العدد 4498 - الثلثاء 30 ديسمبر 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1436هـ

«الوفاق»... ومرحلة «كسر العظم»

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

منذ العام 2011، وقبل انطلاق ما سُمّي في ذلك الوقت بـ«حوار التوافق الوطني» (الحوار الأول) كانت جميع التصريحات الرسمية، لا حديث لها إلا عن أنه «لا يمكن أن يكون هناك حل في البحرين إلا من خلال التوافق الوطني بين جميع مكونات الشعب».

والحكومة والوزراء، وحتى صغار المسئولين والأقلام والموالاة، لا يتحدثون إلا عن مفهوم «التوافق» الذي لم يفهمه أحد. وحتى المتحدثة الرسمية باسم الحكومة صرحت كثيراً، ومن بين تلك التصريحات ما نشر في صحيفة «الشرق الأوسط» (10 يناير/ كانون الثاني 2014) عندما أكّدت «أنه لا حل آخر في البحرين إلا بالحوار والتوافق»، مشدّدةً على أنه «لدى الأطراف البحرينية خلافات يمكن حلها بالتوافق وعبر طاولة الحوار، ولا شيء غير ذلك». أي لا شيء غير «التوافق»!

بالطبع كانت جمعية الوفاق المحور الرئيسي في قطب جمعيات المعارضة، وكانت دينامو تلك الحوارات، وكانت محور ارتكاز جملة اللقاءات المحدودة التي عقدتها السلطة مع قيادات المعارضة وعلى رأسهم الأمين العام لجمعية «الوفاق» الشيخ علي سلمان الذي يتهم حالياً بـ«محاولة قلب نظام الحكم بالقوة، وتهديد الدولة بالقوة العسكرية والاستقواء بالخارج»!

في (15 يناير 2014) انقلب المزاج السياسي في البحرين مع الإعلان عن التقاء ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مع وفد جمعية الوفاق المعارضة برئاسة الشيخ علي سلمان، وهو ما اعتبرته الأوساط الدولية «تنشيطاً لعملية الحوار السياسي» قبل ذلك اللقاء بشهر.

في بيان صحافي صدر عن مكتب المتحدث الرسمي باسم مملكة البحرين عن ذلك اللقاء أكد فيه أن «الديوان الملكي سيقوم بتنسيق لقاءات ثنائية مع أطراف الحوار ابتداءً من الأسبوع المقبل، وذلك لضمان تقديم الرؤية السليمة لكل طرف، وتجسيداً للإرادة الملكية الصادقة في لمِّ شمل المجتمع البحريني وصون وحدة صفه».

مثل ذلك اللقاء بين ولي العهد والمعارضة بصورة علنية ورسمية نقلة نوعية، وقد حدث لأول مرة منذ توقف هذا النوع من اللقاءات في مارس/ آذار 2011، قبيل إعلان حالة السلامة الوطنية.

لا أعتقد أبداً أن سمو ولي العهد عقد ذلك اللقاء، وجلس ليبحث الوضع السياسي في هذا الوطن مع شخص يرى أنه يسعى إلى «قلب نظام الحكم ويهدد الدولة بالقوة العسكرية ويستقوي بالخارج»، على حد الاتهامات التي تساق حالياً ضد أمين عام جمعية الوفاق.

بعد فشل كل محاولات «الحوار» السابقة لأسباب يعرفها الجميع، ولسنا في وارد تكرارها، دخلنا مرحلة جديدة، مع قرب الانتخابات النيابية في البلاد، وإعلان المعارضة مقاطعتها.

يوم الثلثاء 17 سبتمبر/ أيلول 2014 أعلن عن لقاء جمع ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، بقصر الرفاع بعددٍ من الأعيان وشخصيات المجتمع، وتناول اللقاء ما تحقق من خلال تفعيل المشاركة الشعبية واستمراراً للأخذ بمنهج التوافق، فقد تم إطلاع الأعيان وشخصيات المجتمع وأخذ رأيهم حول ما تم التوصل إليه بالمحور السياسي في استكمال حوار التوافق الوطني، والمتضمن إطاراً واضحاً يمثل قاسماً مشتركاً بين جميع الأطراف المشاركة.

رغم كل التصريحات الرسمية السابقة عن أن «التوافق الوطني ليس خيار اللحظة بل هو تاريخ من العمل الوطني، وهو إيمان وقناعة راسخة... إنه سبيل القوة والتقدم (...)»، و«التوافق الوطني هو القاعدة الأساس والضمانة لأي تطوير مستدام» (وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة في الرابع من فبراير/ شباط 2013)، فقد شهدنا مرحلة جديدة، تنقض الحديث عن «التوافق الوطني» ونقلتنا إلى الحديث عن «القواسم المشتركة»، وبعد الانتخابات النيابية ومقاطعة المعارضة، وما نتج عنها من مخرجات، نسي كل ذلك الحديث، فلا حديث حالياً عن «توافقات» ولا حتى عن «قواسم مشتركة»، ودخلنا مرحلة أمنية جديدة.

بدا واضحاً أن لغة «التوافق» التي كانت السلطة متمسكة بها منذ العام 2011 بين مكونات المجتمع، تبدّلت إلى لغة جديدة بعنوان آخر، وهو «القواسم المشتركة»، وذلك بعد أن فشلت القوى السياسية المتحاورة على مدى ثلاثة أعوام من «التوافق» على صيغة حل معين يخرج البلد من أزمته الخانقة.

في 19 سبتمبر 2014 عرض مشروع قيل إنه يحمل حلاً للأزمة السياسية في البحرين، بناءً على لقاء الأعيان و«القواسم المشتركة» بعيداً عن أي توافق سياسية مع المعارضة، وحتى ذلك الحل دخل في عالم النسيان، فمنذ ذلك اليوم وحتى الآن لم يتحدث عنه أحد.

في 28 ديسمبر/ كانون الأول 2014، ومع اعتقال الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، ربما نحن مقبلون على مرحلة أخرى مغايرة جداً، وهي مرحلة «كسر عظم» بين السلطة والمعارضة، كما جرى في مصر، حين زجت السلطة المصرية، بكل قيادات وكوادر جماعة الاخوان في السجن، إلا أنها لم تنهِ الأزمة في مصر بل أدخلتها في تعقيدات أشد وأعمق.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4498 - الثلثاء 30 ديسمبر 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 42 | 12:57 م

      الرصاصي لوني المفضل

      والله لا احد سعى لكسر عظمها الوفاق هي نفسها من كسرت عظمها بجمودها ومواقفها السلبية، فمنذ بداية التسعينيات لم نرى أي تطور ملموس تحقق للشعب على يدها، وحتى عندما دخلت البرلمان كان أحد منتسبيها هو من أخترع فرض واقتطاع نسبة ال1% من رواتب الموظفين ووافق على هذا المقترح كل أغضاء الوفاق من أجل تمرير رواتبهم التقاعدية. الوفاق تريد ابهار العالم ههههه أصلا العالم لا ينبهر بأي شيء اعتيادي ولا حتى بما يسمى بالوسطية العالم ينبهر بالاعمال الإبداعية الابتكارية العظيمة التي تفرض نفسها قرضا على الدول

    • زائر 41 | 11:47 ص

      اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم .

      لا يمكن مقارنة مصر والبحرين , ف البحرين ناس طلعت وارادت حقوقها بكل رقي وسلميه ولكن الجانب الاخر لم يقدر السلميه ولا الرقي والحضاره . المزرعة والعبيد عندهم مازالت مرغوبه ف زمن الواحد والعشرين , رغم أن الشعب البحراني الحر هو من أسياد هذه الارض بكل بساطه لانهم أتباع محمد وآل محمد . والارض والكون ما خلق الا من أجل محمد وال محمد وشيعتهم فقط.

    • زائر 40 | 8:10 ص

      يا هاني

      شمسوي انت في بعض الناس جايب لهم القهر والغصة تلو الغصة في حلوقهم بالرغم من ان بعضهم يدعون انهم دكتواره ولا ادري من اين حصلوا هذا اللقب ؟ ولكن بسبب توثيقك الرصين لا يعرفون كيف يردون عليك الحجة بالحجة فينهقون ويزعقون ويضعون ما ينبئ عن ما تحمل انفسهم من وضاعة في تعليقاتهم وياليت يأتون هنا كالرجال ويعلقون ولكن يلوذون ببرامج التواصل الاجتماعي وينثرون عفنهم يابن الفردان قلمك الشريف اظهر لنا مستوياتهم . وان وضعوا صفة د. .

    • زائر 39 | 8:03 ص

      بسكم تفرقة وطائفية

      اخي الكريم اين الشيعة في ليبية ومصر..
      لك الله ياوطني.. الله يحفظ هالديرة وهلها جميع سنة وشيعة.

    • زائر 36 | 4:24 ص

      المقارنة

      المقارنة بين الحالة السياسية في البحرين ومصر غير موفقة بل خاطئة بكل مضامينها وضارة على الحراك السياسي في البحرين ومستقبله ووجوده ...مع التحية

    • زائر 35 | 4:11 ص

      راي

      لايمكن للشيعه ان يعيشوا بسلام مع الاخر نري ذلك في اليمن . العراق . لبنان لذلك يجب كسر شوكتهم من البدايه

    • زائر 37 زائر 35 | 6:08 ص

      الى زائر 35

      دع .........
      .. والقافلة تسير

    • زائر 33 | 3:44 ص

      ما في بالكم حلول

      اللي تريدونة هو السيطرة عاى الحكم باي طريقة

    • زائر 32 | 3:43 ص

      دائما

      دائما هادى العلة اموجودينهه كراهية النظام صراحة اكثر الشعب البحرانى يكره النظام لانه النظام كل شى من ظلم فعله فى البحارنة قتل ةتعذيب وهدم مساجد وحرق القران وضرب النساء العفيفات اشلون تبون الشعب احبكم وانتون ظالمينه واتعزون الاجانب عليه المشتكى لله

    • زائر 31 | 3:36 ص

      ليست كسر عظم؟ .

      ما يحاول النظام الوصول اليه قتل المعارضة وليس كسر عظامها ولكنها ستفشل كما فشلت سابقا فالشعب لن يوقف نضاله باعتقال الشيخ علي سلمان مثلما انه لم يوقف نضاله بعد اعتقال الرموز.

    • زائر 30 | 3:25 ص

      الاخ هاني

      اسمح لي باخد عنوان مقالك اشوي.. يا رب اشوف الطغاة واللي موافق على افعال الطغاة واللي ينصر الطغاة كلهم مكسوري العظام

    • زائر 29 | 3:16 ص

      أي توافق تتكلمون عنه

      طالما السياسة متداخلة مع الدين فلاتوافق لأن كل يرى الدين بمنظاره الخاص ....وخذ ما يختلف عن الدين العالم بأسره يوافق على مشروع تتقدم به فلسطين ترفضه أميركا وحدها يعني العالم كله في ال.....

    • زائر 28 | 2:59 ص

      محب الوطن السلطة سمحت للطائفة الشيعية بجمعيات سياسية استرضاء للخارج 1030

      صباح الخير للجميع السلطة سمحت بجمعيات طائفية للشيعة فقام السنة بإنشاء جمعيات طائفية مضادة ويستحيل أن يتوافقا والشعب ضاع في الطوشه وما جنا إلا التفرقة الطاءفية البغيضة وهتزت الثقة بين المواطنين استرضاء السلطة للخارج بجمعيات طائفية ليست في صالح أمن الوطن ولا اللحمة الوطنية والظاهر الظرف الخارجي تبدل والمواجهة ابتدأت مع المعارضة أقوى فلا غير اتحاد المواطنين بجمعيات مدنية يجلب الخير

    • زائر 27 | 2:18 ص

      ملكية دستوريه نص واضح بالميثاق الوطني صوتوا عليه ورفعت الرايات الرسميه احتفاءا به

      الظاهر قد بصق على الميثاق المتشدقون به واضحى التنويه به جريمة مقترفه يعاقب عليه قانونهم فهذه جريمة ابومجتبى واي شيء خلاف ذلك مضحكة ع الذقون فميثاقهم اضحى تحت اقدامهم

    • زائر 26 | 2:07 ص

      مقبلون على مرحلة خطيرة

      المرحلة المقبلة خطيرة وستشهد الكثير من الاحداث والازمات والله يستر

    • زائر 25 | 2:07 ص

      مقال جميل وحقائق رائعة

      تشكر على هذا المقال

    • زائر 23 | 1:45 ص

      مايندرى والله

      موائمه . المرئيآت . التوافق . جميعها مصطلحات تستخدم للتشتيت الداخلي والخارجي !؟
      وبآخر المطاف تعقد المشكله ولم تحلها ، هذا يسمى الهروب العاجز

    • زائر 22 | 1:22 ص

      من تهم الشيخ التحريض على كراهية النظام

      النظام هو اللي يكره نفسه ما يحتاج حد يحرض

    • زائر 34 زائر 22 | 3:49 ص

      بالضبط

      ..................... يا ناس أكبر محرض على كراهية النظام هو النظام نفسه...لأن هذا النظام يدمر البلد بالسياسات الغير معقولة بالتغاضي عن الفساد و سياسة التمييز و التجنيس العشوائيو سرقة الأراضي و السواحل هذا غير خلق حالة من العجز الاقتصادي لدى المواطن الاصلي لكي لا يستطيع لا ان يشتري عقار يؤويه و لاسيارة و لا اي شيء من غير ان يغرق في الديون. ثم يستغربون لماذا غالبية الشعب غير راضون و قانعون.

    • زائر 19 | 12:12 ص

      خديعة التوافق من السلطة هو بقاء الوضع كما هو عليه

      في اعتقادهم بترويجهم "للتوافق" الذي لا يمكن أن يتفق عليه جميع أطياف الشعب سيبقى الوضع كما هو بقاء حكومة التعييين عوضا عن الحكومة المنتخبة و نسوا أن حكومة التعيين لم يتوافق عليها الشعب فهناك البعض المؤيد و لكن هناك المعظم الرافض لها، فالوضع الحالي يحتاج إلى توافق يا من تروجون للتوافق..

    • زائر 18 | 11:59 م

      تسلم

      تسلم يداك على ما كتبت لكن هناك ملاحضة وهي تشبيه جمعية الوفاق بتنظيم الاخوان المسلمين لان الوفاق لم تحكم ولم تدخل في السلطة الا انه الاخوان دخلوا وبقوة في الحكم وحاولوا الاستيلاء على مصر وتحويلها الى مركز لتنظيم الاخوان المسلمين في العالم ....

    • زائر 16 | 11:46 م

      اختكم التي تدعو لكم بالنصر

      الله يكسر عظم من يحاول ان يكسر عظم كل حر وشريف ، ولدتم احراراً وستعيشون احراراً ، والعبيد معروفين وين نلاقيهم، الرجاء من الجميع الدعاء للشيخ علي سلمان بالفرج

    • زائر 11 | 11:36 م

      في الصميم

      مقال رائع

    • زائر 10 | 11:32 م

      خدعة اخر لقاء مع احد الوزراء

      منذ ايام تم لقاء بين رموز المعارضة و بعض الشخصيات ال ش ، مع احد الوزراء عن موضوع الخطر القادم من الدواعش و ، الكل فهم بان القوى الأمنية ستعمل على اعتقال المنتمين لهذا التيار المتشدد ، و لأكن حصل العكس ؛ تَركو اصحاب الأسلحة و احدهم يرفض الحضور للمحكمة (حر" طليق ) و اعتقلو لمن كان يصرح لكل فعالية عن نبذ العنف !

    • زائر 7 | 11:01 م

      ليس مهما أن كسروا عظامنا الشعب البحراني ذاق صنوف العذاب أمس واليوم وغدا

      ومستعد يواصل نضاله وكفاحه بسلمية لنيل حقوقه ولن يعيش حياة العبيد وحياة السيد والمسود

    • زائر 6 | 10:58 م

      زمن العبودية المطلقة ولى وأنتهى

      عجبت لمن يشتري الحر بالمال ، نريد حقوقنا كاملة غير منقوصة ولو كبلنا بالقيود

    • زائر 21 زائر 6 | 1:03 ص

      ولما العجب ؟؟

      هناك أناس يحبون العبودية والذل من أجل الفلوس حتى لو تم الدوس عليهم وعلى رقابهم وهناك أناس عزتهم وكرامتهم فوق كل شيئ والإنسان يولد حراً وهناك من يرضى بالعبودية وهناك من يبقى حراً للأبد ولو عاش فقيراً

    • زائر 5 | 10:57 م

      الأزمة لن تنتهي بعتقال أو سجن ولو اودعوا الشعب بأسره المعتقلات

      المسألة والأزمة السياسبة العميقة تحتاج إلى حل سياسي جاد

    • زائر 4 | 10:43 م

      حوار العبيد ليس له سوقا في البحرين

      نحن شعب البحرين عرف اجدادنا الاسلام فبادروا بالدخول في الاسلام كثاني بلد بعد مدينة الرسول. هذا الشعب الذي بقي محافظا على هوية الاسلام والسلام على مدى قرون يرفض ان يكون شعبا مهمشا في سياسة بلده لذلك يحاولون كسر عظمنا

    • زائر 3 | 10:30 م

      بل قل كسر عظام الشعب البحراني

      نعم هناك تعاون وتكالب على كسر عظام هذا الشعب وتهشيمها لأنه شعب آمن بالله وزاده هدى وقال اريد ان أعيش حرا واشارك في حكم بلدي ويرفض ان لا يعيش العبودية الا لله وحده.
      جميع احرار العالم تقف مع عدالة قضية الشعب البحراني بينما لا يقف مع الانظمة الا من يقف مع الظلم

    • زائر 20 زائر 3 | 12:58 ص

      صح لسانك

      لقد قلت ما في خاطري ولا آضافة عندي

اقرأ ايضاً