العدد 4550 - الجمعة 20 فبراير 2015م الموافق 01 جمادى الأولى 1436هـ

قانون استرشادي موحد للاحداث الجانحين في الخليج

المنامة – المكتب التنفيذي مجلس وزراء العمل ووزراء الشئون الاجتماعية بدول التعاون 

تحديث: 12 مايو 2017

أوصى المشاركين في الملتقى الخليجي حول الرعاية اللاحقة للحدث الجانح بالتعامل مع الحدث الجانح أو المعرض لخطر الانحراف بعيداً عن نطاق القانون الجزائي، وتغيير النظرة من الخطيئة والعقوبة والتوبة إلى التأهيل والتمكين وصولاً إلى صلاح النفس والجماعة.

كما أكد المشاركين على العمل بالمبدأ الذي يقول بأن الرعاية في البيئة الطبيعية أسرياً واجتماعياً هو الأساس في تقرير الإجراءات وتنفيذها إلا إذا تعذّر فيوكل إلى الرعاية المؤسسية الأفضل لصلاح الحدث ونموه وتأهيله.

وضمت مجموعة التوصيات التي خرج بها المشاركين في الملتقى الذي اختتم اعماله الخميس 19 فبراير 2015، اعتماد مبدأ بناء الأهلية الاجتماعية شخصياً وأسرياً ومهنياً للأحداث وعلاج انحرافاتهم السلوكية غير المتكيفة والعمل على إدماجهم الاجتماعي في المجتمع. واعتبار مؤسسة الرعاية بيئة علاجية، ينبغي إدراك المسئولية المهنية الملقاة على عاتق جميع العاملين فيها لإصلاح حال الحدث الجانح وتمكينه.

كما أوصى المشاركين في الملتقى الذي ضم مجموعة من الخبراء الاجتماعيين على نطاق الوطن العربي وشهد مشاركة خليجية واسعة، بحث المكتب التنفيذي لإعداد مشروع قانون موحد للأحداث الجانحين في دول مجلس التعاون.

وأكد المشاركين على أهمية تمكين الحدث الجانح أثناء الرعاية اللاحقة بالتعليم والتدريب وتأهيله للعمل والاندماج الاجتماعي في الحياة العامة، تحت متابعة وإشراف موجّه من الاختصاصين الاجتماعيين المنضوين تحت إدارة خاصة بالرعاية اللاحقة للأحداث.

وتمهين العمل الرعائي للعاملين مع الأحداث من حيث التوظيف والتدريب والتنمية المهنية المستدامة لتطوير مهاراتهم ووضع نظام حوافز ومكافآت في مهن العاملين مع الاحداث وذلك بهدف تحقيق الرضى الوظيفي والروح المعنوية العالية، وصولاً إلى الانتماء للعمل وتقديسه.

كما أكدوا الحاجة إلى تضمين القوانين الخاصة بالأحداث الجانحين في دول مجلس التعاون نصوصاً تقرر الرعاية اللاحقة للأحداث المفرج عنهم على وجه الإلزام، وتحديد الجهة الرسمية الحكومية المكلفة بتوفير هذه الرعاية ومتطلباتها.

ودعوا إلى حث وتشجيع الجمعيات الأهلية للعمل مع الأحداث الجانحين وتقديم المساندة الاجتماعية والنفسية والخدمية بما يوفر لهم الحماية والوقاية من عدم العودة للممارسات السلبية ويحفظ كرامتهم وصولاً لاندماجهم الاجتماعي في المجتمع.

من جانبه، قال مدير عام المكتب التنفيذي في افتتاح الملتقى أن دول مجلس التعاون الخليجي لم تدخر أي جهد في بذل الجهود المكثفة في مضمار التعامل مع ظاهرة جنوح الأحداث ورعايتهم سواء على صعيد التشريعات والقوانين أو على صعيد الهياكل التنظيمية للتعامل مع الجانحين ورعايتهم وتأهيلهم، أو على مستوى البرامج والأنشطة الصحية والتربوية والتعليمية والمهنية والفنية والاجتماعية، وما يرافقها من خدمات اجتماعية ونفسية، إلا أنه لا يمنع أن يكون هناك تطويراّ في قوانين الأحداث خاصة فيما يتصل بالرعاية اللاحقة وضرورة النص عليها في التشريعات وبيان مسؤوليتها وخدماتها ومتطلباتها.

وأضاف أن هذا الملتقى يأتي استكمالا لهذه الجهود المبذولة والذي يهدف إلى الوقوف على الأطر القانونية والعلمية والفنية والمهنية والإدارية ومعاييرها ومتطلباتها في الرعاية اللاحقة للأحداث، واستعراض لأهم المشكلات ومتطلبات الرعاية اللاحقة للأحداث الجانحين وعرض التجارب الدولية الرائدة في هذا المجال بالإضافة إلى دراسة حالات فردية وطرق معالجتها، وأخيراّ محاولة لرسم صورة لتنظيم قانوني للرعاية اللاحقة للأحداث الجانحين في دول مجلس التعاون.

من جانبها قالت الوكيل المساعدة بوازرة التنمية الاجتماعية بدرية الجيب في كلمة لها نيابة عن الوزيرة فائقة الصالح أن حكومة مملكة البحرين اهتماماً خاص لمواجهة والحد من ظاهرة جنوح الاحداث الجانحين وقامت بالعديد من الجهود المتواصلة لحماية هذه الفئة العزيزة على قلوبنا جميعاً وبذل كل السبل لتحقيق بيئة مجتمعية صحية يتمتع فيها الفرد بالرفاهية والتنمية المستدامة.

وأضافت الوزارة سعت عبر المشروعات التي نفذناها ومالزلنا بالتعاون مع الجهات المختصة في وزارتي العدل والداخلية والتي تؤدي إلى مواجهة الكثير من القضايا والظواهر والمشكلات المختلفة في مجال جنوح الأحداث بكافة اشكالها سواء تلك التي تتصل بالمخدرات أو الاعتداء أو العنف أو التطرف أو غيرها من أمور تتصل بشكل أو بآخر بالظواهر والمشكلات الاجتماعية اليومية بالناشئة.

وقالت الجيب أن برامج الرعاية اللاحقة هي التي نحن بحاجة إلى التركيز عليها بشكل أكبر وأكثر تركيزاً، حيث لا بد من مواكبة العلاج في المؤسسات التأهيلية، بفلسفة الرعاية والمتابعة اللاحقة الموجهة للاحداث وبحيث تتحول فيها الجهود من تقديم الإرشادات والنصائح إلى وضع برامج متابعة ورعاية مختلفة حسب المشكلات التي تسببت في الجنوح مع أهمية التركيز على دور الأسرة وتماسكها وعلى دور المؤسسات التعليمية في التنشئة والمتابعة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً