العدد 4485 - الأربعاء 17 ديسمبر 2014م الموافق 24 صفر 1436هـ

وطن... كلمة صغيرة معانيها كثيرة

بينما كنت أتصفح أحد الكتب القديمة في مكتبة منزلنا، وإذا بورقة تسقط من إحدى كتب أمي القديمة، والتي تعود إلى أيام دراستها الجامعية خارج البحرين... فتحت تلك الرسالة وأخذت أقرأها، وقد كانت خاطرة عنوانها “وطن... ماذا تعني؟!” أما التوقيع فكانت عين تدمع.

أخذت الورقة مسرعة إلى أمي وأعطيتها إياها، وطلبت منها أن تشرح لي ما كتبت فيها من كلمات لم أفهمها، فإذا بها تحتضن تلك الورقة وتتنهد وهي مبتسمة وكأنها تشم رائحة طيبة... وأخذت تقول وهي مغمضة العينين: الوطن حضن دافئ... الوطن حس صادق... الوطن شيء أكبر... الوطن يمكن أن تصوره بقصة عاشق... علاقة المرء بوطنه قصة عشق نحتار بأي الكلمات نبدأها وأي الأحرف نختار لها، وبأي ريشة نرسمها... حب الوطن أصعب سؤال... كيف أصفه؟!... هذا محال حب الوطن... فوق التصور والخيال... حب الوطن ما هو كلام أو شعر يقال... أغمضي عينيك ومُدِّي يديك وتنفسي، وأخبريني يا بنيَّتي: ماذا ترين؟ وبماذا تشعرين؟!

أغمضت عيني وتنفست ومددت يدي، وقلت: أرى أرض خضراء بها أمي وأبي وأخواتي وإخوتي... أرى شريط ذكرياتي... فرحي حزني... أرى مطراً وشتاء أرى شمساً وصيفاً جميلاً أرى أزهاراً في الربيع أرى أصدقاء وأحبه، أرى أعياداً أرى بسمة تعلو الوجوه... صوت أمي يقطع ما أرى وهي تقول: وبماذا تشعرين؟!

فقلت: شعور غريب... أبحث عن أحرف أبجدية تعبر عن ما أشعر به فلم أجد حروفاً مناسبة، وإنه شعور يريد أن أعبر عنه بأحرف مطلية بالذهب ومرصعة بالألماس... مهلاً، أشعر بالأمان، بالحب، بالكرامة، بالغز والفخر... أمي إنه شعور غريب لأعرف كيف أعبر عنه.

فتحت عيني ورأيت وجه أمي مبتسماً، فحتضنتني وقالت: الوطن يا بنيتي هو ذلك الشعور الصادق الذي خالجك وأنت مغمضة عينيك... الوطن ليس مجرد أرض نعيش ونتربى عليها أو نأكل من خيراتها، بل هو انتماء وولاء ومشاعر صادق... فهنيئاً لن بوطن يحبنا ونحبه.

مناهل

العدد 4485 - الأربعاء 17 ديسمبر 2014م الموافق 24 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً