العدد 4506 - الأربعاء 07 يناير 2015م الموافق 16 ربيع الاول 1436هـ

رحلة المشتبه به في الهجوم على شارلي إبدو من توصيل البيتزا إلى التشدد

قبل 12 عاما كان أحد الاخوين المشتبه بهما في إطلاق النار بمقر صحيفة شارلي إبدو الأسبوعية الساخرة شابا مثل كثيرين غيره في فرنسا تنحصر اهتماماته في النساء وتدخين المخدرات لا الدفاع عن النبي محمد.

لكن الفرنسي شريف كواشي (32 عاما) تحول من شاب مستهتر إلى أبرز المطلوبين في الفترة منذ عام 2003 عندما كان يوصل طلبات البيتزا ويحلم بأن يكون نجما لموسيقى الراب. وأعلنت الشرطة الفرنسية أمس الأربعاء أنه وشقيقه المشتبه بهما الرئيسيان في الهجوم على مقر الصحيفة الفرنسية الذي أسفر عن مقتل 12 شخصا.

وتلاحق السلطات الفرنسية كواشي وشقيقه الأكبر سنا سعيد (34 عاما) بعد الهجوم الذي قال الرئيس فرانسوا أولوند إنه إرهابي وله طبيعة "وحشية استثنائية" ضد الصحفيين واثنين من رجال الشرطة.

وأصبحت قصة سير كواشي على طريق التشدد مألوفة على نحو متزايد في فرنسا وأنحاء أخرى بالغرب. وكان محامي الشاب الفرنسي قد وصف موكله بالتافه أثناء محاكمة عام 2005 لاتهامه بالضلوع في خلية لإرسال المتطوعين الفرنسيين الشبان للقتال في العراق.

وثارت تساؤلات بالفعل بشأن كيفية تمكن مدان سابق معروف لدى أجهزة المخابرات بميوله المتشددة من تنفيذ مذبحة أمس الأربعاء.

ولد كواشي في شرق باريس لأبوين جزائريين توفيا عندما كان الشقيقان لا يزالا صغيرين وترعرع في دار للأيتام بمدينة رين الغربية.

وحصل كواشي على شهادة في التربية الرياضية وعاد إلى باريس وعمل في توصيل البيتزا للمنازل ليكسب رزقه.

وفي فيلم وثائقي عرضته القناة الفرنسية الثالثة واشتمل على لقطات لمركز اجتماعي في باريس يظهر كواشي وهو يردد أغاني الراب بالانجليزية ويرتدي ثيابا عصرية.

ورغم سجله الإجرامي الذي يشمل بيع المخدرات وسرقات صغيرة يوصف كواشي بأنه شخص اهتمامه بالحسناوات والموسيقى أكبر من اهتمامه بالقرآن. لكن هذا كان قبل أن يلتقي بفريد بنيتو.

وكان بنيتو يكبر كواشي بعام واحد ويتبنى الفكر السلفي كما كان أشبه بمعلم للعديد من الشبان في الحي بدأوا في التردد على مسجد شهير في منطقة بشمال شرق باريس يقطنها الكثير من المهاجرين.

ومع وجود بنيتو إلى جانبه بدأ كواشي في حضور الدروس الدينية ومشاهدة مقاطع الفيديو الجهادية وأطلق لحيته.

وشهد كواشي في محاكمته عام 2008 بأن بنيتو قال له إن الانتحاريين في عداد الشهداء. وقال إنه تأثر كثيرا بإساءة معاملة السجناء في سجن أبو غريب بالعراق على أيدي الجنود الأمريكيين.

وأرسلت الخلية التي كان يتزعمها بنيتو وينتمي إليها كواشي نحو 12 شابا تقل أعمارهم عن 25 عاما إلى العراق. وأعضاء الخلية كانوا يتبنون آراء متطرفة لكنهم لم يتلقوا تدريبا محترفا.

وألقي القبض على كواشي في 25 يناير عام 2005 بينما كان يستعد للسفر إلى سوريا جوا في طريقه إلى العراق في تحرك للشرطة لتفكيك الخلية التي ضمت أيضا بنيتو.

وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في عام 2008 لكنه لم يقض سوى 18 شهرا في اثنين من السجون التي تخضع لأقصى إجراءات مشددة في فرنسا. ويقول محاميه أوليفييه إن تجربة السجن غيرته تماما.

وقال "لم يعد يتحدث كثيرا. لم يعد كما كان."

وألقت الشرطة القبض على كواشي مرة أخرى في عام 2010 بعد أن أمضى عقوبة السجن. واتهم بأنه عضو في جماعة في فرنسا كانت تخطط لهروب إسماعيل علي بلقاسم مدبر هجوم على شبكة المترو في باريس في عام 1995 قتل فيه ثمانية أشخاص وأصيب 120 آخرون.

لكن لم يكن لدى الشرطة أدلة ضده سوى بعض تسجيلات فيديو للمتشددين وخطب لأعضاء في تنظيم القاعدة ضبطت عند تفتيش منزله الى جانب تحريات أظهرت أنه كان يبحث عن مواقع جهادية على الانترنت.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:57 م

      الرصاصي لوني المفضل

      لا يوجد إرهابي بدون قصة مؤلمة، وتجربة قاسية بالنسبة له في سيرته الذاتية ومرت في حياته وتسببت في تشتت ذهنه حيث اصبح سريع التلقي لأية مؤثرات خارجية، لذا يلجأ مثل هؤلاء المنحرفون الى الانتقام من الناس الأسوياء كما يلقون بأنفسهم الى التهلكة والانتحار، ولكن الشي الغريب هو ما يحدث في هذا العالم من تناقضات فكيف تتم محاكمة شخصا ما لسبب كتابة كلمة بالخطأ في حسابه في تويتر ويسجنه ولا تتم ملاحقة ومحاكمة ومعاقبة من يستهزؤون بمعتقدات الملايين من البشر؟ أية حرية هذه التي تتجاوز كل الحدود؟

اقرأ ايضاً