نظم المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية IISS – فرع الشرق الأوسط – الذي يتخذ من مملكة البحرين مقرا له مساء اليوم الأحد (1 فبراير / شباط 2015) ندوة بعنوان "العوامل الجيوسياسية والجيو-إقتصادية للمنظمات الإجرامية العابرة للحدود"، وهي اول فعالية ضمن سلسلة جديدة ينظمها المعهد تحت عنوان الرؤى العالمية لعام 2015 ، وتعتبر هذه إحدى ندوات التي ينظمها المعهد بصورة دورية.
وأدار الندوة المدير التنفيذي الجديد لفرع المعهد في الشرق الأوسط السير جون جينكنز وتحدث فيها كل من عميد متقاعد وباحث أول في مجال الحروب البرية وزميل المعهد الدولي للدراسات للاستراتيجية بنجامين بري ، ومدير برنامج التهديدات العابرة للحدود والمخاطر السياسية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، نايجل إنكستر ، الى جانب زميلة المعهد المتخصصة في أبحاث الأمن والتنمية فيرجينيا كوموللي.
وألقى السير جينكنز كلمه ترحيبية، ونوه بأن هذه الندوة جديدة من نوعها وتأتي ضمن سلسلة من المحاضرات السياسات الاقتصادية والهدف منها كيفية التعامل مع قضايا الساعة الحرجة والتي تستدعي التحرك الفوري من قبل الحكومات وأن وجود هذه النخبة من المتحدثين لمناقشة تلك المحاور يعتبر مجهوداً مشتركاً يصب لصالح البرامج الاقتصادية والسياسية للحكومات، مشيداً بدور البحرين في هذا المجال وبالدور الكبير الذي تبذله من خلال هذا المعهد في استضافة تلك الفعاليات وأيضاً في استضافه حوار المنامة سنويا.
وتناولت الندوة عدة محاور تتعلق بحركة وازدهار الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، كما تشمل هذه المحاور التكنولوجيا، وحركة البضائع والبشر، وعوامل إضعاف الدول، والأزمات الإقليمية الشديدة، ضمن جملة العوامل التي ساهمت في تنامي شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود على الصعيد الدولي.
وسلطت الندوة الضوء على الفرص الجديدة التي حصلت عليها الشبكات الإجرامية الدولية بفعل الظروف المواتية، وموارد الدخل التي اكتسبتها، وشركائها الجدد في تحصيل المنفعة، كما ناقشت خطورة التحديات التي تمثلها الجريمة المنظمة العابرة للحدود على منطقتيّ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإقليميّ الصحراء الكبرى وشرق أفريقيا، وهي المناطق التي عانت من ضعف أو انهيار بنية بعض الدول فيها، وعانت شعوبها من الحروب والصراعات الأهلية.
وتطرق مدير برنامج التهديدات العابرة للحدود البرية والمخاطر السياسية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية نايجل إنكستر الى تطور الحكومات وخاصة حكومات العالم الثالث والتي تقع أكثرها في الدول الاسلامية، في التعامل مع هذه التهديدات بصورة أفضل عن عام 2014 بعد اتخاذ التدابير اللازمة لمحاربة الإرهاب وخاصة بعد تمكن الفئات الإرهابية وتطورها من خلال استخدام عالم التكنولوجيا في تنفيذ جرائمها الإرهابية.
وأضاف نايجل أن ضرر الإرهاب اليوم لا يقتصر على الخسائر المادية بل تعدى ذلك ليشمل أفكار الشعوب والتأثير على الأفراد وحتى الحكومات من حيث الفاعلية والإنتاج، مشيرا الى ان ما يجعل الفكر الإرهابي أكثر خطورة هو ان الإرهابيين اخذوا يعززون أفكارهم الهدامة بوسائل التكنولوجيا، مضيفا ان بعض الحكومات نجحت في أخذ التدابير اللازمة في محاربة هذا الفكر الإرهابي وهي خطوة مهمة جدا في القضاء على الإرهاب.
بعدها تحدثت الباحثة فيرجينيا كومللي زميلة المعهد المتخصصة في أبحاث الأمن والتنمية عن خطورة الجرائم المنظمة والعمليات الإرهابية على تنمية الدول، مشيدة ببعض القوانين التي وضعتها عدد من الدول للحد من هذه العمليات مضيفة ان الإرهابيين اليوم أخذوا يلعبون دورا ماديا في المناطق التي يسيطرون عليها كما هو الوضع مع "داعش" في العراق.
وشددت الباحثة فيرجينيا على ان الإرهاب ومحاربته اصبح أكثر صعوبة فقد استطاعت بعض الجماعات الإرهابية من تكوين شبكات ارهابية متشعبة وتتعامل بطريقة جماعية في أكثر من دولة مما يجعل الامر صعبا على الجهات الأمنية من ملاحقتها في ضوء استخدامها لوسائل الاتصالات الحديثة وكذلك وسائل الاعلام الاجتماعي حتى أصبح الإرهاب غامضا يصعب تحديد هويته وإيجاد الحلول للقضاء عليه.
أما بنجامين بري فتحدث عن الحركات الإرهابية التي تتخذ من التكنولوجيا وسيلة لها لبلوغ غايتها الإرهابية متخذاّ على سبيل المثال تنظيم "داعش" حيث تطرق الى الدعم المادي الذي تحصل عليه تلك الجماعات فيما يخص بالتبرعات وسلسلة الجرائم التي ترتكبها سواء التهريب او الخطف ومواصلتها في البحث عن وسائل ومصادر اقتصادية متنوعة اخرى لارتكاب جرائمها.