثير للتهرّب من المسؤولية بعد ان يروى فداحة الجريمة وردّات الفعل. فلا تحاول القاء تبعات قتل الامام الحسين هنا وهناك فالتاريخ واضح ومحاولة تزويره من البعض يطعن في مصداقيتهم لأن من يعبث بالواضحات من الامور يجعل مصداقيته في خبر كان .ومطالباتنا بحقوقنا كشعب لا يمكن التلاعب بها ونحن سائرون حتى نحصل على حقوقنا

    • زائر 18 | 2:08 ص

      اي احجام تتكلم عنه

      هناك احجامآ كبيرآ لدي الشباب عن المشاركة الانتخابات !!! الانتخابات لم تبدأ ،، ماذا تقصد؟ ولماذا قلت هذا الكلام ...

    • زائر 17 | 2:08 ص

      زائر الرد على زائر 5

      انا اختلف مع الإخوان والسلف كسنة ولكن حقيقة أرى ان الاخوان في مصر لم يعطوا الفرصة سنة ونحكم عليهم والكثير من حكام العرب حكم االواحد منهم اكثر من 30 سنة ثم البعض يقول فشل او فشلوا وثانيا لا تصح المقارنة مع حزب الدعوة الذ ي حكم العراق ما يقارب 8 سنوات والنتيجة ما نشاهد من الطائفية والفشل وعلينا ان نكون حياديين لا نأخذ وجهة نظر أولياء الأمور في كل شى او لاني مرتاح في معيشتي وافضل من الكثير من الناس في بلدي فأحكم هذه الاحكام

    • زائر 16 | 1:41 ص

      بن دينه

      اي ديمقراطيه إقولي معمعم او لحيه طويله صوت اولا تصوت الله عطاني عقل محد مسؤول عني فكرك عقلك ولائك انتمائك لهذي البلد هو من يحتم عليك بالمشاركه سؤال اوجهه للأخوه لومافي انتخابات ومنهو الاكثر احنه لو انتو والحكم للاغلبيه لشاهدت البحرين بخير والهويه البحرينه ماتغيرت ،واخيرا مصطلح الديمقراطيه فرضه الغرب لتدمير الشعوب العربيه

    • زائر 14 | 1:20 ص

      نحن لو كفينا شرّ التمييز الطائفي والطبقي لربما صلح الوضع قليلا

      بلد يعجّ بالتمييز والفرز الطائفي في كل مفاصل البلد حتى ...اصبحت احكامه تميز بين طائفة واخرى فأي كلام عن الديمقراطية ؟

    • زائر 13 | 1:19 ص

      كيف تجمع الديمقراطية مع التمييز العنصري والطائفي

      لا يمكن ان تجتمع الديمقراطية مع وجود تمييز عنصري وطائفي وطبقي.

    • زائر 12 | 1:17 ص

      ديمقراطية النفاق

      لا عدالة ولا حقوق انسان ولا ادنى مستوى للديمقراطية في هذا البلد

    • زائر 10 | 1:09 ص

      لو استبدلنا كلمة ديمخراطية بدل ديمقراطية لاصبح المعنى مطابق للوضع

      ديمخراطية هو المصطلح الانسب للوضع السائد في البحرين أما الديمقراطية فليس لنا بها علاقة لا من بعيد ولا من قريب

    • زائر 6 | 12:23 ص

      كلها جمبزة

      صوتك يهمني.اكيد يهمك.بعدين بتقفل التلفون وما بنشوف منك للا الريش.اللعنة.

    • زائر 5 | 12:10 ص

      الى بن دينه

      الحين انت شنو مو عاجبك في ذكر الحسين وهو سبط رسول الله (ص)
      كذب الموت فالحسين مخلد. كلما اخلق الزمان تجدد
      مافي احد يقدر يمحي ذكر الحسين

    • زائر 15 زائر 5 | 1:28 ص

      الزائر 5

      آنه ماعندي من مشكله عن ذكرى الحسين عندي مشكله مع من ينوح ويبكي على الحسين الى مات من1400 سنه ياريت ذكرى عاشورى والمبالغ الطائله تنفق على الماآتم تنفق على الفقراء والمحتاجين ومن قتل الحسين محاسب امام الله سبحانه

    • زائر 26 زائر 5 | 4:31 ص

      هههه

      لأنك تجهل من هو الأمام الحسين لو تعرف حقيقة أهل البيت ومكانتهم عند الله لما بكيت فقط إذا الفقير ليس من هو محتاج الي المال الفقير من عاش ومات وهو لم يذرف دمعة على الإمام الحسين

    • زائر 4 | 11:50 م

      بن دينه

      لدي استفسارات ياريت احصل الاجابه ،من هم الاحزاب في البحرين الي ممكن انا كموطن ان اسلم حياتي ومستقبل اولادي خل ابتدي من ربعنه السلف او الاخوان اثبتو فشلفهم في مصر وتونس او جماعتك حزب الدعوه والتجربه العراقيه امامك زادت الطائفيه وزاد القتل وامهات العمائم هم من يامركم ويبارك لكم من الاحق والاصلح ان يكون نائب ، ارجوك من يريد الديمقراطيه ان يبدأ بغسيل مخه من الطائفيه سوى كان سني اوشيعي وان ننسى هذا المصطلح الخبيث الي كل يوم اتسمعه وخاصه هالايام موسم عاشورا من قتل الحسين والبكاء

    • زائر 11 زائر 4 | 1:16 ص

      مالرابط

      مادخل الامام الحسين عليه السلام في الموضوع دائماً ما يحشر البعض قضية الامام الحسبن انها موجهة ضده ويالثارات الحسين بأن الشيعة يريدون الاقتصاص من أهل السنة وكأنما هم من قتلوا الحسبن عليه السلام وهي مجرد احياء للقضية الأزلية قضية الحق والباطل ولا علاقة لدبن ولا لمذهب بهذه القضية ..

    • زائر 19 زائر 4 | 2:11 ص

      خلط للاوراق

      ليش تخلط الامور. بديت كلامك بشكل منطقي ان مافي ثقه في الاحزاب و اثبتو فشلهم (مع ان سبب فشلهم هي السلطة) و تكلمت عن الطائفية وانا معك.. لكن تخلط الامور وتقول ليش تذكرون الحسين اسمح لي هاذي سذاجة. هذا حفيد رسول الله (ص) واذا بكينا عليه شنو اللي يضرك او يضر البلد. هذا شي عقدي ديني وليس سياسي ونحن نلعن قاتليه ولا يتحسس الا الذي يحسب نفسه من قاتليه. الديمقراطية اللي نطالب فيها تفيد السني والشيعي وكل من في البلد، خل يكون عندنا ثقافة صوت لكل مواطن.

    • زائر 23 زائر 4 | 3:41 ص

      رد

      أيها الآه احترم . كتاباتك ولا شان لك بعاشوراء فهناك من ينادي يالثارات الحسين أخمد في جحرك يا اخ

    • زائر 24 زائر 4 | 3:55 ص

      اتفق معك ولكن

      اولا الامام الحسين ذهب للقتال لكي يقتل ونعيش في ذكراه لكي يرسخ المباديء التي قتل من اجلها وكلها نبيلة اذاً لماذا يذكر القران قصص انبياء مرت عليها السنين تلوه السنين ولولا ذكر التاريخ لاصبح الدين اجوف

    • زائر 2 | 10:36 م

      غريب الرياض

      صوتك يهمني، انت وسيلتي لاستغل المنصب و انتهز الفرصة و احصل حصانة و اسافر دورات وناسة و التقاعد بعد اربع سنوات. و انا على يقين اني ما بفيد احد بشى غير اخواني و اخواتي ، البلد ماشية جذي يبة

    • زائر 1 | 10:18 م

      واسمع جعجعة ولا ارى طحينا

      صدقت سيدنا صوتي يهمني انا فلن أصوت الا بقناعتي وأقول بلد فيه الخير الكثير تنقصه العدالة وتلوح منه رائحة التمييز مند القدم الا في الفترات المفصلية كفترة الاستقلال والتخلص من مطالبة الشاه وايضا فترة الميثاق فنكون مواطنين بحق وبعدها ترجع الامور كما كانت تهميش وتمييز وطائفية

اقرأ ايضاً