أثبت فريق النجمة لكرة السلة تطوره الفني الكبير حتى بات يهدد عرش كبار السلة بعد أن حقق أكبر مفاجآت كأس زين لكرة السلة بإزاحته المحرق وتجريده من لقبه ونجاحه في التأهل للمربع الذهبي للموسم الثاني على التوالي.

النجمة لم يعد فريقا متطورا وإنما تحول إلى فريق منافس بعد سنوات من العمل الجاد بقيادة المدرب القدير رؤوف حبيل وفي ظل الدعم الذي باتت تحظى به اللعبة من الإدارة والتي كان أخرها تواجد رئيس النادي عيسى القطان في المباراة الأخيرة للفريق بالكأس ضد المحرق.

الفريق الذي اعتمد على وجوه شابة منذ عدة سنوات تمكن من خلق مراكز قوة في الفريق يعتمد عليها في الأوقات الحساسة والحاسمة فالفريق بات يمتلك أكثر من مفتاح لعب كما يمتلك طريقة دفاعية محكمة وهجوم سريع إلى جانب الخبرة التي بدأ اللاعبون في اكتسابها مع توالي المباريات القوية وهو ما ترجم في لقاء المحرق من خلال القدرة على السيطرة على الأعصاب في الدقائق الحاسمة وعدم الاستعجال والحرص على إنهاء كل كرة بالصورة الصحيحة.

الحالة الفنية التي ظهر عليها الفريق بينت بما لا يدع مجالا للشك أن الفريق لم يعد رقما صعبا فقط وإنما بات قادرا على الدخول في حلبة المنافسة وهو ما يمكن أن نشاهده في المربع الذهبي لكأس السلة هذا الموسم.

على العكس كان الجميع يؤمل أن يضرب المحرق بقوة في هذه المباراة ولكن الفريق بدا غير متجانس بالشكل الكافي ولم يمتلك الحلول الكفيلة بتغيير مجرى اللقاء كما لم يستطع مواكبة الحالة البدنية العالية للاعبي النجمة وخصوصا عندما اعتمد مدرب النجمة رؤوف حبيل الضغط العالي في كل الملعب بشكل أرهق لاعبي المحرق وأفقدهم القدرة على التركيز.

المحرق الذي بدأ الموسم بشكل ضعيف سرعان ما استعاد عافيته في نهاية القسم الأول بفوزين متتاليين على المنامة والأهلي إذ راهن الكثيرون أن الفريق سيكون أحد طرفي نهائي الكأس قياسا للعودة القوية ولأداء المحترف واللاعبين المحليين ولكن الفريق لم يصل حتى للمربع.

خسارة الفريق من النجمة تفتح المجال أمام الكثير من الأسئلة التي أبرزها أن الفريق هل بالفعل تجاوز أزمته؟ أم أنه مازال في قلب الأزمة؟، وأن ما تحقق في نهاية القسم الأول هو الاستثناء أما القاعدة فهي الصورة التي ظهر عليها في البداية وفي مسابقة الكأس.

علامات الاستفهام المحيطة بسلة المحرق كثيرة، وتواجد رئيس جهاز كرة السلة في نادي المحرق الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل خليفة خارج البلاد يزيد من علامات الاستفهام في هذا الوقت العصيب الذي يحتاج إلى إعادة ترتيب الأوراق قبل انطلاق سداسي الدوري.

المنامة متذبذب

كأس السلة كشف لنا أيضا أن المنامة يمر بمرحلة تذبذب غير واضحة منذ نهاية القسم الأول للدوري.

فالفريق ليس نفسه الذي بدأ الموسم بقوة ضاربة وربما هذه المرحلة هي مرحلة عادية يمر بها أي فريق وسيتجاوزها في الأدوار المهمة وقد تكون مؤشر بالفعل على أزمة ما في الفريق قد تنكشف في مربع كأس السلة.

المؤكد أن وضع المنامة غير مطمئن بالشكل الكافي منذ مباراة الأهلي بالدوري وما تبعها من مباراة الحالة ومن ثم خسارة المحرق وتأخره بفارق 32 نقطة خلال مجريات اللقاء انتهاء بمواجهة سترة في الدوري والكأس.

طوال هذه المباريات المنامة لم يكن في أفضل حالاته، فهل هي مناورة من جانب الجهاز الفني للفريق خصوصا وأنه يعتمد على التغييرات الكثيرة انتظارا للأدوار الحاسمة أم أن وعد الفريق بالفعل هو في تراجع؟

الأهلي والحالة

بخروج المحرق من المنافسة فإن فريقا الأهلي والحالة تحولا بشكل مباشر إلى ابرز المرشحين لبلوغ المباراة النهائية لمسابقة الكأس إلى جانب المنامة المرشح الأول للقب.

هذه الترشيحات هي ترشيحات على الورق طبعا وهذا ما ثبت من لقاء النجمة والمحرق بدور الثمانية.

الجولة الأولى للمربع الذهبي ستكون كاشفا للكثير من الأمور وخصوصا عندما يلتقي المنامة مع الأهلي إذ يقال أن الفائز في هذه المباراة سيضمن التأهل للنهائي، إلا أن الجولة الثانية التي ستجمع الأهلي مع الحالة يؤكد معظم المتابعين أنها ستكون الحاسمة لتحديد هوية الطرف الثاني في النهائي.

التوقعات تبقى جميعها على الورق لأن النجمة أثبت أن له كلمة سيقولها دائما في الوقت المناسب، فلننتظر ونرى؟