العدد 4440 - الأحد 02 نوفمبر 2014م الموافق 09 محرم 1436هـ

الجعفري من الكويت: القوات العراقية أحرزت انتصارات جيدة على الأرض

«داعش» يقتل أكثر من 200 شخص من عشيرة سنية في غرب العراق

قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري إنه تم بحث عدد من الملفات العالقة بين الكويت والعراق، مؤكداً أن الجديد قد لا يكون في الملفات نفسها، وإنما التفكير بعقلية الإنجاز والوضوح الذي يتم من خلاله تناول تلك الملفات والتصميم الأكيد والتفاهم الذي بدا بين البلدين، مضيفاً أنه سبق للجانبين أن التقيا في مؤتمرات جدة وباريس ونيويورك ثم في بغداد عندما ترأس وزير الخارجية الكويتي الوفد الوزاري العربي ممثلاً لجامعة الدول العربية.

وأشار الجعفري، في مؤتمر صحافي مشترك أمس الأحد (2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) مع نظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح بمناسبة زيارته للكويت التي استهل بها جولة عربية تعد هي الأولى له منذ تعيينه في منصبه مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى أن وكيلي وزارتي خارجية البلدين سيحددان الوقت المناسب للقاء المرتقب للجنة الوزارية المشتركة لبحث كافة أوجه التعاون، مرجحاً أن يكون ذلك خلال ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وأضاف أن الظروف التي حدثت في الموصل كانت استثنائية وقد تسببت في «النكسة» التي حدثت، وعملت القوات المسلحة العراقية دون أن ترتد إلى مدن أخرى ومنها الأنبار التي شهدت عمليات كر وفر، واليوم تحرز القوات العراقية انتصارات جيدة على الأرض.

وعن وجود قوات أجنبية في العراق قال الجعفري إنه ليس من السهل القبول بأي تدخل في غير الظروف الاستثنائية التي أحاطت بالعراق، فالمعركة غير متكافئة، ولذلك كان القبول بشكل محسوب ودقيق فلا وجود لقواعد أو امتدادات برية، إضافة إلى التنسيق مع القوات العراقية.

من جانبه قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح: «خلال السنوات الماضية كانت هناك رغبة صادقة من البلدين لطي صفحات الماضي، وبحث كل الملفات العالقة على مدى سنوات طويلة وهو ما تم إنجازه».

ميدانياً، قتل عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) خلال الأيام الماضية أكثر من مئتي شخص من عشيرة البونمر السنية التي حملت السلاح ضده في محافظة الأنبار في غرب العراق، بحسب ما أفادت مصادر أمنية ومحلية أمس (الأحد).

وتباينت معلومات المصادر عن الفترة التي وقعت خلالها عمليات القتل التي نفذها التنظيم المتطرف، إلا أن المعطيات تقاطعت بشأن وقوعها خلال الأيام العشرة الماضية على أبعد حد. وقال آمر فوج الطوارئ في ناحية البغدادي في الأنبار العقيد شعبان العبيدي لوكالة «فرانس برس» إن «عدد الضحايا من عشيرة البونمر بلغ أكثر من مئتي شخص»، مشيراً إلى أن هؤلاء قتلوا على يد «داعش» الاسم المختصر الذي يعرف به التنظيم المتطرف.

وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي إن «المعلومات المؤكدة لدينا أنه تم قتل 258 شخصاً بينهم نساء وأطفال»، مشيراً إلى أن هؤلاء «جميعهم من عشيرة البونمر وقتلوا خلال الأيام الثلاثة الماضية».

وأضاف «المشكلة الآن هي استهداف كل من يحمل لقب نمراوي (إشارة إلى عشيرة البونمر) في بطاقته الشخصية وقتله من قبل تنظيم «داعش»، سواء كان امرأة أو طفل أو من عناصر الشرطة أو الصحوات».

وأفاد الشيخ نعيم الكعود أحد زعماء العشيرة لـ «فرانس برس» عن «مقتل 381 فرداً بالرصاص جميهم من أبناء عشيرة البونمر في هجمات متفرقة وقعت خلال الفترة بين 24 أكتوبر/ تشرين الأول حتى اليوم (أمس الأحد)».

وكانت مصادر أمنية ومحلية أفادت منتصف الأسبوع عن العثور على جثث أكثر من 40 فرداً من العشيرة، بعدما قتلوا على يد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية».

وتداولت حسابات جهادية على موقع «تويتر» للرسائل القصيرة صوراً قالت إنها تظهر «القصاص من 46 مرتداً من صحوات البونمر»، في إشارة إلى أبناء العشائر السنية الذين تولوا قبل أعوام قتال عناصر تنظيم «القاعدة» في العراق بدعم أميركي، وعرفوا باسم الصحوات.

وبدت في الصور 30 جثة على الأقل ممددة جنباً إلى جنب وسط طريق، وحولها بقع من الدم. وبدا العديد من الضحايا معصوبي العينين وأقدامهم عارية، وقد وثقت أيديهم خلف ظهورهم. كما تحلق عدد من الشبان والأطفال على مقربة من الجثث، وبدا البعض وهو يلتقط صوراً لها. ولم يتبنَّ تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسورية، بشكل رسمي عملية قتل أبناء عشيرة البونمر. إلا أنه سبق للتنظيم تنفيذ عمليات إعدام جماعية بحق أبناء العشائر السنية الذين حملوا السلاح ضده في مناطق نفوذه، ولا سيما في غرب العراق وشرق سورية.

وتعتبر العشائر جزءاً أساسياً في المعارك ضد «الدولة الإسلامية»، إن لجهة استعادة مناطق سيطر عليها، أو منع سيطرته على مناطق أخرى.

وفي محافظة صلاح الدين شمال بغداد، أفادت مصادر أمنية ومحلية بأن عناصر من «الدولة الإسلامية» قاموا باعتقال العشرات من أبناء عشيرة الجبور السنية في ناحية العلم.

وأشارت المصادر إلى أن عملية الاعتقال تمت على خلفية محاولة هؤلاء تشكيل مجموعات مسلحة لقتال «الدولة الإسلامية». كما عمد عدد منهم إلى إنزال علم «الدولة الإسلامية» عن أحد المباني واستبداله بعلم عراقي، وتوزيع منشورات تدعو إلى القتال ضد التنظيم المتطرف.

العدد 4440 - الأحد 02 نوفمبر 2014م الموافق 09 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً