عقد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي ونظيره المصري ابراهيم محلب في مقر مجلس الوزراء المصري اليوم الأحد (11 يناير/ كانون الثاني 2015)، اجتماعا ثنائيا بحثا فيه العلاقات بين البلدين، وسبل الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي في المجالات كافة، حيث أكد الجانبان على ضرورة تنسيق المواقف لمواجهة التحديات التي تواجه البلدين، بعدها عقدت المباحثات الرسمية الموسعة بين الوفدين العراقي والمصري برئاسة العبادي ومحلب وبحضور الوزراء من الوفدين.

وفي مستهل المباحثات شكر حيدر العبادي، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على موقفه الداعم للعراق، مشيرا إلى أن لقاءه مع الرئيس السيسي كان صريحا وواضحا، وان هناك مواقف تجمع الطرفين في جميع المجالات، حيث تمت مناقشة الوضع العربي والأوضاع في المنطقة والتحديات المشتركة، معربا عن شكره لموقف الرئيس المصري الداعم لوحدة العراق وسيادته.

وأشار الى خطورة الفكر الإرهابي في التحريض الإعلامي لان الكلمة اشد من الطلقة، داعيا إلى التأكيد على المشتركات والاعتدال والوسطية.

وأضاف رئيس مجلس الوزراء: لدينا حرص شديد بان نخرج باتفاقات عملية، في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية، ووضع أسس للتعاون الثنائي والعلاقة بين الشعبين الشقيقين.

من جانبه، رحب رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب، بالوفد العراقي ووجه التهنئة للشعب العراقي بإكمال استحقاقاته الدستورية وتشكيل الحكومة العراقية، مؤكدا أن اللقاءات التي جرت اليوم كانت صريحة وبناءة مع وجود رغبة اكيدة ومشتركة من البلدين في زيادة التعاون الى اقصى حدّ.

وقال محلب "اننا ندين كافة اشكال الارهاب، ونملك رؤية واضحة لمواجهته، ولدينا ثوابت في دعم العراق الى اقصى ما يمكن، وندين الارهاب الذي يستهدفه تحت مسمى داعش والمنظمات الارهابية الاخرى"، مشيرا الى ان المباحثات، اكدت على التعاون في مجالات الدفاع، وتدريب القوات الامنية العراقية في مصر، وتبادل المعلومات الاستخبارية، فضلا عن التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والنفطية.

كما شدد رئيس الوزراء المصري على التمسك بالوسطية، وقال ان التواصل بين الازهر الشريف والنجف الاشرف، رسالة مهمة فحواها ان احدا لايستطيع ان يفرّق بيننا، داعيا الى غلق وتسوية القضايا العالقة بين البلدين وتفعيل ومتابعة الاتفاقات وتبادل الزيارات بين المسئولين في البلدين.

وجرى خلال الاجتماع بحث الملفات المشتركة، وتم الاتفاق على متابعتها عبر الزيارات المشتركة، وفي ختام المباحثات عقد رئيسا وزراء البلدين مؤتمرا صحفيا مشتركا اجابا فيه على اسئلة الصحفيين بخصوص المباحثات واهم ما توصل اليها الجانبان.

وأكد العبادي على ان الموقف الموحد للقوات العراقية والشعب العراقي والحشد الشعبي ضد داعش، اوقف زحف هذه العصابات الارهابية وتداعياتها على العراق والمنطقة، ونحن ماضون بتحرير الاراضي العراقية بوحدة شعبنا، مشيرا الى ان العراق بلد الحريات والتعددية الدينية والقومية والمذهبية، ويجب ان نحرص على التعايش السلمي بين ابناء الوطن الواحد.

وبيّن العبادي اهمية التقارب بين الازهر الشريف والحوزة العلمية في النجف الاشرف، مؤكدا ان حكومتي مصر والعراق تمثلان شعبيهما لانهما حكومتان منتخبتان، وتواجهان فكرا متطرفا يهدد وجود الشعبين الشقيقين، ويحاول الايقاع بين الاخوة في الدين الواحد والوطن الواحد، ويعمل على اقصاء الآخر، واننا بتعاوننا سنصنع الحياة.