العدد 4442 - الثلثاء 04 نوفمبر 2014م الموافق 11 محرم 1436هـ

المضايف الثقافية في عاشوراء... أكل الكتاب

مضيف يقدم الوجبات والمشروبات للمعزين														(صورة أرشيفية)
مضيف يقدم الوجبات والمشروبات للمعزين (صورة أرشيفية)

منذ سنوات خلت، ومضايف الطعام التي تصاحب موسم عاشوراء، وتنتشر بشكل مكثف في العديد من مناطق البحرين، تشكل ظاهرة مثيرة للجدل.
فبين مؤيد لدورها الذي «يحتوي الطاقات، ويقدم عمل الخير الذي يطول من هم داخل الدائرة وخارجها»، وبين معارض لدورها «الذي يشوه الموسم الذي يقام بهدف الإصلاح بمعناه الشامل»، وبين هذا وذاك تدور رحى نقاش وسجال.
مخاضات ذلك، أدت إلى ولادة مشاريع موازية عرفت بـ «المضايف الثقافية»، والتي سعت بشكل «خجول» إلى تقديم الكتاب المجاني، كوجبة تسد جوعاً ثقافيّاً وظمأً معنويّاً.
في السياق ذاته، دعا مثقفون إلى ضرورة استثمار موسم عاشوراء في ما يتناسب مع أهدافه النبيلة، وبيّنوا أن الفرصة مؤاتية لدعم حالة المضايف الثقافية، وصولاً إلى إطلاق مشروع حضاري «يستمد غاياته من التضحيات والقيم الملازمة لواقعة كربلاء».
‎وقال مدير المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي منصور سرحان: «إن الإشارة واجبة بدايةً إلى الأهداف التي تمتاز بها واقعة كربلاء من دون غيرها من الأحداث التي وقعت عبر التاريخ الإسلامي، والتي سعى إلى تحقيقها الإمام الحسين (ع)، ولخصها بقوله (إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي)، مشيراً بذلك لجملة القيم التي ضحى من أجلها».
سرحان الذي لا يعارض ظاهرة مضايف الأكل على رغم كثرتها، واصفاً إياها بـ»الجيدة»، ينوه إلى ضرورة المضي لما هو أبعد من ذلك، «لتتماشى مع نهج وأهداف الإمام الحسين (ع) ممثلةً في توعية الأمة بتراثها وقيمها وتاريخها وحضارتها»، معتبراً أن ذلك لن يتحقق إلا بوجود مضايف الكتاب بشقيه الورقي والالكتروني وذلك من خلال ما يعرض عبر المواقع الإلكترونية أو غيرها من الأقراص الممغنطة.
ويعتقد سرحان أن المسئولية في هذا الجانب، تحتم على المعنيين اختيار الكتب التي تحث على نبذ الفرقة والخلاف، وتدفع باتجاه الوحدة والاعتصام بحبل الله، إلى جانب الكتب ذات البعد التنويري والتي تتحدث عن تاريخ الأمة الإسلامية بأبعادها الحضارية والثقافية.
ويضيف «أعتقد أن عرض كتب ثقافية متنوعة في هذه المناسبة العظيمة، سيكون له أبلغ الأثر في نفوس الجميع، كما سيبرز وعي الشعب البحريني وتحضره»، متحدثاً في هذا السياق عن أهمية توافر كتب خاصة بالأطفال، والتي تمثل فئة مهمة وتحتاج إلى زرع التسامح والحب وطلب العلم والثقافة في نفوسها.
أبعد من ذلك، يدعو سرحان إلى إقامة المسابقات الثقافية التي تركز بعضها على موقعة الطف والأهداف التي كان يتطلع إلى تحقيقها الإمام الحسين، وبغرض التشجيع والتحفيز لا بأس من منح الفائز كتاباً أو مجموعة كتب تزيده علماً وثقافةً، وتوسع مداركه، وبهذا نكون أمام مضيفين متناغمين، مضيف الزاد المادي ومضيف الزاد الثقافي.
وبين أن المسئولية في ذلك تقع على عاتق المجموعات الشبابية والمثقفة التي يوثق بقدرتها على القيام بذلك، موضحاً أن «الشعب البحريني شعب متعلم وواع ومثقف، ولا أعتقد في إنجاز ذلك صعوبة»، مشدداً مرة أخرى على أهمية اختيار الكتب وتحديداً تلك التي تدعو إلى الوحدة والتسامح ونبذ الفرقة، وتركز على الأهداف السامية لثورة الإمام الحسين (ع).
وعن دور المثقفين إزاء ذلك، نوه سرحان إلى ضرورة تحول هذه الدعوات إلى مشروع، مستشهداً في ذلك بما حققه المرسم الحسيني الذي «يعبر عن حالة فنية وثقافية متقدمة، وبلا شك فإن انتشار الكتاب يمثل خير استكمال لذلك».
من ناحيته، قال الكاتب الصحافي حسن محفوظ: «إن بعض المشاهد الملازمة لإحياء موسم عاشوراء خلال السنوات العشر الماضية، استورد غالبيتها من الخارج، ومن دول كالعرق وإيران ولبنان والهند والكويت، مشيراً إلى أن البحرينيين وفي قبال ذلك، تمكنوا من نقل بعض الفعاليات الحديثة والحضارية إلى مختلف الدول من بينها فكرة المرسم الحسيني وحملات التبرع بالدم وغيرها من الأفكار الحضارية‫.‬
محفوظ الذي اعتبر أن «ظاهرة مضايف الأكل التي تزداد سنويّاً، هي واحدة من هذه المظاهر التي جاءتنا من الخارج»، ووجه نقده الحاد إليها، مبيناً أنها «تحولت من كونها مراكز لتقديم الشاي والماء والعصائر للمعزين، إلى ما أشبه بجمعيات مؤسساتية، تهدف إلى تقديم خدمات غذائية متكاملة ومتنوعة، ولها إداراتها ومنتسبوها وروادها وبرامجها السنوية».
بجانب ذلك، استند محفوظ في موقفه هذا إلى قوله: إن «مضايف الأكل حين تنتشر في بعض الدول كالعراق، فذلك قد يبدو مفهوماً نظراً إلى حاجة الزوار القادمين من مناطق بعيدة، للطعام والشراب، أما البحرين فإن غالبية الحسينيات تقدم الوجبات إلى منتسبيها وروادها، الأمر الذي يعني أن ما تقدمه هذه المضايف من وجبات لا مبرر له، سوى تشجيع الناس على الإسراف في الأكل».
وعبر على إثر ذلك، عن تمنياته بأن يبادر أحد المضايف إلى تخصيص موازنته لدعم أو إقامة أنشطة بتقنيات حديثة تتواكب مع هذا العصر، وتعكس أهداف ثورة الإمام الحسين والاكتفاء بتقديم الشاي والماء‫، مستدركاً «أرجو ألا يفهم من رأيي هذا، أنه دعوة إلى وقف الطعام، بقدر‬ ما هو دعوة لتهذيب تقديم الوجبات؛ لكي لا تؤثر على جوهر إقامة الشعائر الحسينية الرئيسية».
وبحسب محفوظ، فإن المضايف تستطيع أن تساهم في تغيير مفهوم عاشوراء من موسم للأكل، إلى موسم توعوي وثقافي عبر ابتكار مشروعات تتناغم مع قداسة الموسم وأهدافه.

العدد 4442 - الثلثاء 04 نوفمبر 2014م الموافق 11 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 1:21 ص

      اعملو انتم مضائف ثقافيه

      اعملو مضائف ثقافيه علشان الناس اتشوف وتتعلم افضل من انكم تتكلمون على المضائف الحسينيه ، ادخلو وفيدو الناس بتجربتكم اما انكم تنتقدون وانكم بعيدين

    • زائر 2 | 12:22 ص

      انا املك احد المضائف في بوري

      مضيفنا اسس منذ 15 عاما وكل عام يزداد عدد الناس لأخذ البركه ، ونحنو سعيدين بنيلنا الشرف بخدمة أبا عبدالله الحسين بتقديم البركه للجميع بدون استثناء ، شيعه وسنه و مسيح و غيرهم من الاديان ولقينا ترحيب وتشجيع من الجميع ومن ينتقد يجب عليه ان يقدم فتوى دينيه من احد الفقهاء ، نحنوا نعمل وفق مانراه انه عمل مقبول ويقربنا الى اولياء الله ونيل الشفاعه ،، ومن ينتقد الآن هو أحد من يزور المضيف بشكل مستمر في بوري فلماذا التناقظ

    • زائر 6 زائر 2 | 2:56 ص

      اتفق معاك اخي العزيز

      المضايف عمل مؤسسي و يقوم على خدمة المعزيين و خصوصاً في المنامة و بتحديد شارع الامام الحسين حيث الكثافة الكبيرة. عمل المضايف له ناحيه ايجابيه أيضا هو انه ينمي العمل التطوعي لذى الشباب

    • زائر 7 زائر 2 | 4:24 ص

      ،،،

      كما قال انه لا يدعو لوقف الطعام بل تهذيب تقديم الوجبات "اعتقد انه يقصد المضائف التي تقدّم اكثر من الحاجة" ، من جهة أخرى قال انه يشجع ع ظهور نوع جديد -لا أعتقد ان احداً ما ينكر ماله من أهمية- وهو الثقافي "من جهتي أؤيد حاجتنا له وبشدة"

    • زائر 1 | 9:15 م

      المضايق

      بدعه انتشرت بشكل سريع في كل مكان لو كان مكانها في المآتم أفضل من الشوارع

اقرأ ايضاً