العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ

د. الجفيري: نسعى لخفض نسب الولادات المبكرة

نأمل في إيجاد بروتكولات وطنية لرعاية الخدج وأمهاتهم

تأمل رئيس وحدة العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة في مجمع السلمانية الطبي، الدكتورة منى الجفيري، أن تسفر جهود المختصين بالأطفال الخدج في وزارة الصحة إلى خفض أسباب الولادة المبكرة من خلال سنّ قوانين تنظم علاج العقم، وإيجاد بروتوكولات وطنية موحدة في رعاية الأمهات الحوامل ممن هن أكثر عرضة للولادة المبكرة، وكذلك لرعاية هؤلاء الأطفال.

وقالت د. الجفيري في لقاء مع «الوسط الطبي» إن تنظيم الوزارة احتفالاً بمناسبة اليوم العالمي للطفل الخديج يأتي في سلسلة جهودها في نشر التثقيف الصحي بالطرق المثلى للعناية بهذه الفئة من الأطفال، إضافة إلى التقليل من نسب الولادات المبكرة.

ولفتت إلى أن وحدات العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة بالوزارة لديها نحو 71 حاضنة، ويعمل فيها 4 استشاريين، و13 طبيباً يسندهم طاقم تمريضي مكون من أكثر 120 فرداً.

فإليكم تفاصيل اللقاء:

• عرفي لنا معنى الطفل الخديج؟

هو كل طفل يولد قبل 37 أسبوعاً من الحمل.

• كم هي المدة التي يقضيها الطفل الخديج في الحاضنة؟

ليس هناك فترة ثابتة، ويعتمد ذلك على عمر الخديج عند الولادة، فكلما كان أصغر مكث مدة أطول، وكذلك وضعه الصحي ونوعية المراقبة الصحية التي يحتاجها. فعادة عندما تستقر حالة الطفل وتكون حرارته مستقرة (أي تكون درجة حرارة جسمه طبيعية) مع الخفض المستمر لدرجة حرارة الحاضنة إلى أن تصل 28 درجة مئوية، ووزنه بلغ 1700 غرام، ولا يحتاج إلى مراقبة دقيقة، فعندئذ يوضع في المهد المخصص له من أجل تحضيره للبيئة الخارجية.

• ما هي الخدمات التي تقدم لهؤلاء الأطفال في مجمع السلمانية الطبي؟

في وحدة العناية القصوى تُقدم وزارة الصحة الخدمات الصحية الكاملة لهؤلاء الأطفال، من حيث الأجهزة التي يحتاجونها والرعاية الطبية الفائقة من قبل أطباء أطفال مقيمين يشرف عليهم استشاريو أطفال حديثي الولادة مؤهلين من الناحية العلمية والعملية لهذا الدور، وكذلك رعاية تمريضية.

ويوفر لهم المجمع الخدمات المساندة بوجود اختصاصي علاج تنفسي واختصاصي تغذية وعلاج طبيعي، ويتم فحصهم دورياً للتأكد من عدم وجود اعتلال في الشبكية، ويتم فحص السمع لديهم قبل الخروج وتوفير التطعيمات الخاصة بهم. كذلك تتم متابعتهم بعد خروجهم من المستشفى بشكل دوري حتى التأكد من تطورهم ونموهم، وكذلك وضعهم الصحي، وعمل ما يلزم.

• كم هي القدرة الاستيعابية للمجمع؟

يبلغ عدد الأسرّة المتوافرة في مجمع السلمانية 50 سريراً (حاضنة) ويسمى بجناح 307 وجناح 309، و21 سريراً في مستشفى جدحفص للولادة ويسمى بجناح «M3». ويوجد نحو 30 سريراً منها للرعاية الحرجة في السلمانية، والباقي للرعاية المتوسطة (السلمانية وجدحفص للولادة).

ويشرف على هؤلاء الأطفال 3 استشاريين و10 أطباء أطفال مقيمين لوحدة العناية المركزة في مجمع السلمانية، واستشاري واحد و3 أطباء بمستشفى جدحفص للولادة. ويبلغ عدد الممرضات الإجمالي لجناحي 307 و309 نحو 120 ممرضة.

• ما هي المفاهيم الخاطئة في المجتمع عن الأطفال الخدج؟

هناك جملة من المفاهيم الخاطئة منها أنّ هؤلاء الأطفال مشكلتهم الأساسية هي الوزن. وأن الأطفال الذين يولدون في الشهر السابع يبقون على قيد الحياة، أما مَن في الشهر الثامن فيموتون. وأيضاً إن كل من يولد خديجاً فسيكون طفلاً ذا إعاقة أو يعاني من نشاط زائد.

دائماً، عندما يحسب عمر هذا الطفل منذ الولادة، فينظر على أن الطفل الخديج متأخر في التطور والنمو من دون أن تحسب المدة التي ولد فيها باكراً، والتي هي مهمة في حياة هؤلاء الأطفال في السنتين الأوليين من عمره.

• كيف تواجهون مثل هذه المفاهيم؟

عن طريق تثقيف كل أبوين يولد لهما طفل خديج، والشرح لهما المشكلات التي قد يعانون منها وكيفية مساعدة الطفل، وكذلك تعطى لهما مواد تثقيفية بخصوص هذا الموضوع.

• ما النصائح التي توجهينها للوالدين من أجل التعامل مع الطفل الخديج بعد مغادرته المستشفى؟

أن يتعامل الأبوان مع هذا الطفل كأي طفل وليد، بألا يختلط مع من لديهم عدوى، وأن يُعطى حليب الأم إنْ كان متوافراً، أو الحليب الخاص بناقصي الوزن. ونبيّن لهما كيفية التعامل مع الأطفال الخدج عندما يصابون بالإمساك أو المغص أو الارتجاع؛ لأنها مشكلات شائعة، وكذلك الحرص على المتابعة الدورية وإعطاؤهم التطعيمات الخاصة والفيتامينات والحديد.

• ما أكثر المشكلات الصحية التي يواجهها الطفل الخديج؟

إن هؤلاء الأطفال قد يتعرضون للعديد من المشكلات، وذلك لعدم اكتمال الوظائف الفسيولوجية للأعضاء الجسم. فمن أهم هذه المشكلات الضائقة التنفسية الحادة بسبب النقص السطحي، والذي قد يؤدي بعد ذلك للإصابة بمرض الرئة المزمن (chronic lung disease). إضافة إلى النزيف الدماغي، الذي قد يؤدي إلى الشلل الدماغي إن كان حاداً، والإصابة بالعدوى الجرثومية واعتلال شبكة العين التي قد تؤدي إلى العمى والصمم والتهاب الأمعاء النخري، وفقر الدم، وهشاشة العظام الخاص بالخداج، وغيرها من المشكلات.

• ما أسباب الولادة المبكرة؟

أسباب الولادة المبكرة كثيرة، وما سأذكره على سبيل المثال وليس الحصر. فهناك أسباب ترجع إلى الأم الحامل كالأمراض المزمنة مثل الضغط، السكري، أمراض القلب، الربو المزمن والروماتيزم وغيرها. كذلك إذا كان عمر الأم أقل من 18 سنة أو أكثر من 35 سنة. يضاف إلى ذلك سوء التغذية أثناء فترة الحمل، والتهاب المهبل أو البول والتدخين أو تناول الكحول أو الأدوية المدمنة... الخ.

وقد تكون لأسباب ترجع إلى الجنين مثل وجود أكثر من جنين (التوأم)، وجود عيوب خلقية فيه أو سوء نمو أو العدوى الخلقية (TORCH)، أو عيب خلقي في الرحم، قصر أو عجز عنق الرحم، كذلك إذا كانت هناك مشكلات في المشيمة أو السائل الأمنيوسي. وهناك أسباب غير معروفة.

• كيف تقي الحامل نفسها من مسببات الولادة المبكرة؟

من خلال التغذية الجيدة، والتحكم في الأمراض المزمنة، والإقلاع عن التدخين، وتنظيم الحمل، والمتابعة في قسم الرعاية ما قبل الولادة (antenatal care visits)، وتحويل الحالات إلى مستشفيات بها رعاية ثلاثية، حيث يتواجد أطباء اختصاصيون للفترة المحيطة بالحمل ووحدة عناية مركزة مجهزة بكل التجهيزات.

• ما هي الفعاليات والأنشطة التي تقومون بها للتوعية بأهمية رعاية الأطفال الخدج؟

الأنشطة كانت سابقاً عن طريق إعطاء كتب ونشرات توعية لأولياء أمور هؤلاء الأطفال، وإعطاء المحاضرات، وما احتفالنا هذا العام باليوم العالمي للطفل الخديج والذي أقيم في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني بمتنزه الأمير خليفة إلا من أجل تسليط الضوء على هذه المشكلة الصحية، ومشاركة الأمهات الخدج في صفحتهم وتزويدهم بالمشورة الطبية.

• كلمة أخيرة.

نأمل أن نتمكن من نشر الوعي في المجتمع بما يتعلق بهؤلاء الأطفال والمساهمة في خفض أسباب الولادة المبكرة من خلال سنِّ قوانين تنظم علاج العقم، وكذلك إيجاد بروتوكولات وطنية موحدة في رعاية الأمهات الحوامل اللاتي يكنَّ أكثر عرضة للولادة المبكرة، وكذلك لرعاية هؤلاء الأطفال.

العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً