العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ

اليوم العالمي للطفل الخديج “المبتسر”

«اليوم العالمي للطفل الخديج» هي حركة عالمية من أجل رفع الوعي العالمي بمشكلة الخداجة (من تكون مدة الحمل أقل من 37 أسبوعاً كاملاً) والمشكلات التي يعاني منها الطفل الخديج من خلال حلول ناجعة وغير مكلفة ودعم وتعاطف مع عائلاتهم.

قد يتساءل بعض الناس: لماذا علينا كدول تخصيص يوم لهؤلاء الأطفال وتسليط الأضواء عليهم؟ والجواب هو أنه على رغم القدرة على تقليص نسبة وفيات الأطفال دون سن الخامسة عالمياً في السنوات العشرين الماضية من خلال التحصين ضد الأمراض المعدية وتوفير الرعاية الصحية، إلا أن نسبة وفيات الأطفال الرضع (من هم أقل من شهر) مازالت عالية؛ إذ تشكل نحو 32-44 في المئة من أسباب الوفيات عند الأطفال دون الخامسة. وتعد الولادة المبكرة هي السبب الأول للوفيات الرضع، والسبب الثاني للأطفال دون الخامسة عالمياً.

وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية في العام 2012، يوجد هناك نحو 15 مليون طفل (واحد إلى عشرة) يولد مبكراً حول العالم كل عام، ومليون طفل منهم يموتون من مضاعفات الخداجة، والتي يمكن تقليصها بإجراءات غير مكلفة مادياً من خلال زيادة الوعي بالاهتمام بصحة الأم الحامل من حيث التغذية الصحية والتوقف عن التدخين والتباعد ما بين الولادات وكذلك إعطاء جرعة الكورتوزون لمن تأتي بعلامات ولادة مبكرة قبل الأسبوع الـ 34 من الحمل، واتباع طريقة الرعاية بالاحتضان (Kangarro Care) بحسب ما ذكرت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.

لذا؛ لا يمكن عالمياً من إحداث تقدم من الناحية الصحية للأطفال دون سن الخامسة من غير الاهتمام بموضوع الخداجة. لذا، يعد تاريخ 17 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام فرصة لتحقيق هذا الهدف من خلال نشر الوعي في المجتمع عن كيفية محاولة تفادي هذه المشكلة إنْ أمكن، وكذلك مناشدة الجهات الرسمية رسم سياسات واضحة فيما يتعلق بهذه الفئة من الأطفال وما يحتاجونه من رعاية صحية ونفسية؛ لأن جزءاً منهم يعاني من إعاقات ذهنية وحركية تتطلب تدخلاً مبكراً، وكذلك منهم من يعاني من اضطرابات سلوكية وكلامية. كذلك لقد أصبحت الخداجة هي السبب الأول للعمى عند الأطفال في الدول المتقدمة، وذلك لأن هؤلاء الأطفال أكثر عرضة لمرض الاعتلال الشبكي.

لقد نشأت فكرة الاحتفال باليوم العالمي للطفل الخديج في العام 2008 عندما قامت منظمة «EFCNI» يوم 17 نوفمبر/ تشرين الثاني من ذلك العام بعقد أول لقاء لذوي الأطفال الخدج في أوروبا في العاصمة الإيطالية روما، وفي هذا الاجتماع تم إقرار يوم 17 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام يوماً للاحتفال بالطفل الخديج؛ لأن في هذا اليوم ولد طفل سليم لأحد مؤسسي منظمة «EFCNI»، وهو أب فقد 3 توائم خدج في ديسمبر/ كانون الأول 2006. كذلك في الولايات المتحدة قررت مؤسسة «March & Dimes» (مؤسسة أميركية خيرية تعنى بالأطفال حديثي الولادة والخدج) أن تحتفل بالطفل الخديج في هذا اليوم نفسه بالولايات المتحدة الأميركية.

وفي العام 2009 أقيم احتفال مشترك بين تلك المنظمات سابقة الذكر في أوروبا والولايات المتحدة. وفي العام 2010 انضمت إليها كل من مؤسسة «Little Big Souls» في أفريقيا ومؤسسة «National Premmie Foundation» في أستراليا، وكذلك منظمة «Global Alliance» العالمية.

وفي 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 كان الاحتفال العالمي الأول؛ إذ انضمت مجموعة كبيرة من الهيئات والمؤسسات التي تعنى بصحة الأم الحامل والطفل إلى هذا الحدث، وقد قامت مجموعة من أعضاء «Global Alliance» بإنشاء موقع على صفحة الفيس بوك لينضم إليها المهتمون بهذا الشأن.

وفي الاحتفال العالمي الثاني 2012 شاركت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف في هذا الاحتفال دعماً منها لجهود المشاركين، وأعلن أن يكون الهدف المنشود حتى 2020 هو تقليل وفيات الأطفال الخدج من خلال تقليل نسبة الولادات المبكرة، إذ اتخذت شعار «Socks Line» شعاراً لها، وهو عبارة عن عشرة جوارب، واحد منها ذو لون مختلف تعبيراً عن نسبة الطفل الخديج إلى السليم عند الولادة (1: 10). ومنذ ذلك الحين انضمت أكثر من 60 دولة من مختلف للاحتفال بهذا اليوم، وبدأت ترسم سياساتها الصحية من أجل تحقيق هذا الهدف.

وقد قام قسم الأطفال بمجمع السلمانية الطبي في 4 ديسمبر/ كانون الأول 2012 احتفاليته الأولى، وكان مقتصراً على محاضرات تعليمية للأطباء والممرضات ممن لهم علاقة مباشرة بهؤلاء الأطفال. وفي العام 2013 قامت مجموعة من الأمهات الخدج بإنشاء موقع لهن على الفيس بوك بعنوان «الأطفال الخدج في البحرين» من أجل نقل تجاربهن ومساندة بعضهن بعضاً. وفي سبتمبر/ أيلول 2014 وقعت وزارة الصحة مذكرة تفاهم مع شركة «Abbvie Biopharmaceutical» للمساهمة في نشر الوعي بالأطفال الخدج بين أفراد المجتمع وسبل المساعدة في تقليل نسبة الولادات المبكرة، إذ تبلغ نسبتهم نحو 10 في المئة من المواليد كل عام، وهذه النسبة قد زادت إلى الضعف مقارنة بالعام 2008 والتي كانت 4 في المئة. وتتشارك البحرين مع دول العالم بأن الولادة المبكرة ومضاعفاتها هي السبب الأول للوفيات الرضع، إذ تشكل نحو 45 في المئة.

لذا فقد ارتأت وزارة الصحة إقامة مهرجان توعوي في منتزة الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بالحد في يوم 15 نوفمبر من أجل السعي إلى نشر الوعي بهذه المشكلة الصحية وكيفية المساهمة في معالجتها وكيفية مساندة هؤلاء الأطفال وعائلاتهم تحت شعار «معاً نرعاك» (To gather To Care).

( الدكتور ة منى علي الجفيري/ رئيس وحدة العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة - مجمع السلمانية الطبي)

العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً