العدد 4484 - الثلثاء 16 ديسمبر 2014م الموافق 23 صفر 1436هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

الديمقراطية الحصن الحصين من القلاقل والتوترات

لاتزال الدول العربية والإسلامية توعز حوادثها الداخلية إلى المؤامرات والمكائد الخارجية، وخاصة أنها تدعي خلوها من العيوب. أما الدول الديمقراطية الحديثة فإن أنظمتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية تجتمع لتكون مجتمعا حرا لا يتيح المجال للخارج أن يدكه.

واذا اخذنا بريطانيا كنموذج لدولة ديمقراطية، ففيها معارضة تحاول قدر الإمكان كشف عيوب الحزب الحاكم الذي لا يتهم المعارضة بأنها تتآمر مع الخارج لتدمير بريطانيا، فمثلا في الاستفتاء الأخير بشأن انفصال اسكوتلندا عن بريطانيا لم تتهم الحكومة البريطانية الداعين إلى هذا الانفصال بكل ما لديها من أجهزة إعلامية بأنهم متآمرون مع الخارج. السبب واضح وجلي، فجميع البريطانيين يحظون بالمساواة أمام القانون، وينتخبون نوابهم الذين لديهم الحرية التامة في استجواب الحكومة، وكشف سلبياتها، ولدى المعارضة مطلق الحرية في أن تختار وسائل الإعلام المختلفة لتبيان برامجها وانتقاداتها للحكومة القائمة مبنية على شواهد واثباتات.

وعلى عكس ما يحدث في بريطانيا رأينا حكاما أمثال صدام حسين الذي ادعى أنه حصل على تصويت شعبي على استمراره رئيسا للبلاد بنسبة 100 في المئة، ولو كان هو من الحاصلين على هذه النسبة بدون تزوير أو تخويف لما تجرأت أميركا على اجتياح العراق في مدة قصيرة. ورجوعا إلى ما بدأنا به بشأن المؤامرات الخارجية، هناك تساؤل يفرض نفسه وهو لماذا لا تتآمر الدول الغربية على الصين والدول الشرق آسيوية التي أصبحت اليوم تنافسها على المستوى العالمي اقتصاديا وتجاريا بدلا من الدول العربية والاسلامية التي بسبب تخلفها الصناعي اصبحت ترحب بالمنتجات المصنعة من جميع أنحاء العالم لأنها دول تسمى الدول المستهلكة التي تملك المال للاستيراد، وبالتالي فهي مصابة بمرض الكسل، وتتفاخر على الدول الأخرى بمعروضات مستوردة وليس بمعروضات مصنعة محليا.

إذاً، يمكن الاستخلاص أن المؤامرات الخارجية لا تنجح أو تجد لها منفذا إلى الدول العربية والإسلامية إلا بوجود ثقوب وانشقاق في السور المحيط بها والدول العربية والإسلامية ستكون قادرة على صد التدخل الخارجي بالتحصين الداخلي المرتكز على المسئولية المجتمعية العامة التي تطبق المواطنة المتساوية عمليا وليس شكليا.

عبدالعزيز علي حسين


هل بعد إخفاقنا في «خليجي 22» من صحوة كروية؟

مرّ منتخب البحرين مروراً سريعاً في دورة كأس الخليج الـ22 التي أقيمت بالعاصمة السعودية (الرياض). وكانت النتائج السيئة للمنتخب مخيبة لآمال جمهور الرياضة البحرينية. هل ذلك بسبب عدم الاستقرار في الجهاز الفني في الفريق بشكل مستمر؟ وهو الذي يعد العامل الأساسي لنجاح أي فريق؟ أم غياب الانسجام بين اللاعبين والمدرب العراقي الجديد عدنان حمد؟ ما جعله ينعكس سلبياً على أداء الفريق وفعاليته على أرضية الملعب ضد المنتخبات الأخرى؟

تزايدت الأسباب في فشل المنتخب الوطني وغيابه عن منصات التتويج في كل المحافل، ومن أهم تلك الأسباب عدم البحث عن حلول رغم معرفتهم بها إذ (إذا عرف السبب بطل العجب).

خرج المنتخب من بطولة خليجي 22 خالي الوفاض مع المنتخب اليمني والقطري. والخسارة الكبيرة مع المنتخب السعودي الذي ساهم الدفاع البحريني في إضافة هدفين بطريق الخطأ في مرماه ليمنح السعودية الفوز 3 - صفر. كانت نتيجة مخيبة وأداء غير مرضٍ لجمهوره.

المنتخب البحريني تحت ظل المدرب عدنان حمد لم يكن أفضل من السابق عند قوله: «لا يوجد ما يصف تسجيل هدفين (بطريق الخطأ) غير قلة التركيز ويحدث ذلك مع كل المنتخبات القوية... هذه كرة قدم ولا ألوم اللاعبين وتحدث فيها الأخطاء».

من الملام إذن؟ هل غياب النجوم البارزين وتجانس لاعبين ذوي الخبرة بالشباب هو السبب في حدوث تلك الأخطاء وفشل المنتخب في البطولة؟

هل سيستمر إخفاق المنتخب البحريني في بطولة كأس آسيا المقبلة؟ أم ستكون فرصة للإصلاح وتقديم مستوى مرضٍ لطموحات جمهور الشارع الرياضي البحريني؟

ستكون البحرين اللغز المحير حتى يحين وقت البطولة. فيما يعتقد الكثيرون أن المنتخب يمتلك إمكانيات كبيرة ويحتاج إلى دعم كبير من جميع الجوانب واهتمام أكثر. وأضم كلمتي لكلمة المعلق التونسي الشهير عصام الشوالي وأقول لهم: «كونوا أكثر شراسة داخل الملعب ودافعوا عن تاريخ كرتكم».

زينب عباس صالح سلمان


الزهرة تخرج من التراب

عندما تهدأ فيك الأمواج وتبقى البحيرة صافية، عندما لا تكون هناك كلمات ويكون قلبك منفتحاً، عندئذ ستتحسس معنى الحب، لأنه عندما تمتلئ الغيوم ماءً فلابد أن تمطر، وعندما تمتلئ الأزهار عطراً فإن عليها أن تهبه إلى الرياح لتنشره، وعندما يضيء المصباح فمن المفروض أن يشع الضوء منه وأينما هبطت البذور، في أي حقل، ستتحول تربة ذلك الحقل إلى أزهار، الحب مخفي في البذرة تماماً كالزهرة التي تخرج من التراب لكن الشيء الكامن في التراب لا يمكن له أبداً أن يظهر في غياب البذرة.

اجعل من الصمت حقلك لتستقبل البذرة، واحرث العقل الساخط فالمسألة فقط قضية قرار. وما إن تقرر أن تسقط التذمر حتى تبدأ في إسقاط العادة القديمة. فنحن قد نكون متماهين كثيراً مع أنفسننا، نعتقد أننا الأجساد، ونحن لسنا كذلك. هذه هي الفكرة الزائفة الأولى التي ينبغي إسقاطها. هذه الفكرة الزائفة تولد أفكاراً زائفة أخرى. إذا كان الواحد منا متعلق مع الجسد فإنه سيكون خائفاً من الشيخوخة، المرض، الموت. هذا الخوف يخلق من هذا التماهي بالالتصاق بالجسد.

غضّ النظر عن الجسد، لأنه من السهل النظر إلى ما هو محسوس؛ وتحول نحو الأرق والألطف في الداخل، انظر إلى نفسك بحقيقتها ستشعر حقاً بالحرية وبأنك بلا قيود أو حواجز. لن تكون هناك جدران، سيكون فقط الفراغ المطلق في الاتجاهات كلّها. عندئذٍ فقط تستطيع الزهرة أن تخرج من التراب.

علي العرادي

العدد 4484 - الثلثاء 16 ديسمبر 2014م الموافق 23 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً