أصدرت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تقريراً حديثاً يبين التأثير المحتمل من انخفاض أسعار النفط لفترة طويلة على البنوك في دول مجلس التعاون الخليجي، وذكر التقرير أن «الانظمة المصرفية للبحرين ولسلطنة عُمان هي الاكثر عرضة للانخفاض على المدى الطويل في ظل هبوط اسعار النفط، اذ ان الحكومات بالبلدين لديها مزيج ضعيف بين تراجع أسعار النفط وانخفاض أو عدم وجود مخزون احتياطي.

وتوقعت موديز في التقرير أن تؤدي الروابط الفريدة التي توجد بين النفط والانفاق العام والبنوك في المنطقة الى انخفاض السيولة بالنظام المصرفي، مع الآثار الثانوية على نمو الائتمان والربحية، ومن المتوقع ان تحافظ البنوك على تصنيفها.

وأضاف التقرير أن مكانة البحرين الخارجية قوية والاقتصاد هو أكثر تنوعاً، ولكن البنوك تعمل بالفعل في بيئة اقتصادية ضعيفة بسبب التوترات الداخلية وزيادة المنافسة الإقليمية. بالإضافة إلى انخفاض في مستويات السيولة.

وأوضحت الوكاله أن تقريرها تناول تحليل البنود التي تأثرت بانخفاض أسعار النفط لوقت طويل اذ أظهر التقرير أن البنود التي تتأثر ليست نتيجة تعرضها المباشر لانخفاض الأسعار لكن من خلال تخفيضات الودائع الحكومية والاعتماد الكبير في الاقتصاد على الانفاق العام أيضاً، وكلاهما سوف يتأثر بتراجع أسعار النفط.

وقال مسئول الائتمان بـ موديز، خالد هولدار، «نتيجة لانخفاض أسعار النفط المستمر، نتوقع أن البنوك في المنطقة تواجه انخفاضاً في السيولة اذ يتم تخفيض الودائع الحكومية».

وأشار التقرير إلى أن الودائع الحكومية توفر من 10 الى 35 في المئة من التمويل لغير الأسهم بالبنوك. وفي الوقت نفسه، تتوقع موديز أن انخفاض أسعار النفط سوف يؤثر على الثقة والنمو الاقتصادي، ما يؤدي إلى ضعف نمو الاقراض وانخفاض الربحية.

ومع ذلك، فإن الوكالة تتوقع مرونة واسعة في التشكيلات الأساسية لائتمان البنوك بمجلس التعاون الخليجي؛ نظراً لقوة مخازن رأس المال والسيولة لديهم.

وأضاف هولدار أن «البنوك بمجلس التعاون تتمتع بأصول سائلة جيدة ويعد اعتمادهم على السوق للتمويل محدودا، وان ترك بعض الأوضاع للبنوك للتكيف مع الظروف المتغيرة يأتي بطريقة منظمة.

ويأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه وكالة «ستاندرد آند بورز» للتصنيف الائتماني في تقريرها الصادر أمس الأول، أن القطاع المصرفي في البحرين وعمان وسلطنة بروناي ونيجيريا، من الأكثر عرضة للتأثر بانخفاض أسعار النفط، وذلك من ضمن 10 دول منتجة للنفط، يتركز أغلبها في الخليج العربي.