العدد 4528 - الخميس 29 يناير 2015م الموافق 08 ربيع الثاني 1436هـ

أحدث طرق استخدام الأسمدة في الزراعة بإثيوبيا

إن أحد الأسباب التي تجعل المزارعين في إفريقيا في معظم الأحوال ينتجون محاصيل أقل كثيراً من نظرائهم في أجزاء أخرى من العالم هو محدودية حصولهم على المعرفة التقنية والنصائح العملية التي يمكن أن ترفع إنتاجيتهم بشكل ملحوظ، ولكن فجوة المعلومات هذه بدأت تضيق مع انتشار شبكات الاتصالات في القارة على نحو متزايد.

وفي حين أن عوامل أخرى ساعدت على إبقاء معدل الإنتاجية في إفريقيا دون تغيير إلى حد كبير منذ ستينيات القرن الماضي، مثل ضعف البنية التحتية وانخفاض فرص الحصول على ائتمان أو الوصول إلى الأسواق، أصبح من المسلَّم به الآن على نحو متزايد أن المعلومات التفصيلية التي يتم تسليمها على وجه السرعة تعتبر جزءاً أساسياً من دفع الإنتاج الزراعي إلى مستويات أقرب إلى الإمكانات القصوى.

وفي إثيوبيا، التي تملك بالفعل واحداً من أكثر الأنظمة شمولاً في العالم لتثقيف الـ85 في المئة من السكان الذين يكسبون رزقهم من العمل بالزراعة، أدى هذا الاعتراف إلى تطوير مركز موارد متعدد اللغات يعتمد على استخدام الهاتف المحمول.

وقد حقق الخط الساخن، الذي تديره وزارة الزراعة والمعهد الإثيوبي للبحوث الزراعية وشركة الاتصالات الإثيوبية، الذي أنشأته الوكالة الإثيوبية للتحول الزراعي (ATA)، نجاحاً كبيراً. فمنذ إطلاقه في شهر يوليو/ تموز الماضي، وعلى رغم أنه لايزال في مرحلته التجريبية، قام أكثر من ثلاثة ملايين مزارع في مناطق أمهرة وأوروميا وتيغري ومنطقة الأمم والقوميات والشعوب الجنوبية (SNNPR) بالاتصال برقم 8028 من هواتفهم المحمولة للوصول إلى النظام الذي يستخدم الاستجابة الصوتية التفاعلية (IVR) وتكنولوجيا الرسائل النصية القصيرة على حد سواء.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال رئيس مشروع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الوكالة الإثيوبية للتحول الزراعي إلياس نوري: «نستقبل في هذا النظام في المتوسط ما يقرب من 226 اتصالاً جديداً و1,375 إعادة اتصال في الساعة الواحدة». وعندما يتضاعف عدد الخطوط، الذي يبلغ 90 خطاً في الوقت الحالي، «ستزداد هذه الأرقام زيادة كبيرة».

وأضاف أن أكثر من 70 في المئة من مستخدمي هذه الخدمة من المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة.

معلومات دقيقة

وأفاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن إثيوبيا لديها أكبر نظام إرشاد زراعي في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وثالث أكبر نظام في العالم بعد الصين والهند. وقد أدى هذا النظام إلى إنشاء نحو 10,000 مركز تدريب للمزارعين، وتدريب 63,000 عامل إرشاد ميداني على الأقل، يُعرفون أيضاً باسم وكلاء التنمية. كما يعد من السهل تبادل المعلومات بين الباحثين والعاملين في مجال الإرشاد والمزارعين.

مع ذلك، فإن الاعتماد على وكلاء التنمية يعني أن المعلومات الزراعية في بعض الأحيان تصل إلى المزارعين في وقت متأخر جداً أو تكون مشوهة.

عوامل الدفع والجذب

ووفقاً للرئيس التنفيذي للوكالة الإثيوبية للتحول الزراعي خالد بومبا، قد أثبت الخط الساخن للزراعة شعبيته بسبب عوامل «الدفع» و «الجذب» الخاصة به.

يشار إلى أنه يمكن للمزارعين استخراج نصائح عملية، وارسال محتوى مخصص، على سبيل المثال أثناء تفشي الآفات والأمراض، إلى مختلف المتصلين على أساس المحصول أو البيانات الجغرافية أو الديمغرافية التي تم تسجيلها عند تسجيل المزارعين لبياناتهم لأول مرة على هذا النظام.

وفي الآونة الأخيرة، أرسل النظام تحذيراً إلى المزارعين المسجلين بشأن التهديد الذي يشكله صدأ ساق القمح.

وقال إلياس من الوكالة الإثيوبية للتحول الزراعي أن «هذه التنبيهات والإشعارات لم تكن متوافرة لصغار المزارعين في الماضي، ويمكن أن تفيد الكثير من مستخدمي النظام عن طريق الحصول على تحذيرات لحظية».

من جهته، أكد وزير الزراعة في إثيوبيا تيفيرا ديربيو: أن «على الوكالة الإثيوبية للتحول الزراعي أن تعزز محتوى النظام لتلبية المزيد من الاحتياجات».

وأضاف قائلاً: «يقدم نظام الاستجابة الصوتية التفاعلية للمستخدمين معلومات ذات صلة بالحبوب الرئيسية والمحاصيل ذات القيمة العالية، ولكنني أتوقع أن تتاح الفرصة في المستقبل القريب لتوسيع نطاق الخدمة لكي تشمل محتويات ذات صلة بجميع السلع الزراعية الرئيسية في البلاد، بما في ذلك الماشية».

ويركز الخط الساخن حالياً على محاصيل الحبوب، مثل الشعير والذرة والتيف والذرة الرفيعة والقمح، ولكن هناك خططاً قيد التنفيذ لتقديم المشورة الزراعية بشأن المحاصيل الأخرى، مثل السمسم والحمص والفاصوليا والفول والقطن، وفي الوقت نفسه، إدراج تعليقات المزارعين بشأن الاحتياجات.

ويرى أييلي وركو، وهو مزارع يزرع التيف في بلدة غوراج في منطقة الأمم والقوميات والشعوب الجنوبية في إثيوبيا، أن فوائد النظام تفوق الإحباط الناتج عن ضعف شبكة الهاتف المحمول. وأضاف أن «طريقة الزراعة، لاسيما بالنسبة لزراعة التيف في صفوف، هي نوع جديد بالنسبة لي، على رغم أنني سمعت عن مميزاتها منذ فترة».

وقد أدى هذا الانفصال عن التقاليد في طريقة زراعة التيف إلى زيادة المحصول بنسبة تصل إلى 75 في المئة.

وقال خبير الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية سيوم أياليو، الذي يعمل في جامعة أديس أبابا: «يمكن للخدمة الجديدة أن تبني التآزر مع النهج السابقة لنظام الإرشاد العام، الذي يستند إلى حد كبير إلى نهج الاتصالات التدريجية».

وأشار أياليو إلى أن نظام الإرشاد التقليدي «حيث تمر المعلومات من خلال قنوات مختلفة قبل الوصول إلى المزارعين، تتعرض للتشويه من خلال أخطاء التصفية والترجمة».

العدد 4528 - الخميس 29 يناير 2015م الموافق 08 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً