العدد 4485 - الأربعاء 17 ديسمبر 2014م الموافق 24 صفر 1436هـ

«محمود» شاب تلازمه «داون»... والطب النفسي: لا أسرَّة شاغرة

العائلة: ابننا يعاني من نوبات عنيفة متكررة ويحتاج لعلاج

تقرير مستشفى الطب النفسي يوضح حالة محمود
تقرير مستشفى الطب النفسي يوضح حالة محمود

يعيش الشاب محمود (27 سنة) في جزيرة سترة مع والده الكبير في السن بعد أن وافت والدته المنية منذ سنوات طويلة، ولأنه ولدَ مصاباً بمرض متلازمة داون مع إعاقة ذهنية شديدة، يعاني اليوم من تدهور حالته الصحية بشكل كبير، في الوقت الذي يتعذر مستشفى الطب النفسي عن استقباله لعدم وجود أسرَّة شاغرة.

«الوسط» زارت منزله، والذي خصصت فيه غرفة له مفتوحة على ساحة تدخلها الشمس محكمة الإغلاق لضمان عدم خروجه للشارع إلا برفقة أحد من أفراد عائلته، وبدت غرفته خالية من أية قطع أثاث فيما عدا سريراً له، وتفوح منها رائحة خروجه وفضلات طعامه.

عائلته والتي يعاني 5 من أفرادها من مرض فقر الدم المنجلي وزواج أخواته وسكنهم بعيداً عنه، تجد اليوم صعوبة في السيطرة عليه، ولاسيما فيما يتعلق بتناوله لأدويته وضمان عدم خروجه للشارع وتكسيره لمحتويات المنزل بسبب نوبات العنف الشديدة التي تنتابه بشكل مستمر وعدم قدرة الأب على السيطرة عليه نظراً لكبر سنه ولإصابته بمرض الضغط والسكري وحاجته لعملية نتيجة إصابته بالفتاق.

وتذكر العائلة أن ابنها في حال يتم علاجه على فترات قصيرة ومتوسطة في مستشفى الطب النفسي يعود للمنزل بنفسية أخرى ويكون في حالة أفضل بشكل ملحوظ، معولين في ذلك على أن العاملين في المستشفى أكثر خبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات، كما أنه يكون تحت نظرهم بشكل تخصصي ومستمر لحين تحسن حالته ومن ثم إخراجه من المستشفى ليعود للمنزل.

وأشارت العائلة إلى أنها وبعد تدهور حالته بشكل كبير خلال الفترة الماضية قامت بمراجعة مستشفى الطب النفسي لإدخاله مجددا وضمان تلقيه العلاج لحين تحسنه وعودته للمنزل، إلا أنهم صدموا بتقرير المستشفى والذي حصلت «الوسط» على نسخة منه وجاء فيه أن: «محمود يتردد على مستشفى الطب النفسي منذ العام 2003 وهو يعاني من متلازمة داون مع إعاقة ذهنية شديدة، المريض أدخل المستشفى أربع مرات وذلك بسبب سوء حالته النفسية وتصرفاته التي لا تستطيع العائلة السيطرة عليها، حيث إن والدته توفيت ولا يوجد من يعتني به ولقد ساءت حالته وأصبح يخرج إلى الشارع لوحده مما قد يعرضه للخطر وبما أنه بحاجة للرعاية حيث إنه لا يوجد سرير شاغر له في المستشفى وكما أن حالته غير مناسبة للمستشفى لذا نرجو إيداعه بإحدى دور الرعاية الدائمة».

واستغربت العائلة من التقرير، متسائلين عن الحالات التي يستقبلها المستشفى في حال لم تكن حالة محمود إحداها، كما تساءلت عن طبيعة دور الرعاية الدائمة التي من شأنها أن تستقبل حالة محمود وتستطيع إعطاءه العلاج المناسب لحالته وضمان تحسنه.

وأشارت العائلة إلى أنها حاولت البحث عن مؤسسة تعليمية منذ صغره لضمان التدخل المبكر لحالته وبالفعل تم تسجيله في أحد المعاهد إلا أن الأخير تعذر عن استقباله بعد فترة بسبب الموازنة وعدم قدرتهم على استيعاب الطلبة من مناطق بعيدة عن المعهد.

وبينت العائلة أن مستشفى الطب النفسي يتواصل معهم بين فترة وأخرى بهدف الإرشاد والأدوية، لافتين إلى أن المستشفى أفاد بأن كثيراً من العوائل تقوم بإيداع أبنائها لتلقي العلاج في المستشفى، في حين تحجم عن العودة لاستلامهم، ما يشكل عبئاً على المستشفى، على حد قولها.

وبينت العائلة أنها ترغب في إيداع ابنها لفترات قصيرة ومتوسطة في المستشفى لتلقي العلاج فقط والسيطرة على النوبات التي تنتابه لحين تحسنه وضمان عودته للمنزل بصحة أفضل.

وقالت العائلة: «محمود هو نموذج لكثير من الحالات في مملكة البحرين ومثل هذه الحالات تتطلب حلولاً سريعة وأخرى جذرية، السريعة هي زيادة الطاقة الاستيعابية لمستشفى الطب النفسي أما الجذرية فهي تدشين وحدة طبية خاصة بهم، فضلاً عن إنشاء معاهد ومدارس تعنى بتوفير التدخل المبكر لهم، ولاسيما أن أعدادهم في تزايد».

يذكر أن الجمعية البحرينية لمتلازمة داون ومركز العناية بالمتلازمة داون، ذكروا تصوراً لعدد هذه الفئة من المصابين بالمرض في مملكة البحرين، إذ أشاروا إلى وجود ولادة جديدة مصابة بالمرض بين كل 700 إلى 1000 ولادة، لافتين إلى أن في مملكة البحرين بذلك 20 إلى 25 حالة جديدة سنوياً، وعليه توقعوا بأن عدد المصابين بالمرض في البحرين يتراوح ما بين 400 إلى 600 حالة وأن المسجلين في المركز حالياً وصل عددهم إلى 300 حالة.

وعلى المستوى العالمي، فتشير الحقائق عن هذا المرض إلى أن هناك ولادة واحدة بمتلازمة داون من بين 800 إلى 1000 حالة، تنجب الأمهات دون سن الخامسة والثلاثين أكثر من 80 في المئة من الأطفال ذوي متلازمة داون إلا أن نسبة إنجاب طفل ذي متلازمة داون بزيادة عمر الأم، ويكون الصبغي الزائد من الأب بنسبة 20 إلى 30 في المئة، كما تختلف درجة القصور لذوي متلازمة داون نظراً لاختلاف إمكانيات كل طفل، ودرجة القصور عنده، فضلاً عن أن الأشخاص ذوي متلازمة داون قادرون على التعلم إذا تم إثراء حياتهم بدوافع وحوافز، وإعطائهم فرص التعلم المبكر والمناسب، وتم توفير التشجيع المستمر لهم. هذا ويعاني 30 إلى 60 في المئة من هذه الفئة من تشوهات خلقية في القلب، كما يعاني 30 في المئة منهم من تشوهات خلقية في الأمعاء والمعدة، إلا أنه يمكن تصحيح معظم هذه التشوهات عن طريق العمليات الجراحية.

العدد 4485 - الأربعاء 17 ديسمبر 2014م الموافق 24 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 9:09 ص

      وكم مثل محمود؟!

      محمود فرد من فئة تكون جزء من المجتمع وللاسف محمود وامثاله يعانون من الاهمال الصحي ، فمن المفترض ان تكون هناك منشأة حكوميه متخصصه في مساعده هذه الفئة ،، كما ان رفض المستشفى لقبول محمود كمريض امر غير مقبول ،، فمن حقه كمواطن حصوله على خدمه الصحة ..ارجو النظر في حاله محمود وتوفير العلاج المناسب له

    • زائر 12 | 10:25 ص

      اين وزارة الصحه؟

      ايعقل وزارة الصحه تعتذراستقبال هذي الحالة لعدم وجوود سرير ؟ اين تذهب الميزانيه اذن ؟؟ المريض لايوجد من يخدمه اذا لم يلجأ للوزراة الصحه لمن ييلجأ اذن

    • زائر 11 | 10:02 ص

      الشاب محمود المتلازم داون

      السلام عليكم
      نطالب بوزارة صحة النظر في حالة محمود لان الشاب يعاني من الحاله الصحية متدهوره واعاقه ذهنية ويوجد الكثير من هم في حالة محمود ارجو متابع ونظر في حالة الشاب وعدم السكوت عن الموضوع فهو مواطن

    • زائر 10 | 7:28 ص

      الشاب محمود يحتاج الئ رعاية صحية مكثفة .. والمستشفئ الطب النفسي ترفض علاجه !! ياللعجب

      ن خلال نظرتي ف الموضوع هناگ سلب أحدائ حقوق الشاب محمود والا وهي حق الصحة ،، يفترض وليس ايضاً يفترض بل واجباً علئ من يهمه الموضوع النظر اليه بضمير ورفقةً بهذاا الشاب حيث لا والدةٌ له ووالده گبير ف السن وهو في حالة حرجة .. واي حجةٌ هذه لا اسرة شاغرة..!!
      ولآ شگ حق المواطن محمود في الحصول علئ الرعاااية الصحية ،، !!

    • زائر 8 | 7:22 ص

      الشاب محمود يحتاج عناية صحية مكثفة لسوء حالته ،، والمستشفى الطب النفسي ترفض علاجه !! عجب

      ن خلال نظرتي ف الموضوع هناگ سلب أحدائ حقوق الشاب محمود والا وهي حق الصحة ،، يفترض وليس ايضاً يفترض بل واجباً علئ من يهمه الموضوع النظر اليه بضمير ورفقةً بهذاا الشاب حيث لا والدةٌ له ووالده گبير ف السن وهو في حالة حرجة .. واي حجةٌ هذه لا اسرة شاغرة..!!
      ولآ شگ حق المواطن محمود في الحصول علئ الرعاااية الصحية ،، !!

    • زائر 6 | 6:37 ص

      زائر

      حالته تحتاج على النظر فيها وعدم التباطئ في إيجاد الحلول لمثل هذه الحالات

    • زائر 3 | 2:26 ص

      لا اعلم بالحالة ولكن

      انا احد العاملين بالطب النفسي والكثير الكثير من اهل المرضى ممن يودع ابنه في المستشفى وينسى انه هناك وتمر شهور من غير ان يزوره وبعد ان يتم ترخيصه يرفض القدوم لاستلامه فيضطر العامل الاجتماعي باخذ المريض للمنزل ، ثم يذهب الاب ليشتكي عند الوزارة او الصحف بان المستشفى يرفض ادخال ابنه !!!

    • زائر 4 زائر 3 | 11:09 ص

      عزيزي الزائر رقم 3

      السبب الذي تفضلت به هو أحد الأسباب وليس كل الأسباب ، كما أنك لم تشر إلى أي حل . يا ترى كم عدد الأسرة الموجودة في المستشفى وما هي الطاقة الاستيعابية له ؟ نحتاج إلى حلول جذرية وزيادة دور الرعاية في مختلف مناطق البلد ، فهؤلاء فئات ضعيفة من الناس وتحتاج للرحمة والاهتمام.

    • زائر 13 زائر 3 | 11:07 ص

      أسأل الله الشفاء لك يا محمود

      نتمنى النظر في حالة الشاب محمود و هو كما يبدو من خلال حالته انه يحتاج الى عناية كبيرة متمنين له الشفاء العاجل

اقرأ ايضاً