تمكَّن جراح المخ البريطاني، هنري مارش، الذي يُعَدُّ واحداً من الروّاد في هذا المجال، من الترشُّح للقائمة القصيرة لجائزة كوستا للكتاب للعام 2014، عبر سيرة ذاتية تحاول كتابة وصف للحياة الحقيقية تأخذ الأطباء نحو التخلّي عن الأسس والقواعد التي استقرَّت في ممارستهم طويلاً، ووضع أسس وقواعد تتفق وطبيعة الوقت والحالات وتتطلبها الممارسة في هذا المجال المعقد من المهن (جراحة المخ). السيرة الذاتية تتناول قصة جرَّاح مخٍّ ولد في العام 1790.
جاء ذلك في تقرير كتبه نيك كلارك في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية يوم الثلثاء (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014).
الكتاب الذي جاء ضمن الأعمال غير الخيالية، والذي دخل الترشيح ضمن تصنيف فئة السيرة الذاتية "لا ضرر"، وُصف بأنه "نتاج تفكير عمْر وخبرة طويلة على خط المواجهة في الرعاية الصحية.
يأتي الكتاب في العام نفسه (2014) الذي كان فيه الجراح، من أشد منتقدي البيروقراطية التي تسِمُ عمل "الخدمات الصحية الوطنية" البريطانية، وكشف أنه كان سيغادرها في العام 2015 بعد 36 عاماً من العمل، وسيستمر بالعمل في الخارج.
وقال لصحيفة "الإندبندنت" إنه "سعيد بترشيح كتابه الأول"، مشيراً إلى إنه كان يفكر بالعمل على مشروع كتابه الثاني.
وقال: "أحتاج أن أكتب من أجل بلدي. كل ما أعرفه هو أن الكتاب المقبل سيكون مختلفاً جداً في موضوعه"، مضيفاً أنه كان يجرِّب متاخمة الخيال، ربما من خلال قصة مثيرة تتناول جراحة المخ والأعصاب.
الشهادة على اللحظات
وتم إعلان أربعة مرشحين في كل من جوائز كوستا للكتاب ضمن "خمس فئات" يوم الثلثاء (11 نوفمبر الجاري).
يوميات السيرة انبثقت من جراح حافظ طوال حياته على أدائه في المهنة. وقال مارش: "لم تكن الكتابة في حكم المؤكد بعد يوم شاق أو مبهج في العمل. يأخذ منك كل ذلك وقتاً قد لا تجده للكتابة. السيرة تتناول عدم الالتواء. كل يوم في العمل من شأنك أن ترى أكثر الأشياء الرهيبة والرائعة، وأردت أن أشهد على ذلك. الشهادة على تلك اللحظات بحدّ ذاتها مثيرة للاهتمام".
وتابع: "هناك أمر على النقيض وغريب، بالنسبة لي هو مجرد يوم آخر في العمل، وبالنسبة إلى مرضاي هو يمثل مأساة رهيبة ومحتملة".
وقال، إن الكتب السابقة التي أُنجزت حول هذا الموضوع، وتناولت الأطباء كانت بشأن "وضع قاعدة ما". "لقد قمت بتنحيتها. الأطباء في بيئة حرجة على نحو متزايد، وهناك حاجة إلى مزيد من فهم ما نقوم به، وهو في كثير من الأحيان غير مؤكد ويقيني للغاية من حيث اتخاذ القرارات. هذا الكتاب هو في جانب منه عن فهم ما هو شبيه بذلك، بوضع تلك الخيارات والقواعد".
عمل مارش في أوكرانيا لمدة 22 عاماً، ويسعى حالياً للحصول على معدات طبية للمستشفى العسكري هناك. كما يعتزم أيضاً العمل في نيبال. وقال إنه نادراً ما يعمل في المملكة المتحدة؛ ولكنه وافق على البقاء في مستشفى سان جورج للتدريس.
كتابان ترشّحا لـ "بوكر"
كتابان ممن وصل مُؤلِفيْهما إلى القائمة القصيرة لجوائز كوستا 2014، ولجا أيضاً القائمة القصيرة لجائزة بوكر، وهما لكل من: الكاتب الهندي الأصل نيل موخرجي لرواية "حياة الآخرين"، التي تتناول أسرة "غوش" ذات الثراء الواسع في ظل انقسامات اجتماعية طرأت عليها في العام 1960، بين شاب يعتنق الفكر الشيوعي وأفراد مسنّين، و "كيف تكون كليهما" لآلي سميث، والتي تدور أحداث فصلها الأول داخل المجال الذهني للفنان فرانشيسكو ديل كوسا؛ وهو في الواقع امرأة متنكرة في هيئة رجل، وفي الثاني يعيش (جورج 16 عاماً) في الزمن الذي نشهد في كامبردج؛ في لعبة تقاطع بين الشخصيتين؛ والكتابان وصلا إلى مراكز متقدمة في ترشيحات جائزة كوستا للرواية.
يشار إلى أنه من بين عشرين مرشحاً من الكُتَّاب؛ تم تقسيم القائمة بالتساوي بين الرجال والنساء.
يُذكر، أن سيرة/ قصة "لا ضرر" لزميل كلية الجراحين، جراح المخ هنري مارش المولود في العام 1950، تتناول قصة جراح مخ ولد في العام 1790. ويعد مارش جراح مخ رائداً ومن المتقدِّمين في هذا المجال بأوكرانيا. وصدرت يومياته "لا ضرر ... قصص الحياة، الموت وجراحة المخ" عن دار "أوريون" في العام 2014. التحق مارش بمدرسة دراغون في أكسفورد ومدرسة ويستمنستر في لندن. تلقى دروساً في السياسة والفلسفة والاقتصاد في جامعة أكسفورد. حاز تكريماً لتحقيقه المركز الأول قبل تخرجه من كلية الطب مع مرتبة الشرف من كلية رويال فري الطبية. هو كبير استشاريي جراحي المخ والأعصاب في جناح أتكنسون مورلي في مستشفى سان جورج، وهو من أكبر وحدات جراحات المخ المتخصصة في البلاد.
يشار إلى أن جوائز كوستا للكتاب، هي مجموعة من الجوائز الأدبية السنوية التي تقوم بتكريم الأعمال الصادرة باللغة الإنجليزية من قبل كتّاب بريطانيين وأيرلنديين. تم البدء بها في العام 1971 عن المنشورات المعروفة باسم جوائز كتاب وايتبريد حتى العام 2006 عندما تولت "كوستا كوفي"، رعايتها وهي شركة تابعة لـ "وايتبريد".
تأسست الجائزة المرافقة في القصة القصيرة في العام 2012.
تُوْلي الجائزة اهتماماً بالأعمال الأدبية القيِّمة، بالقدر نفسه الذي توليه للنصوص الممتعة التي تحتوي نوعاً من التشويق والمتعة للقارئ، وهنا يمكن اعتبار جائزة كوستا ذات طابع شعبي إذا ما قورنت بجوائز "البوكر".
اندلع الجدل في العام 1989، عندما منح القضاة جائزة أفضل رواية لألكسندر ستيوارت عن روايته "منطقة الحرب" ثم سحبت الجائزة قبل الحفل وسط حدة بين أعضاء لجنة التحكيم، لتمنح في نهاية المطاف إلى ليندساي كلارك عن رواية "الزواج الكيميائي".
يشار إلى أن كل فائز في القائمة القصيرة يحصل على 5000 جنيه إسترليني بالإضافة إلى 25 ألف جنيه للفائز النهائي، ليكون الكتاب الأول بذلك قد حصل على ثلاثين ألفاً.
قائمة الجوائز منذ العام 2000 إلى 2013
جائزة الرواية الأولى: ذهبت إلى زادي سميث، عن روايته "أسنان بيضاء"، جائزة الرواية: ماثيو نييل عن روايته "الركّاب الإنجليز".
جائزة كتاب الطفل: جميلة غافن عن روايتها "فتى كورام".
جائزة الشعر: جون برنسايد، عن مجموعته"رقص اللجوء"، وسبق لبرنسايد أن فاز بجائزة ت إس إليوت، وهو من مواليد العام 1955، وعمل في شبابه كبُسْتانيّ إلى أن وصل إلى التدريس في جامعة سانت أندروز، له أكثر من 11 مجموعة شعرية إضافة إلى روايتين.
العام 2013
جائزة الرواية: كيت أتكينسون، عن "الحياة بعد الحياة"، التي تحكي قصصاً متعددة عن فتاة اسمها أورسولا تود ولدت في انجلترا خلال عاصفة ثلجية في العام 1910، وتختبر في كل قصة ماذا يمكن أن يحدث حين نحصل على فرصة ثانية لفعل الشيء الصحيح.
جائزة الشعر: مايكل سيمونز روبرتس، عن مجموعته الشعرية السادسة، "الملح الجاف"، وتضم 150 قصيدة تتميز بالتناغم الموسيقي بين أقسامها.
فئة كتب الأطفال: رسام الكاريكاتير السياسي كريس ريدل عن كتاب "ابنة القوطي وشبح الفأر" الذي قال عنه أعضاء لجنة التحكيم إنه أحد الكلاسيكيات الرائعة الموجهة إلى الأطفال.
أفضل أول رواية: ناثان فيلر عن "صدمة السقوط"
جائزة السيرة الذاتية: لوسي هيوز هاليت، عن سيرة الكاتب الفاشي الإيطالي غابرييل دي انونزيو، التي سبق وفازت بجائزة صمويل جونسون لفئة الكتب غير الخيالية.
جائزة القصة القصيرة ذهبت لأنجيلا ريدمان.
