العدد 4442 - الثلثاء 04 نوفمبر 2014م الموافق 11 محرم 1436هـ

مؤتمر عاشوراء السنوي العام... دعوة للمحبة والتسامح والسلام

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

منذ مئات السنين يحيي شعب البحرين في كل عام ذكرى عاشوراء الحسين الشهيد (ع). وكعادة أهل البلد يقيمون في أغلب مناطق البلاد مؤتمر عاشوراء الحسين (ع) العام، مستخدمين مختلف الوسائل والتقنيات الحديثة، موظفين كل الطاقات الشبابية من الجنسين، للمساهمة في تطوير مستوى إحياء الذكرى الفاجعة الكبرى التي أدمت قلب كل مسلم ومسلمة عبر العصور، لما تضمنته من بشاعة غير مسبوقة في التاريخ، حيث راح ضحيتها سبط النبي المصطفى وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (ع)، لكي يتناسب مع متطلبات العصر الحاضر كماً وكيفاً.

وفي هذا الإحياء الكبير يشارك فيه مئات المحاضرين، ومئات المؤسسات الأهلية، وعشرات الألوف من الطاقات الرجالية والنسائية، ويحضر في المؤتمر أكثر 450 ألف مواطن من مختلف الأعمار والفئات العلمية والثقافية، فتجد في إحياء الذكرى الأطباء والمهندسين والتربويين والجامعيين والتجار ورجال الأعمال وأصحاب مختلف المهن والتخصصات، بمختلف مستوياتهم، وتجد ذوي الاحتياجات الخاصة والعجزة وكبار السن والشباب والأطفال والنساء والفتيات، وتنفق في هذا المؤتمر الكبير ميزانية ضخمة تزيد عن ثلاثة ملايين دينار، في موسم عاشوراء الحسين (ع)، حيث تنتعش أسواق اللحوم والمواد الغذائية والمخابز ومحلات الإعلانات والمكتبات والمطابع، وهذا يؤثر إيجابياً بنسبة معينة على حركة الاقتصاد المحلي.

في العشرة الأولى من شهر محرم الحرام، تتجلى أروع اللوحات الروحية والإنسانية والأخلاقية والثقافية والفنية، في أكثر مدن وقرى البحرين، حيث يقدّم في الموسم أكثر من 14 ألف محاضرة تعالج مختلف القضايا الدينية والإسلامية والأخلاقية والإنسانية والاجتماعية، وتركز على ترسيخ الأخوة الإسلامية واحترام وتقدير الإنسان، مستفيدة من قول أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) إلى واليه على مصر مالك الأشتر (رض): «إعلم يا مالك أن الناس صنفان، أما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق».

وأما بالنسبة للفعاليات المصاحبة لأعمال المؤتمر العاشورائي فهي كثيرة ومنتشرة في مساحات واسعة في البلاد، كل زائر يستشعر حيوية القائمين على هذه الفعاليات وهو يتجوّل في أكثر مناطق البلاد، كيف وهو يرى نفسه في وسط مهرجانات إسلامية وثقافية وفنية كبيرة ومتنوعة في برامجها وفعالياتها المفيدة. يدخل إلى العاصمة فيجدها عامرةً بالعطاء الثقافي المتنوع الذي يبرز زوايا متعدّدة للأهداف الحسينية بأساليب عصرية متطوّرة، تُستخدم فيها أرقى التقنيات التكنولوجية والوسائل الحديثة.

في الزاوية الأولى يجد عروضاً لأفلام وثائقية أعدت وأخرجت بإتقان متميز، وفي الزاوية الثانية تقوم مجموعة طبية بالفحص الطبي المجاني لمن يرغب من المرتادين والزوار، وفي الزاوية الثالثة تقام ندوة ثقافية متخصصة في تراث عاشوراء والمآتم والمساجد. وندوة أخرى تتحدث عن العمل الخيري في حياة الإمام الحسين (ع) لتحفيز الناس على البذل السخي للأعمال الخيرية. وفي الزاوية الرابعة نجد مجموعة من الشعراء الشباب يشاركون بقصائد حسينية رائعة في مضامينها ومتانة نظمها. وفي الزاوية الخامسة نجد معرضاً متخصصاً في التصاميم الفنية أعده عدد من الشباب المبدع. وفي الزاوية السادسة يبرز عدد من الخطاطين إبداعاتهم في الخط العربي الحسيني. وفي الزاوية السابعة يقام معرض للصور واللوحات الفنية، التي استخدمت فيها الألوان بعناية فائقة. وفي الزاوية الثامنة خصصت لمؤسسات المجتمع المدني ليتعرف الزوار على الخدمات التي تقدمها للمجتمع لتحفيزهم على الانخراط فيها. وفي الزاوية التاسعة تنطلق مسابقة للأفلام القصيرة الهادفة. وفي الزاوية العاشرة يتعرف الزائر على خطباء وعلماء البحرين الذين انتقلوا إلى جوار ربهم، وآخرهم عميد المنبر الحسيني الشيخ أحمد الشيخ خلف العصفور، والشيخ عبد الحسن السرو (رحمهم الله جميعاً). وفي الزاوية الحادية عشر تعرض اللوحة الفنية الرائعة والمتميزة للفنان عباس الموسوي للعام 1436 هـ. وفي الزاوية الثانية عشر نظم المرسم الفني الحسيني للأطفال، الذي تبرز فيه إبداعات الصغار الفنية. وفي الزاوية الثالثة عشر أقيم المرسم الحسيني الذي يشارك فيه عشرات الفنانين من مختلف المذاهب والجنسيات والأعمار. والزاوية الرابعة عشر نجد برامج خاصة لفئة الصم الذين يحضرون ويشاركون بكثافة فيها. وفي الزاوية الخامسة عشر نجد المضايف التي تقدّم الضيافة بسخاء للمشاركين والزوار البحرينيين والأجانب.

كل الفعاليات التي يقدمها مؤتمر عاشوراء يقصد من ورائها تبيان الأهداف الإسلامية والثقافية والفكرية والإنسانية والأخلاقية والاجتماعية الخيّرة للإمام الحسين الشهيد (ع)، التي أراد من خلالها تحقيق العدل والمساواة وإسعاد البشرية جمعاء دون تمييز.

ولاشك أن موسم عاشوراء مفخرةٌ للبحرين، لما يحققه من مكانة إسلامية وثقافية وفكرية تتميز بالتسامح والانفتاح والرحمة والمودة لكل إنسان، بين الدول العربية والإسلامية. فالسلام على أبناء الحسين وعلى أخوان الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام لنصرة الحق والحقيقة.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4442 - الثلثاء 04 نوفمبر 2014م الموافق 11 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:36 ص

      التسامح هو نهج هذا الشعب لكن الدخلاء لا يقبلون هذا المنهج

      هناك دخلاء على هذا الشعب لا يعجبهم شعار التسامح ولا يعجبهم الا الارهاب والقتل والدمار والدماء

    • زائر 1 | 11:45 م

      اعتقد خانك التعبير

      اعتقد ان التعبير خانك عندما قلت شعب البحرين يحي ذكرى معينه كان الحري بك ان تقول جزء من شعب البحرين و ليس كل الشعب لان هذه هي الحقيقة

اقرأ ايضاً