العدد 4523 - السبت 24 يناير 2015م الموافق 03 ربيع الثاني 1436هـ

«مقدمو الرعاية» متطوعون يمدون أيْديَهم نحو مرضى السرطان لبث الأمل فيهم

ناشدوا «الصحة» السماح لهم بدعم المرضى

«مقدمو الرعاية» لمرضى السرطان متطوعون يحيون الأمل في نفوس المرضى
«مقدمو الرعاية» لمرضى السرطان متطوعون يحيون الأمل في نفوس المرضى

تمسكوا بالأمل لسنوات وهم يدعمون أفراداً مقربين منهم مصابين بمرض السرطان، في حين سادت المجتمع نظرة سوداء اتجاه المرض والمرضى، إلا أن هؤلاء الشباب تمسكوا بخيط الأمل وأعلنوا أن المجتمع البحريني يحتاج إلى التوعية وبث الأمل في نفوس مرضى السرطان والمتعايشين معهم.

مجموعة من الشباب أعمارهم لا تتجاوز 30 عاماً، إلا أن عقولهم وقلوبهم حملت أمالاً كبيرة، فهم مؤسسو جمعية مقدمو الرعاية لمرضى السرطان والتي مازالت تنتظر إشهارها، التقت بهم «الوسط» وسط مطالبهم بوقف النظرة السوداء السائدة في المجتمع اتجاه مرضى السرطان.

وقال رئيس جمعية مقدمو الرعاية، تحت الإشهار، محمد حافظ: «أصيبت والدتي بالمرض، وكنت قد رافقتها للعلاج خارج البحرين، لاحظت هناك وجود اهتمام بمريض السرطان بعكس ما هو موجود في البحرين».

وأضاف قائلاً: «بعد فترة من الزمن قررت تقديم خدمات تطوعية لمرضى السرطان، ومن هناك بدأت فكرة «مقدمو الرعاية»، وقد طرحتها على مجموعة من الشباب الذين تعايشوا مع مرضى مصابين بالمرض، وقد لاقت إعجاباً منهم، أعتقد أن الفكرة جاءت متأخرة وخصوصاً أني خسرت عمتي وجدي بسبب المرض إضافة إلى أن المجتمع بحاجة إلى مثل هذه الرعاية، إلا أني سعيد بهذه الفكرة حتى وإن كانت متأخرة، فهدفي هو دعم ومساندة المرضى وأهاليهم، وخصوصاً أن المريض يستمد قوته من أهله وأقاربه».

وأوضح حافظ أن فكرة «مقدمو الرعاية» هدفها توعية المجتمع، ودعم المرضى والمتعايشين معهم، والتواصل معهم.

وأشار حافظ إلى أن «مقدمو الرعاية» يحاولون توفير قاعدة بيانات بالمستشفيات التي تقدم علاج لمرضى السرطان في جميع دول العالم، لتكون دليل إلى المرضى بالإمكان الرجوع لها.

من جهتها أكدت إحدى مؤسسي الفكرة ديما أحمد أن البحرين تفتقر إلى الدعم والتواصل مع مرضى السرطان، مشيرة إلى أن المتطوعين يقدمون دعماً معنوياً، فمريض السرطان بحاجة إلى هذا النوع من الدعم.

وأوضحت أحمد أنه بالإمكان تقديم هذا الدعم من خلال تنظيم زيارات شهرية لمرضى السرطان، وتنظيم الأنشطة والبرامج للمرضى، مع توفير خط ساخن وتنظيم الحملات والفعاليات الخيرية.

وذكرت أحمد أن الحملات الخاصة بمرضى السرطان في البحرين دائماً ما تركز على نوع واحد من المرض وهو سرطان الثدي، في الوقت الذي هناك العديد من الأنواع التي يجهلها أغلبية المواطنين والمقيمين، مشيرة إلى أن «مقدمو الرعاية» يطمحون إلى تقديم نبذة عن هذه الأنواع، وخصوصاً أن هناك أطباء متخصصين منظمّين إلى «مقدمو الرعاية» هدفهم توعية المجتمع بالمرض.

ولفتت أحمد أن البيئة العلاجية المتوفرة لمريض السرطان محبطة، إذ ما قورنت بالدول الأخرى، مشيرة إلى أن «مقدمو الرعاية» يهدفون إلى خلق هذه البيئة وبشكل تطوعي، على أن تسمح لهم وزارة الصحة بذلك، مبينة أن في العديد من الدول هناك مركز متخصص للأورام السرطانية ويكون هناك إشراف من أطباء بمختلف التخصصات من طب الأورام إلى طب التغذية وذلك للاهتمام بالمريض، في حين أن هناك أيضاً رعاية نفسية للمريض من خلال توفير الأجواء المناسبة له.

واستنكرت أحمد النظرة السائدة في المجتمع والخوف الذي يعاني منه أهل المريض بسبب هذه النظرة، مؤكدة أن بسبب تعايشها مع مرضى مصابين بالمرض، تأكدت بأن نصف العلاج قائم على نفسية المريض ومن حوله.

وأوضحت أحمد أن «مقدمو الرعاية» سيكونون خيط أمل إلى المرضى وأهاليهم من خلال تقديم الدعم النفسي والإرشادات.

أما أمينة البلوشي انضمت لهم بسبب إصابة والدتها بالمرض عندما كانت تبلغ من العمر 14 عام، مشيرة إلى أن فكرة «مقدمو الرعاية» هي تقديم الرعاية في البحرين، بدلاً من اللجوء إلى الخارج.

وأشارت البلوشي إلى أن والدتها غادرت البحرين للعلاج في الخارج للحصول على هذه الرعاية، لذا هي تسعى الآن لتوفير هذه الرعاية للمرضى في البحرين.

من جهته قال أحمد بودنوس: «أصيب اثنان من عائلتي بالمرض، كنت أرى النظرة السائدة في ذلك الوقت، والتي لم تكن مختلطة بالأمل، لذا بدأت أبحث عن الأمل فمرض السرطان غير قاتل وبالإمكان الشفاء منه، لذا مددت يدي نحو المرضى وأهاليهم».

أما عبد الواحد عارف فقد أصيبت والدته مؤخراً بالمرض، مشيراً إلى أنه انظم إلى «مقدمو الرعاية» لإيصال رسالة للجميع أن المريض له الحق في الحصول على علاجه في بلده في بيئة مناسبة يحصل من خلالها على الدعم المعنوي بدلاً من السفر إلى الخارج.

وطالب الشباب المؤسسون بالإسراع في إشهار جمعيتهم، مؤكدين أنهم مواصلون في عملهم، إذ إنهم أقاموا الملتقى الأول لهم في ديسمبر/ كانون الأول 2014 بحضور 67 شخصاً.

كما ناشد المؤسسون وزارة الصحة بالسماح لهم بالحصول على قاعدة بيانات المرضى وذلك بعد الحصول على إذن المريض أولاً، على أن يسمح لهم بلقاء المرضى المتحاجين إلى الدعم حتى وإن كان وقت تواجدهم في المستشفى أثناء تلقيهم العلاج، مؤكدين أن ما يفعلونه هو عمل تطوعي لتوعية المجتمع والتواصل مع المرضى وبث الأمل فيهم.

ومن المشار إليه أن «مقدمو الرعاية» شكلت من أجل تحقيق رؤية «خلق مجتمع لا يهاب مرض السرطان»، إذ يهدف الأعضاء إلى تخفيف آثار مرض السرطان في المجتمع البحريني من خلال الدعم والتوعية والتواصل.

ويهدف «مقدمو الرعاية» إلى زيارة مرضى السرطان في المستشفى، وتنظيم الأنشطة والأعمال الخيرية والندوات التوعوية بمرض السرطان، وذلك عن طريق آليات بسيطة لتمكين مرضى السرطان وأهاليهم لتحقيق الاستفادة القصوى من الخدمات، وذلك عبر تخصيص خط ساخن من أجل الحصول على المعلومات التي تهم مرضى السرطان، كالمستشفيات العلاجية المتخصصة وهواتف الاتصال والبريد الإلكتروني لها، هذا إلى جانب تبني إرسال التقارير الطبية للمستشفيات المتخصصة للبحث عن العلاجات المتوفرة، وذلك بهدف زيادة الوعي العام لدى المواطنين والمقيمين في المجتمع، إلى جانب توفير المعلومات كافة المتعلقة بأنواع مرض السرطان الشائعة من أجل الوقاية ومعرفة الأعراض في حالة الإصابة والفحوصات اللازمة للتشخيص السريع.

العدد 4523 - السبت 24 يناير 2015م الموافق 03 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:30 ص

      خوش شباب

      يعطيكم العافية شباب...خطوة ممتازة ....خاصة ان الواحد من يمرض بهالمرض يقعد يعد وينتظر اجله بدل ما اعيش حياته...والاعمار بيد الله

اقرأ ايضاً