العدد 4548 - الأربعاء 18 فبراير 2015م الموافق 28 ربيع الثاني 1436هـ

مع «الطوفة»!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

عادةً ما نسمع مقولة في أوساطنا، بأنّ هذا الشخص يمشي مع «الطوفة»، وتدل هذه المقولة على أنّ الشخص المعني شخص هادئ بعيد عن النّاس وعن مشكلاتهم، ويجانب الحائط دائماً، ولا أحد يعرف عنه شيئاً، وعادة ما يكون لديه صمت اختياري، وأسرار جمّة، حتى إذا خرج من البيت يتستّر، لكي لا يعلم أحد بخروجه ودخوله!

ولا نعلم إن كانت مجاورة «الطوفة» أمر صحيح، ولكن صاحب هذه الشخصية يعتقد بأنّ هذه المجاورة والصداقة «للطوفة» هي وقاية لكثير من المشكلات، من بينها مشكلات اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية، وتجعل صاحبها مرتاحاً من الأزمات!

هل الراحة الحقيقية هي البعد عن النّاس ومجاورة «الطوفة»؟ فلقد خُلقنا شعوباً وقبائل لنتعارف، والدنيا مليئة بالأحداث، وما هذه الشخصيات التي لا تتدخّل في أي حدث، وليس لها رأي في أي موضوع، ما هي إلاّ شخصيات سلبية تعيش على قرارات الآخرين، حتى لا تتضرّر مشاعرهم. وقد اُبتلينا بكثير من أولئك السلبيين الذين يمشون كالأغنام، لا حراك لهم ولا قرار ولا رأي، ويعتمدون على الآخرين في قراراتهم، وهم أساس دمار الدول والمجتمعات.

هل تريد أن تكون مع «الطوفة»، أم تكون شخصاً فعّالاً في المجتمع؟ هل تريد أن ترى حقوقك تذهب من تحت قدمك أم تأخذ موقفاً في قراراتك؟ أنت الوحيد الذي تبني حياتك، وأنت من تتنازل عن حقوقك، فتذكّر ذلك دائماً قبل أن تبتعد عن اتّخاذ قرار معيّن.

والسؤال الأهم: هل هناك أشخاص مثل هذه الشريحة التي تكلّمنا عنها؟ وهل هناك في أيّامنا هذه من لا يريد حقّه؟ وهل هناك من يسكت عن حقّه ولا يتكلّم؟ لا نعتقد بأنّ هناك من يسكت عن حقّه في هذا الوقت، بل نجد أنّ من يسكت عن حقّه في بعض الأحيان، إنّما هو يمارس دوراً من تحت الطاولة ونحن لا نعلم!

لا نعتقد بأنّ مجاورة «الطوف» أو عدم اتّخاذ قرار أو الالتفاف على موضوع سيجنّبنا المشكلات، بل إنّ المشكلات تزيد وتتراكم بسبب هذا النوع من الشخصيات، التي لا نعلم إن كانت تتظاهر بالحياد أو البراءة أو عدم الاكتراث أو الخوف من المصائب، أو أنّها شخصيّات شمعية، أي تخفي وراءها شخصيات أخرى عدوانية لا يعلمها أحد.

قد يكون حديثنا مبهماً، ولكن هناك معانٍ في طيّاته نتمنّى على من يحمل شخصية كالشخصية التي تناولناها أن يراجع حياته، حتى لا يخسر أكثر ممّا خسر، لأنّ ليس هناك طعم للحياة من دون مشكلات وأزمات وفرج وهم، وفرح وحزن، وكل ما تحمله المشاعر الإنسانية، لأنّ هذه هي سنّة الحياة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4548 - الأربعاء 18 فبراير 2015م الموافق 28 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 11:49 ص

      سلام الله علي جدار بيت جدي ( الطوفة) كانت تسترنا من حرارة الشمس

      وهل اصبحت الطوفة تسترنا اليوم وهناك اكثر من مليون كاميرا علي كل مصباح انارة و تراقبنا في الذهاب والاياب والسوال كم طوفة اليوم موجودة في بلدي البحرين فالبيت لاصق ببيت الجيران وعندما تفتح باب غرفتك يعلم جارك انك دخلت غرفتك او خرجت منها واما الابتعاد عن اذية الناس السيئون بالبمشي جنب الطوفة صعب في هذه الايام لان هاتفك المحمول وبطاقة الذكية وبطاقات البنوك ولوحة سيارتك الخاصة تفضحك اين ما تولي وجهك يعني مكشوف يالاجودي اشك حتى بعد الموت يوضع لك جهاز مراقبة ربما تهرب في نفق كنت قد اقمته قبل موتك

    • زائر 11 | 2:19 ص

      الموضوع ليس مبهما بل واضح وضوح الشمس ( المنظرة )

      اللي يمشي جنب الحيط هذا انسان في حال سبيله فعلا ، قولا وعملا ، ولكن من يتظاهر انه ليس له علاقة وانه يمشي جنب الحيط لكنه مع القوي الذي يوفر له الأمان في مقابل السكوت عن التجاوزات ونعني بالأمان من مجاميعه هذول البلوى والطامة وما اكثرهم هذه الأيام خاصة في ازمة البلد طالعوا يمين شمال تحصلونهم .

    • زائر 12 زائر 11 | 4:31 ص

      صح بيت إسكان وشغلة حكومية

      أنا امبه بيت إسكان وشغلة في الحكومة وسيارة جديدة بس

    • زائر 9 | 12:25 ص

      هو الخوف من الامتحان

      خلق الله البشر وخلق معهم الابتلاءات وهي انواع متعدّدة من الامتحانات الربانية للبشر والبعض لا ضعيف الى درجة انه يهرب من ابسط الامتحانات

    • زائر 14 زائر 9 | 10:22 ص

      قدرة‏ ‏الله‏ ‏و‏ ‏مشيئته‏ ‏سبحانه

      لا‏ ‏احد‏ يستطيع‏ الهرب‏ ‏من‏ ‏امتحان‏ ‏رب‏ ‏العالمين
      يمكنك‏ ‏القول‏ ‏هو‏ ‏فشل‏ ‏في‏ ‏الامتحان‏ ‏‏

    • زائر 8 | 12:19 ص

      يقول المثل الشعبي المصري ابعد عن الشر وغني لوه

      يقول المثل الشعبي المصري ابعد عن الشر وغني لوه

    • زائر 7 | 12:08 ص

      أه مت بطني اه من ظهري

      استاذة نحن في زمن غريب ان تكلم الشخص ودافع عن حقه او تدخل في موضوع ما قالوا عنه حشري وملقوف اما استرجاع الحق بدون واسطة فلا فائدة وهذه حقيقة ولو كانت مرة ولو ابتعد وسكت عن حقه قالوا خواف وجبان يعني حيرة ورضا الناس غاية لا تدرك والي ما عنده ظهر يشتري له ظهر على قول إخواننا المصريين

    • زائر 6 | 11:53 م

      ام علي

      ترى السالفة مفهومة ، معظم الي يلصقون في الطوفه اتتهدم على راسهم ويندمون!

    • زائر 5 | 11:53 م

      تعريف الحقوق

      هناك أناس مع الاسف لا تعرف اصلا ما هي حقوقها فلو سُأل مثلا عن ما هو حلمك في الحياة؟ سيجيب بيت إسكان شغلة حكومية!!!!
      تعالي فهميه عاد إن ما ذكره ليس بحلم بل حق أصيل من حقوقه

    • زائر 4 | 11:50 م

      المختار الثقفي

      والبعض الاخر يقول: أنا كافي خيري وشرّي...
      يعني بالمختصر المفيد... مثل الشخص لا يؤذي الناس بشره فهذا محمود ومطلوب، ولكن ان تمنع خيرك عن الناس فهذا ممقوت وممجوج.

    • زائر 3 | 11:36 م

      تصفعه لطوف

      اخت مريم كل الناس تبحث عن الراحة والهدوء لكن الادمان في اي حالة من الحالات ياتي بنتيجه سلبيه احيانا فعنوان المقال مع الطوفه يشابه هذا الشخص الذي كزر حياته تصفعه لطوف يعني الطوفه احيانا تنفع واحيانا تصفع و لاتنفع

    • زائر 2 | 11:11 م

      عندما يكون البعد احيانا غنيمة

      هناك من يعمل بصمت بعيد عن الناس بل ويعمل بمنتهى الجد والمهارة ويظن الناس انه منزويا أو كما قلت يسير جنب الطوفة فالحكم عليه في هذه الحالة ليس صائبا والكثير من الناس يحبون العمل والاجتهاد بمنأى عن الآخرين لأسباب نجهلها وهذا ربما افضل بكثير من العمل وسط أناس قد يأتي منهم الضرر وشكرا لك على هذا الموضوع القيم

    • زائر 1 | 10:49 م

      عندما تجبرنا الظروف على ذلك

      نعم يلجأ البعض للسير جنب الطوفة مجبرا في بعض الأحيان عندما يشعر بأن هناك أشباه بشر لا يخافون الله ويصطادون قي الماء العكر وينتهزون أي فرصة لإيقاع الضرر به لغاية في نفوسهم وذلك من خلال كلمة عابرة أو رأي في موضوع ما ساعتها يلجأون للوشاية به بسبب امراضهم النفسية الخبيثة وقالوها في الأمثال روح بعيد تعال سالم

اقرأ ايضاً