العدد 4531 - الأحد 01 فبراير 2015م الموافق 11 ربيع الثاني 1436هـ

رصاصة لصين مسلحين تردي طالباً سعودياً في أميركا

قالت صحيفة الحياة اليوم الإثنين (2 فبراير/ شباط 2015) إن الكثير ظن بعد كشف ملابسات مقتل المبتعث السعودي عبدالله القاضي، أن ملف استهداف الطلبة السعوديين أغلق. إلا أن ذلك تبدد، بعد مهاجمة عصابة للطالب منصور اليامي في أميركا قبل أيام، وإبقاءه تحت تهديد السلاح مدّة من الوقت، شريطة أن يسلّمهم ما لديه من مبالغ ماليّة، وأشياء ثمينة، حتى باءت محاولة إقناعه لهم بالفشل، وانتهى به الأمر مضرجاً بالدماء بطلق ناري، ولاذوا بالفرار.

واستيقظ اليامي، الذي لم يكمل في ولاية كاليفورنيا العام ونصف العام، على السرير الأبيض في مستشفى جامعة UCI في ارفين، بعد أن عولج من إصابته، حتى تحسنت حاله. إلا أن المستشفى طالب بنقله إلى مركز تأهيلي متقدم في ولاية كلورادو، لمتابعة خطواته العلاجية، واستعادة عافيته على أكمل وجه، ووافق المركز على استقباله وعلاجه، إلا أن كلفة الإخلاء الطبي وقفت عائقاً يحول دون نقله، حتى وافته المنيّة.

وروى فيصل الحربي، وهو من آخر الذين تحدّثوا مع اليامي، عبر اتصال هاتفي، أن «المال كان الدافع وراء الجريمة، إذ كان منصور في طريقه لزيارة أصدقائه في إحدى المدن القريبة، وهي سانتا انا، وتم إيقافه تحت تهديد السلاح من جانب شخصين، وطالباه بتسليم أمواله، وما لديه من أغراض ثمينة».

وقال الحربي لـ «الحياة»: «إن منصور اليامي يسكن محافظة الأحساء، ولم يتجاوز الـ22 عاماً، وهو في مرحلة دراسة اللغة الإنكليزية». فيما يدرس الحربي في ولاية يوتا. ولفت إلى أنه هاتف زميله اليامي قبل يومين من الواقعة، كي يطمئن على صحته، وتخلل ذلك أحاديث جانبيه كالعادة. وذكر أنه قام بعد مقتل اليامي بالتواصل مع أحد أخوال القتيل، الذي «فوجئ وقطع الاتصال من هول الصدمة».

وذكر مجموعة من زملاء القتيل في حساباتهم الشخصيّة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن «المستشفى اضطرّ إلى تحويل اليامي إلى أحد المراكز التأهيلية في مدينة سان ديماس، ليستكمل العلاج، إلا أن عدم توافر مبلغ 20 ألف دولار حال دون نقله، فيما ساءت حاله من جديد، ووافته المنيّة صباح أول من أمس السبت.

وأضافوا أن اليامي «أخبر اللصين أنه لا يملك مالاً، وأعطاهما عوضاً عن المال هاتفه الموبايل وبعض ممتلكاته، ولكنهما لم يقتنعا، وأصرا علي الحصول على المال. فحاول منصور المغادرة بسيارته، إلا أن أحدهما أطلق عليه النار، فاخترقت الرصاصة أحشاءه، ومزقت جزءاً من كبده ورئته، قبل أن تستقر شظاياها في عموده الفقري. فيما تقوم الأجهزة الأمنية بالبحث عن المتسببين في الواقعة، مرجحين أنهما من أصول مكسيكية، وسيتم التوصّل إليهما.

وبصوتٍ حزين، مِلؤُه التعب. طالب صمعان عويضة آل حزوبر اليامي، بالتحقيق في ملابسات قضيّة مقتل ابنه منصور على يد عصابة مسلّحة، بعد أن طالبته بتسليم ما لديه من مبالغ ماليّة، قبل أن تطلق عليه رصاصة لفظ أنفاسه بسببها. وقال لـ «الحياة»: «لم تبلغني السفارة السعودية في واشنطن، أو أي مسؤول آخر بمقتل ابني منصور، بل أبلغني ابني الآخر عويضة، وأبناء عمومة القتيل». وأردف: «أنا من يقوم بالاتصال، والمتابعة لحالة ابني بعد إصابته، وغالباً لا أجد رداً».

ولفت صمعان إلى أن ابنه المتوفى منصور «بقي في المستشفى لمدة 12 يوماً، حتى وافته المنيّة»، موضحاً أن نبأ وفاة ابنه ورده أمس من أخيه الذي يدرس معه، مشيراً إلى أن جثمانه سيصل يوم الاثنين، وسيتم دفنه في مسقط رأسه في محافظة الأحساء. وأكد أن عويضة، وهو أخو المتوفى منصور، برفقة أبناء عمومته، هم من يشرفون على إنهاء إجراءات ابنه، حتى يصل ليوارى جثمانه.

وأوضح أن المعتدين على ابنه «اثنان من الجنسية المكسيكية، وتم أخذ مواصفاتهما، وتسليمها إلى الأجهزة الأمنية، لافتاً إلى أنهما يستقلون مركبة من نوع «كامري» خضراء اللون، مطالباً بالقبض عليهما، بحسب ما هو معروف من الصرامة الأمنية لدى الشرطة الأميركية. وذكر أن ابنه المقتول منصور يبلغ من العمر 22 عاماً، ولم يكمل عامه الثاني دراسياً في أميركا.وأكد أنه وأخاه وأبناء عمومته «مشهودُ لهم بالأخلاق والانضباطيّة بين زملائهم كافة».

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:29 ص

      الله يرحمه

      الله يرحمه برحمته الواسعة ويلهم أهله و ذويه الصبر والسلوان

اقرأ ايضاً