سند - زينب الشيخ

فرضت التقنيات الحديثة نموذجاً نقديّاً وحضوراً أخاذاً لإبداعات الشاب البحريني في تناول قضايا المجتمع، بفكاهة وجرأة بحيث احتلَّ الطابع الساخر واللاذع - أحياناً- معظم هذه الأعمال. وتقوم هذه القنوات بإنتاج فني لمجموعة من الشباب وجد على موقع «يوتيوب» الشهير مساحة واسعة حظيت بالقبول والحرية وتجاوزت التقييد الذي لازم وسائل الإعلام التقليدية.

وتمزج هذه الأعمال بين الجد والهزل في طرحها مواقف ومشاكل من صميم المجتمع البحريني، وحظيت هذه القنوات بمتابعات وإشادات عالية، هذه القنوات فتحت آفاقاً واسعة للشباب الذي وجدها متنفساً لإظهار إبداعاته وأفكاره للجمهور، ومن أهم هذه القنوات التي لاقت قبولًا واضحاً من حيث عدد الزائرين والمشاركين والإشادة بها هي «قناة مجموعة سند للإنتاج الفني (sanad act)».

في ضوء ذلك، أجرينا هذا اللقاء مع رئيس لجنة العلاقات العامة لمجموعة «سند أكت» حسين الملا:

بداية الانطلاق

كيف كانت بداية تكوين مجموعة «سند أكت»؟

- بدايتنا لم تكن بداية جدّية، ولم نكن نتوقع حقيقة أن نكون مجموعة بهذا لاشكل الذي بلغناه اليوم، كنا نجتمع في كل أسبوع يوم الجمعة في مزرعة جدّي ونصور بعض المشاهد التمثيلية الفكاهية، ثم نرسلها في «مجموعة واتس اب» خاصة بنا لمشاهدته ولا نطلع عليه أحداً غيرنا، كانت تصويرات عادية بهواتف نقالة، بعدها حدثت نقلة نوعية جعلتنا نقرر إنشاء «سند أكت»، والظهور على الساحة واستثمار مواهبنا وطاقاتنا في إفادة المجتمع.

وكانت بدايتنا بأول فلم كان اسمه «زوجوني» قبل إنشاء قناة «اليوتيوب» واستطاع الفيلم أن يحقق انتشاراً على مستوى واسع، حتى وصل إلى السعودية والكويت ولاقى صدى رائعاً، ما حدا بنا الاستمرار في التمثيل.

وكانت بدايتنا بسيطة جداً من حيث الإمكانيات، فكانت الكاميرات عادية والتصوير من خلال الهواتف النقالة، اذ كنا لانملك أية موازنة لإنتاج مثل هذه الأفلام.

ممن تتكون مجموعة «سند أكت»؟

- «سند للإنتاج الفني» مكون من فريق شبابي من قرية سند يقوم بتمثيل وإنتاج أفلام قصيرة هادفة وفكاهية في الوقت نفسه. فلدينا المنتج، والمخرج، وكاتب السيناريو والممثلون.

أول فيلم

ما هو أول فيلم أنتجتموه؟

- فيلم «واتس أب» هو أول فلم افتتحنا به قناتنا الرسمية على «اليوتيوب»، وقد لاقى أيضاً انتشاراً كبيراً، وصدى واسعاً، وكان أثر الجمهور واضحاً، وكان يطالبنا بإنتاج المزيد، فقبلنا بهذه المسئولية، وانطلقنا في آفاق سند للإنتاج الفني بحماس وإصرار.

فقد قمنا بإنتاج أفلام مثل: الجائع الشبعان، عذاري، مر السحاب، حج يا حاج، وفيلم بوصلة الحائرين. اذ استطاع فيلم «واتس اب» أن يصل إلى الجمهور عبر عفويته وظرافته حتى وصل عدد المشاهدين إلى 70 ألف مشاهد ومازال في ازدياد.

ما الوسائل التي تستخدمونها لنشر إنتاجاتكم من الأفلام؟

- لدينا قناة على «اليوتيوب» كما ذكرت سابقاً، أيضاً نحن متواجدون في مواقع التواصل الاجتماعي «الانستغرام» و»تويتر». أما أنواع الأفلام التي نقوم بانتاجها فهي الأفلام القصيرة وتتراوح مدته بين (5 و 10) دقائق، ونوع آخر هو مقاطع تبلغ مدتها 15 ثانية، نقوم بنشرها على «الانستغرام»، وهي عبارة عن أفكار نطرحها لحل مشكلة أو طرح موضوع يواجهه المجتمع، وهذا ما قمنا بعمله على مدار شهر رمضان في برنامج أسميناه «لسعات» ولاقى صدىً و تجاوباً كبيراً لدى الجمهور.

برأيك لماذا يتجه الشباب الآن نحو قنوات «اليوتيوب»؟

- الشباب الآن واعٍ ومطلع ومختلف عما قبل، هذا العصر عصر ثورة التكنولوجيا وانتشارها هو ما أسهم في جعل الشباب يقبل على هذه المنتجات، كما ان الشباب لديهم أفكار ومواهب يريدون إيصالها إلى الآخرين، ونحن أخذنا على عاتقنا إيصالها عبر التمثيل.

هل تتلقون التشجيع للاستمرار في العمل الفني؟

- نحن شباب لدينا حماس وأفكار وإمكانيات، وإن كانت قليلة، فكل واحد منا يشجع الآخر، وبعد انتاجنا لأول فيلم كان قرارنا أن نستمر أو نتوقف، لكن جمهورنا طالبنا بالاستمرار والمزيد، وهذا ما شجعنا على أن ما نطرحه يصل إلى المجتمع ويفيده، كما ان عوائلنا وأصدقاءنا يدعموننا سواء بالأفكار أو بنشر الأفلام.

التواصل مع المجتمع

انتشرت فرق تمثيل كثيرة في البحرين تحمل طوابع مختلفة، ما الذي يميز «سند أكت» عن غيرها؟

- نحن نتابع بعض المقاطع والأفلام التي يتم إنتاجها، وما يميزنا هو حسابنا في «الانستغرام» المرتبط بقناة «اليوتيوب»، والذي نطرح من خلاله أفكارنا ونستقبل أفكار ومشاركات الجمهور وانتقاداتهم البناءة، كذلك يتميز ما نطرحه من أفكار ومشكلات بأنها تلامس المجتمع واقعاً وقريبة من تفاصيله.

ما هي الوسائل الإعلامية التي اهتمت بـ «سند آكت»؟

- صحيفة «الوسط» أكثر المهتمين بمجموعة سند، فهناك أكثر من فيلم نشر عنه في «الوسط أون لاين»، وصفحة «الانستغرام» الخاصة بالصحيفة، كما أن فيلم «حج يا حاج» نشرته صحيفة «السفير اللبنانية».

هل عملكم في الإنتاج يمثل لكم منفعة مادية ربحية؟

- عملنا تطوعي بحت، فنحن لم نعمل لكي نربح، وإن احتجنا لمبلغ فنعتمد على أنفسنا كأعضاء، وأحياناً نواجه مشكلة في الحصول على الأجهزة من كاميرات احترافية وأجهزة كمبيوتر محمول (لابتوبات)، وأجهزة فنية، لذلك فنحن بحاجة إلى دعم فني ومادي لكي نقوم بتطوير منتجاتنا.

ماهي رؤيتكم وتطلعاتكم المستقبلية؟

- نتمنى أن نواصل هذا العمل من دون توقف، وأن نوصل رسالتنا بكل وضوح إلى المجتمع البحريني والعربي والإسلامي والعالمي، نتمنى أن نكون قادرين على حل بعض مشاكل المجتمع وتوعية الشباب والأخذ بهم نحو الطريق الصحيح، نسعى أيضا إلى تطوير عملنا من جهة الإمكانيات والأجهزة والقدرات والتمثيل.