العدد 4489 - الأحد 21 ديسمبر 2014م الموافق 29 صفر 1436هـ

وزير البترول السعودي: الأسعار ستنشط الطلب على النفط والسوق ستتعافى

دافع وزير البترول السعودي علي النعيمي، أمس (الأحد)، عن قرار «أوبك» إبقاء الإنتاج مستقراً على رغم أكبر تراجع للسوق في سنوات، قائلاً: «إن الأسعار الحالية ستدعم نمو الاقتصاد العالمي والطلب على النفط بينما لن تتعرض الدول العربية لأضرار كبيرة».

وعزا النعيمي تراجع السعر لنصف مستواه قبل ستة أشهر إلى المضاربين وعدم تعاون كبار منتجي النفط خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول. ويشير في تصريحاته التي أدلى بها خلال مؤتمر في أبوظبي هي المرة الثانية في ثلاثة أيام، إلى أن أكبر بلد مصدر للخام في العالم لن يغير مستويات الإنتاج بل يطمح إلى أن تستقر السوق من تلقاء نفسها. وقال: «أنا واثق أن سوق النفط ستتحسن».

وحث وزير نفط الإمارات العربية المتحدة سهيل المزروعي؛ الحليف الوثيق للسعودية، منتجي العالم على عدم زيادة إنتاج الخام في العام المقبل، قائلاً إن ذلك سيؤدي إلى سرعة استقرار الأسعار. ولم يذكر تفاصيل أكثر.

ومن المتوقع تراجع الطلب العالمي على نفط «أوبك» في 2015 بسبب زيادة المعروض من النفط الصخري الأميركي ومصادر منافسة أخرى وفي ظل عدم نمو الطلب العالمي بشكل كبير.

وكانت «أوبك» قررت خلال اجتماع في نوفمبر/ تشرين الثاني الإبقاء على هدف الإنتاج من دون تغيير عند 30 مليون برميل يومياً لتدع السوق تتوازن من تلقاء نفسها من دون تدخل المنظمة.

وفي ذلك مؤشر على تحول عن السياسة التي ظلت قائمة لفترة طويلة عندما كانت السعودية أكبر منتج داخل أوبك تقوم بدور المورد القادر على زيادة المعروض أو خفضه بحسب الحاجة.

وقال النعيمي إن الأفضل للجميع هو ترك المنتجين الأكثر كفاءة ينتجون وذلك رداً على سؤال بشأن إمكانية التعاون بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) - التي تضم في عضويتها المنتجين الأقل تكلفة في العالم - والدول غير الأعضاء.

وأضاف أن قرار «أوبك» سيدعم الاقتصاد العالمي في نهاية المطاف. مشيراً إلى أن الأسعار الحالية لا تشجع على الاستثمار في أي شكل من أشكال الطاقة لكنها تحفز نمو الاقتصاد العالمي مما سيؤدي إلى زيادة الطلب ويكبح نمو الإمدادات.

نظريات المؤامرة

وقال وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي إنه لا يرى ضرورة لعقد اجتماع طارئ لأوبك لكنه دعا إلى الانتظار ومراقبة الوضع لمعرفة ما إذا كان قرار المنظمة عدم تغيير الإنتاج صائباً.

ونفى النعيمي أن يكون للدوافع السياسية دور في السياسة النفطية للمملكة، وقال إن تراجع السعر لن يؤثر تأثيراً كبيراً أو ملحوظاً على السعودية أو الاقتصادات العربية الأخرى. وأثار تراجع السوق حديثاً عن نظريات المؤامرة التي تقول إن السعودية تسعى لكبح طفرة النفط الأميركية أو أن الرياض تسعى لتقويض إيران وروسيا بسبب دعمهما للنظام السوري.

وقبل اجتماع فيينا الشهر الماضي كانت هناك تلميحات بأن روسيا قد تخفض الصادرات إذا أقدمت «أوبك» على الشيء نفسه.

لكن الرسالة التي بعثت بها موسكو بعد الاجتماع هي أن ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم بعد السعودية لن يغير الإنتاج. وساءت علاقات موسكو مع «أوبك» منذ تعهدها في أوائل العقد الماضي بأن تخفض الإنتاج بالتوازي مع المنظمة وهو ما نكصت عنه روسيا بل وزادت صادراتها.

وفي أبوظبي لمح النعيمي إلى أن «أوبك» لا تستطيع العمل على إعادة التوازن للسوق بدون تحرك مشترك مع المنتجين المستقلين الذين قال إنهم أبدوا عدم تعاون مع المنظمة بشأن وضع السوق.

وقال وزير النفط القطري محمد السادة، أمس (الأحد)، إن سوق النفط تشهد تصحيحاً عابراً وإن أساسيات السوق ستملي سعراً عادلاً للنفط.

وأعرب الوزير في كلمة أمام اجتماع «أوابك» في أبوظبي عن ثقته في دور أساسيات السوق في تحديد أسعار النفط.

وقال السادة إن السبب الرئيسي لهبوط النفط في الشهور الأخيرة هو بطء نمو الاقتصاد العالمي وارتفاع مصادر إمدادات الطاقة وخاصة المصادر غير التقليدية.

وأضاف أن أسعار النفط الحالية قد تسفر عن تراجع الاستثمارات في مشاريع النفط والغاز.

العدد 4489 - الأحد 21 ديسمبر 2014م الموافق 29 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً