العدد 4537 - السبت 07 فبراير 2015م الموافق 17 ربيع الثاني 1436هـ

دخول مرحلة «الأسلاك الشائكة»!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حين يدخل السائح بلداً ويلاحظ من الوهلة الأولى انتشار نقاط تفتيش وأسلاك شائكة على مداخل المدن والقرى، فسيتبادر إلى ذهنه وجود أزمة سياسية أو أمنية كبيرة، من الصعب أن تخفيها صور الإعلانات التجارية.

وحين يتم اللجوء إلى استخدامٍ كثيفٍ للغازات المسيلة للدموع، بمعدل يفوق المعدلات العالمية بكثير، فذلك مؤشر آخر، خصوصاً حين تشاهد شوارع بعض المناطق السكنية مزروعةً بالخراطيش وبقايا العبوات من أحجام وأشكال مختلفة.

فجر الخميس الماضي، وبينما كنت أنتظر مسافراً في المطار، دنا أحد سكّان قرية «الدَيْه»، (كيلومتران غرب العاصمة المنامة)، مطالباً أن نغطّي مشكلة الأسلاك الشائكة والحواجز الأسمنتية الجديدة التي وضعت عند مدخل القرية، والتي ستزيد تعقيد حياة الناس والإضرار بمصالحهم وإعاقة حركتهم عند الدخول والخروج، خصوصاً أنها وُضعت عند مدخل رئيسي، يحرمهم حتى من دخول المسجد، ويفصل بين بعض منازل القرية المتلاصقة.

لم تمض ساعات حتى كان الخبر قد شاع، وأخذت تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر بعض المغرّدين صوراً لتلك الأسلاك والحواجز الأسمنتية، مع تعليقات كثيرة يمكن تلخيصها بعبارة «هذه ليست فلسطين، هذه هي البحرين»، وكانت الصور متشابهة إلى حد كبير، وتبين أن الأسلاك والحواجز لم تقتصر على الدَيْه، وإنّما شملت أيضاً مداخل منطقتنا (البلاد القديم).

مساء الخميس، كنت أمازح أحد الزملاء من جزيرة سترة: أنتم أيضاً وضعوا لكم أسلاكاً شائكة؟ فقال بجد وهو منهمكٌ في عمله: الأسلاك الشائكة والحواجز موجودة عندنا منذ 2011.

صباح الجمعة، كان موضوع الأسلاك الشائكة والحواجز الأسمنتية موضوع حديث الأهالي في المساجد والبرادات والخبّاز والبقالات، فهذه الإجراءات أخذت تتوسع وتتوسع معها معاناة الناس ويتزايد ما يتعرضون له من مضايقات مسكوت عنها.

في تغطيتها في عدد الجمعة تحت عنوان «الأمن يغلق منافذ في منطقتي الديه والبلاد القديم»، نقلت «الوسط» صورةً تكفي عن الكثير من الكلام، حيث يبدو صبيٌّ على دراجة صغيرة يقف حائراً من وراء الأسلاك الشائكة، فيما بدت المنازل الشعبية في خلفية الصورة. حالة الحصار لا يعيشها الأطفال على دراجاتهم وحدهم، وإنّما تمتد إلى حركة الناس والسيارات، وتعرقل وصولهم إلى أعمالهم وتنقلاتهم، كما تؤثر على وصول الطلاب والطالبات إلى مدارسهم.

في متن الخبر، ذُكر أن «الداخلية قامت منذ فترة طويلة بإغلاق منافذ بعض القرى والمناطق بالأسلاك الشائكة والحواجز الأمنية للحد من استمرار الأعمال الاحتجاجية التي تشهدها باستمرار». وهي حالةٌ سبق أن احتج عليها الأهالي قبل عام، وكتبت عنها الصحافة، ونشرت صور معاناة الطلبة والطالبات الصغار وهم يجتازون الحواجز الأسمنتية، لكن لا يبدو أن الجهات الأمنية تكترث لكل ما يصدر عن الأهالي من شكاوى واحتجاجات.

وما يؤكد ذلك تصريح الأهالي بأن عملية وضع الحواجز الجديدة لاقت احتجاجاً منهم، إلا أن الضابط قام بإبلاغهم أن أمر وضع الحواجز وإغلاق المنافذ ليس من عنده ولا يمكنه التراجع عن تنفيذ تلك الأوامر». وطالبوا وزارة الداخلية بتفهم احتياجات الأهالي وحل المشكلة ورفع هذه المعاناة.

كنا نتحدث في السنوات الأربع الماضية، بأن الأزمة السياسية ولّدت أزمةً حقوقيةً عميقة، بسبب ما رافقها من انتهاكات وتجاوزات لحقوق الإنسان. وما يجري من استمرار للاحتقان والتصعيد الأمني، يوحي بأن الأزمة لا تتجه إلى الحلحلة والتبريد، وإنما تسير باتجاه مزيدٍ من التعقيد، مع دخولنا مرحلة «الأسلاك الشائكة».

انظروا في كل بلاد الدنيا، إقامة الجدران العازلة ونشر الأسلاك الشائكة في أي بلد، لا تزيد البشر إلا معاناةً، والأزمات السياسية إلا تعقيداً. فمتى نوفّر على المواطنين كل هذا العناء؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4537 - السبت 07 فبراير 2015م الموافق 17 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 12:30 م

      شيم العرب

      تعودت القري الشيعيه سيدنا على هالحواجز الاسمنتيه والغازات الخانقه . حتي الحيوانات اجلك الله سيدنا ماهي مرتاحه من هالغازات

    • زائر 32 | 9:32 ص

      من فعايلهم

      سترون ما هو اكثر .. الارهاب لابد من التعامل معه بكل قسوة ،، وعلى فكرة يجب ان يطال المحرضين اولا وهذا ما ستراه قريبا باذنه تعالى اللهم احفظ البحرين

    • زائر 31 | 9:08 ص

      الى رقم 19

      يا حضرت الزائر رقم 19 يا محترم الحل واضح ومعروف. اعطوا الناس حقوقهم وخلوهم يعيشون بكرامة مثل بقية شعوب الخليج مو تعاملونهم كاجانب وتجيبون الاجانب على راسهم.و تشغلونهم وتعطونهم بيوت اسكان ووظايف. فهمت يا محترم؟

    • زائر 28 | 5:16 ص

      رد على الدوسرى

      اليمن الحبيبه ما سفطت بل انتصرت على الظلم وستحقق امانيها لشعبها السنه والشيعة انتم لاتريدون الحق دائما تريدون الباطل هنيئا لكم ياشعب اليمن بقيادة الحوثيين الابطال رجال الله الذين يخافون على بلدهم من الشيطان امريكا عدوة الشعووب هنيئا لك يا يمن والله دائما مع الصابرين اصبروا ياشعب البحرين على هادى المحنه الله راح ينصركم ولايهمكم كلام .......

    • زائر 37 زائر 28 | 1:11 م

      زائر 28

      لو كان حوثى من غير مذهبك هل كنت تدافع عنه بهذا الحماس

    • زائر 27 | 5:08 ص

      انتم يامسؤلون

      تقولون فى جرايدكم لاتوجد ثورة ولا اضطرابات والبلد ابخير اذا لماذا هادى الحواجز تريدوون تقولون الى العالم البحرين بخير وافعالكم فاضحتنكم والفيديوات اليوميه لقمعكم القرى والمدن والتضييق على المواطنين الاصليين واسعاد ..........

    • زائر 26 | 4:16 ص

      الى رقم 19

      يعني اللي يطالب بحقه خائن وغوغائي؟ معروفة

    • زائر 24 | 3:39 ص

      مقيولة يا رقم 19

      اللي يطالب بحقه يصير غوغائي . واللي يريد يعيش بركامة وحريبة يصير خائن. هذه هي مقاييسكم المقلوبة. بس... ما نقول إلا لعنة على هالزمن.

    • زائر 30 زائر 24 | 6:09 ص

      بدعاوي محب للبحرين

      لو سمحت لا تلعن الزمن فإن لعنك للزمن كأنك.... استغفر الله اوادم تكتب ولا تعرف معنى ما تكتب . ...

    • زائر 23 | 1:52 ص

      ابراهيم الدوسري

      فتش يا سيد عن السبب لكن انت تعرف ان املك سقوط الحكم العربي كما سقطت اليمن بفعل المساعدة الايرانية

    • زائر 21 | 1:06 ص

      استشارة تيموني وييتس هذه ثمارها واكثر

      هذا الاثنان على رأس وزارة الداخلية سيمارسان كل ما مارسوه في بلدان اخرى هدفا الى تركيع اهلها

    • زائر 29 زائر 21 | 5:22 ص

      أنهاء خدمات

      أنزين هذان المستشاران لم ينهوا المشكلة لماذا لاينهون عملهم مثل ما أقالوا مدرب المنتخب عدنان أبراهيم

    • زائر 19 | 12:54 ص

      اجراءات لازمة

      اذا عندك حل حق الغوغائين والفوضوين علشان ما يطلعون الشارع يا كاتب يا محترم خبرنا. بدل ما تتكلم عن هذه الامور تكلم عن السبب. ويش يسوون لكم يعني

    • زائر 25 زائر 19 | 4:15 ص

      الحل حده سهل

      الحل سياسي وليس أمني...

    • زائر 33 زائر 19 | 9:34 ص

      من فعايلهم .. بعطين لماذا تدافع عنهم

      سترون ما هو اكثر .. الارهاب لابد من التعامل معه بكل قسوة ،، وعلى فكرة يجب ان يطال المحرضين اولا وهذا ما ستراه قريبا باذنه تعالى اللهم احفظ البحرين بعدين الكاتب المحترم متي سيتحفنا بعمود عن هؤلاء الارهابين والحراق.. عساهم يحترقون في نار جهنم باذن تعالى

    • زائر 35 زائر 19 | 12:50 م

      الى 33

      هذه عقلية داعش وليست عقل انسان سوي.

    • زائر 18 | 12:42 ص

      البرهامة وما ادراك

      قرية البرهامة التي يخشى الإعلام ذكر معاناتها بسبب قربها من موقع دوار اللؤلؤة والتي عانت من غلق الطرقات وبالأسلاك الشائكة والحواجز الخرسانية رغم ان الأسلاك تحيطها من كل جانب وكأنها بؤرة منبودة حاشى لله... نعم يجب تكثيف الأخبار بخصوص هذا العمل المستنكر الذي يشوه صورة البحرين أمام الزوار

    • زائر 17 | 12:41 ص

      لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم و الشكوى لله وحده .

      هذا نتيجة تبادل الخبرات .... انه ...

    • زائر 15 | 12:19 ص

      جميلة

      هذه إعاقة لحركة المرور الطبيعية وتعتبر مخالفة لقانون المرور يعاقب عليها بالحبس والغرامة. عدل لولا؟

    • زائر 14 | 11:38 م

      هههههههه

      وحين شبه احدهم البحرين بإسرائيل زعلوا
      انا ما ادري ليش الزعل ؟!!!!

    • زائر 12 | 11:07 م

      مجرد أسئلة

      كم عدد الكتل الإسمتية المنتشرة في مدن وقرى البحرين وكم تكلفتها وهلهي ملك خاص أم مستأجرة ولمن تتبع وكم تكلفت وضعها وتحريكهامن مكان لآخر وما هو مردودها الأمني وما مضارها بيئيا واجتماعيا وووووووووووو

    • زائر 9 | 11:02 م

      ثم ماذا

      يذكرني الحدث بقصة الأب مع أطفاله الذين لا يستجيبون لأوامره فقام بتقييدهم بالسلاسل ومع إصرارهم على العناد أغلق عليهم باب الغرفة ثم أوصد نوافذها ومع إصرارهم تركهم يموتون جوعا وعطشا وبعد أيام رجع إليهم جثثا هامده فهام على وجهه يندب حظه فخسر الأولاد ثم مات حسرة

    • زائر 3 | 10:16 م

      جدار الفصل العنصري في عالي أيضا مشكلة

      إن كنت من سكنة عالي أو زوارها وتريد الذهاب إلى مدينة حمد أو المستشفى العسكري فعليك أن تزور الرفاع أولا أو تزور بوري لأن الشارع المؤدي من قرية عالي إلى مدينة حمد مغلق من عام 2011 ولم يفتح للآن . وقد ناشدنا الداخلية والنواب الأشاوس القدامى والجدد بضرورة فتح الشارع ولكن لا حياة لمن تنادي . تصور مشوار لا يستغرق خمس دقائق الآن تقضيه في 45 دقيقة أو أكثر والسبب غير معروف . كل الشوارع الرئيسية فتحت إلا هذا الشارع مغلق بجدار اسمنتي الذي اطلق عليه الناس جدار الفصل العنصري.

    • زائر 1 | 9:58 م

      انظر لتلك الدولة سترى هذا الفعل الموجود هنا موجود هناك

      في تلك الدولة كل شيء مقسم البيت القرية الشارع وحتى تعامل رحال الأمن يطبق هنا مما اسم تلك الدولة أتركك مع العصف الذهني لمعرفة الجواب والسلام ختام

اقرأ ايضاً