العدد 4494 - الجمعة 26 ديسمبر 2014م الموافق 05 ربيع الاول 1436هـ

عُمان

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

تتمتع كل دولة بميزات وفقاً لسياساتها والمنهج العملي الذي تتبعه، ودول مجلس التعاون الخليجي ورغم التقارب الجغرافي والسياسي والاجتماعي والديني بينها إلا أن من الواضح وجود فوارق في جوانب عدة.

سلطنة عُمان هي إحدى دول مجلس التعاون إلا أنها تميزت دائماً بموقف سياسي خاص قد يتفق مع باقي دول المجلس وقد يختلف.

لم أزر عُمان في حياتي، لكني درست في فترة من الفترات مع زميل عماني والتقيت الكثير من العمانيين في البحرين، كما أن لي من الأقرباء والأصدقاء من درس في عُمان، وفي المرحلة الجامعية كان الطلبة العمانيون في الجامعة التي درست فيها أعدادهم كبيرة.

من خلال كل هؤلاء كان هناك شيء واحد يأتيك هو أن الشعب العُماني من الشعوب الطيبة للغاية والمتسامحة قولاً وفعلاً، فعمان ليست من الدول التي تملأ الإعلام بالحديث عن التسامح إلا أن بيئتها لا تحمل شيئاً من التسامح.

ظهر اسم عمُان كثيراً، إلا أن السنوات الأربع الماضية أبرزت الكثير مما يميز عُمان، وهذه الميزات لا تخفى على أحد، أولها هو لعب دور الوسيط السياسي لتهدئة المنطقة والعالم بشأن برنامج إيران النووي، إذ كان لعُمان دور سياسي تفاوضي كبير، ولم ينقطع هذا الدور إذ عاد الإيرانيون والأميركان والأوروبيون لمسقط مرة أخرى، وفي مسقط تم حسم الكثير من الملفات العالقة باتجاه توقيع اتفاق نووي شامل.

لأن عُمان أدركت أن السلام لا يأتي من خلال حشد القوات العسكرية في الخليج أو في إيران، بل من خلال اتفاق سلام يريح العالم من أتون أي حرب من الممكن أن تقع وسيكون المتضرر الأول من ورائها الشعوب الخليجية والشعب الإيراني والأمة الإسلامية، بل والعالم كله.

وعلى الطريق نفسه اختطت عُمان لنفسها طريقاً سياسياً فكانت إلى جانب الكويت العامل التفاوضي من وراء الكواليس لرأب الصدع الخليجي ولتقريب وجهات النظر بين قطر ومصر.

عُمان كأي دولة في العالم فيها سلبيات وتحتاج إلى الكثير من الإصلاحات فلا أحد في عُمان يدعي العصمة بل إن جميع من تحدثت معهم عن الوضع العُماني من العمانيين وغيرهم يؤكدون إيجابية الوضع العام والحاجة إلى إصلاح والذي بدأ به السلطان قابوس بالفعل من خلال عدد من الخطوات.

وفي السنوات الأربع الماضية، ظهر التكفيريون بقوة في سورية والعراق وكانت «داعش» التي تنتظر دول الخليج ردة الفعل منها قلقة نظرا لوجود العديد من التفكيريين من تلك الدول في هذا التنظيم ورغم الإعلان عن قتلى التنظيم من كل حدب وصوب من العالم بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي الذي اتخذ إجراءات احترازية إلا أنه لم يُعلن عن وجود قتلى دواعش منها حتى الآن، أو حتى وجود دواعش من العُمانيين أصلاً.

وهذا نابع من المناهج العُمانية في التعليم وفي التعامل، وفي منع كل ما من شأنه تكفير الأديان والمذاهب والتطرف. وهذه ميزة أخرى تُحسب لعُمان. وأعتقد، بما أن مجلس التعاون لدل الخليج العربية هو مجلس تكاملي فلابد على باقي دول المجلس النظر إلى التجربة العُمانية في هذا المجال.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 4494 - الجمعة 26 ديسمبر 2014م الموافق 05 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 3:24 ص

      عمان

      الشعب العُماني شعب طيب و لكن للأسف التنمية سيئة جداً في هذا البلد الذي يملك كل مقومات النجاح

    • زائر 2 | 1:53 ص

      استاذ مالك انصحك بزيارة سلطنة عمان

      شعب مضياف و ودود و لا تجد تمييز بين المذاهب

    • زائر 1 | 1:03 ص

      نعم اخي

      نعم اخي العمانيين فيهم طيبة واخلاق وحسن ضيافة وشعب مسالم لاخر درجة وشعب يحب كل خير لبلدة ولا يقبل ان تخسر شي حتى لو على حسابهم وتحية لاخواننا العمانيين ولي شخصيا كثير من اصدقاء واخوة في بلدنا ثاني عمان ،اما سياسيا لن اطرق اليها لان سياسة دولة حره

اقرأ ايضاً