العدد 4459 - الجمعة 21 نوفمبر 2014م الموافق 28 محرم 1436هـ

القطان: المشاركة في الانتخابات واجب شرعي... والمواطن الغيور يتفاعل معها ولا يقاطعها

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

اعتبر إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية، التي ستعقد اليوم السبت (22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، فرض لازم وواجب شرعي على كل مسلم ومواطن، مؤكداً على أن المواطن الغيور يتفاعل مع الانتخاب ويختار المترشح الأكفأ، ولا يقاطع أو ييأس.

وفي خطبته يوم أمس الجمعة (21 نوفمبر 2014)، قال القطان إن الناخبين من المواطنين في جميع محافظات ودوائر البحرين، يتوجهون (اليوم) إلى صناديق الاقتراع؛ للاشتراك والمساهمة الفعالة في انتخاب ممثليهم ونوابهم صناع القرار لإدارة شئون البلاد والعباد، والشروع في ممارسة حقهم الدستوري الذي أرسته القيادة العليا في مملكتنا العزيزة البحرين.

وشدد على أن «كل مواطن في هذا البلد، غيور على دينه ومصلحة وطنه، مطالب أن يتفاعل مع الحياة النيابية من حوله، وأن يقف منها موقفاً إيجابياً، وينظر إليها نظرة ملؤها التفاؤل والأمل والرجاء، وليس اليأس والقنوط والإحباط والانزواء والابتعاد والمقاطعة، فتجربتنا في المجالس النيابية حديثة، ولا بد من مراعاة سنة التدرج في الإصلاح لإنجاح هذه التجربة،أسوة بالدول العريقة بالديمقراطيات.

ورأى أن «ممارسة حق الانتخاب، والقيام بواجب التصويت لاختيار النواب ذوي الصلاح والكفاءة والعلم، والأمانة والنزاهة والأهلية، والعدالة والرأي والحكمة وأصحاب التخصصات المفيدة المتنوعة، لدخولهم في المجلس النيابي أو المجلس البلدي، يعتبر ذلك في نظر الإسلام فرضاً لازماً على كل مسلم ومواطن، تأسيساً وتأصيلاً على قاعدة أن الاهتمام بشئون المسلمين وقضاياهم، وإصلاح أوضاعهم، والذود عن حياض الدين هو من قبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».

وأشار إلى أن «هذه المجالس النيابية والشورية والبلدية، أصبحت في واقعنا المعاصر تمثل الأسلوب الأفضل، الذي يستطيع المسلم من خلالها أن ينهض بواجب النصيحة أو يسمعها الآخرين، ويضمن وصولها إلى من يريد، كما يستطيع المواطن من خلال هذه المجالس أن يوسع دائرة الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي فريضة وضعها الله في عنق كل فرد، وصفة امتاز بها المسلمون وفضلوا بها على غيرهم».

وأضاف «لا يسع المسلم والمواطن الحريص على مرضاة ربه، أن يقف صامتاً أو مقاطعاً، أو ينسحب من الميدان، أو يقف موقف المتفرج من المنكر والفساد والانحراف، بل عليه أن يقاومه بالحكمة والرفق، ويعمل على تغييره وتحسين أوضاع مجتمعه وإصلاح وطنه بالتدرج، وهو المطلوب شرعاً».

وأكد أنه «ليس أمامنا إلا أن نتجاوب مع المرحلة المقبلة، ونهب جميعاً للمشاركة في هذا المشروع الإصلاحي الكبير، ونحسن اختيار من يمثلنا، ولا نتردد عن الإدلاء بشهادتنا والمشاركة بأصواتنا، وإعطائها لمن يستحقها، فهذا كما علمتم واجب شرعي لا يجوز التخلف عن أدائه، وشهادة لا يجوز كتمانها».

ولفت إلى أن «تحقيق المصالح ودفع المفاسد من صميم السياسة الشرعية، فلا تكن أخي المسلم (ويا أيها المواطن) ممن تنصل وتخاذل عن مسئولياته، تجاه مجتمعه ووطنه، كن إيجابياً فعالاً في تطوير وطنك، وإصلاح مجتمعك وتدبير شئون حياتك، فلا تفوت فرصة الإدلاء بصوتك، لمن تراه مناسباً ومؤهلاً لتمثيلك في المجلس النيابي والمجلس البلدي، امتثالاً للفريضة التي يوجبها الإسلام ويحتمها الواقع، وتحقيقاً للمصالح والمنافع الآنفة الذكر، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب».

وخاطب القطان المترشحين للمجلس النيابي أو البلدي، قائلاً: «اتق الله، واعلم أن من أهم الصفات الحميدة التي ينبغي أن يتحلى بها المترشح: الإخلاص لله، والكفاءة والأمانة والقوة والحكمة، وسعة الأفق والحرص على مصالح الناس، وحب الخير للغير، والتفاعل مع المشاريع الحيوية وتحقيق ما يستطيعه من طموحات منتخبيه، والولاء للوطن والقيادة، وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الشخصية أو القبلية أو المذهبية أو الطائفية وغيرها... وليحذر من الصفات الذميمة، كالكذب والتزوير والتدليس، والغيبة والنميمة والتجسس، ودفع الرشاوى، والتعدي والإيذاء والتشهير».

ودعا الناخب إلى المشاركة في الانتخابات، وأن يكون إيجابياً «واعرف صفات مترشحيك، وقارن بينهم حتى تعلم الأصلح والأكفأ منهم، ضع صوتك عند من تعتقد أنه سيكون مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر، ولا تجعلنه ترسيخاً للقبلية أو الطائفية أو الوجاهة الاجتماعية، احذر أن تعطي أحداً صوتك نظير مقابل مادي، أو طمعاً في مصلحة خاصة عند فوز من تنتخبه وإلا ضاعت المصالح».

ونوّه إلى أن «الواجب على الجميع في هذه المرحلة أفراداً وجماعات، جمعيات وهيئات وتجمعات، أن يشاركوا في انتخاب واختيار من يرونه أهلاً وكفؤاً لتحمل هذه الأمانة والمسئولية في المجلس النيابي أو البلدي، لإنجاح المسيرة الشورية (الديمقراطية) من أجل بناء المستقبل الأفضل والتطلع إلى المكانة اللائقة والمرموقة لمملكتنا العزيزة البحرين».

العدد 4459 - الجمعة 21 نوفمبر 2014م الموافق 28 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 10:27 م

      وكيف يكفر المقاطع عن عدم مشاركته

      يوم شاركنا في الانتخابات السابقة ما حد من العلماء قال انها واجب شرعي

اقرأ ايضاً