تخوض قوات النظام السوري ومقاتلون معارضون اشتباكات عنيفة في محيط مبنى المخابرات الجوية في شمال غرب مدينة حلب، في وقت أعلنت القوى المعارضة في المدينة أنها ترفض لقاء بعثة الأمم المتحدة التي تزورها.

وتأتي هذه الاشتباكات غداة هجوم دام استهدف محيط مبنى المخابرات الجوية أمس الأول (الأربعاء) وتخلله تفجير نفق في مكان قريب من المبنى تلته اشتباكات عنيفة، فيما لم يتمكن المهاجمون من اقتحام المبنى والسيطرة عليه.

وقال مصدر سوري ميداني لـ «فرانس برس» إن «اشتباكات تدور بين الجيش السوري والمسلحين في حي جمعية الزهراء في حلب»، مشيراً إلى أن هذه الاشتباكات اندلعت بعد «هجوم عنيف شنه الجيش منذ صباح أمس (الخميس) على مواقع المسلحين».

وذكر أن الهجوم أوقع «العديد من القتلى والجرحى» في صفوف المقاتلين المعارضين.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن أن «اشتباكات عنيفة جداً تدور بين قوات النظام والمقاتلين في محيط مبنى المخابرات الجوية، وسط قصف متبادل من الطرفين».

وقتل بحسب المرصد 20 عنصراً من القوات النظامية السورية و14 مقاتلاً معارضاً في هجوم أمس الأول ضد المبنى الذي سبق أن تعرض إلى أكثر من محاولة اقتحام فاشلة.

وتأتي هذه التطورات الميدانية بعدما أعلنت القوى المعارضة في حلب رفضها لمبادرة تقدم بها الموفد الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا وتقضي بتجميد القتال في المدينة للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات.

كما تأتي في وقت تزور بعثة من الأمم المتحدة برئاسة مديرة مكتب دي ميستورا في دمشق خولة مطر حلب في إطار المساعي لتطبيق خطة الموفد الدولي.

من جانبه، صرح السفير الإيراني في فرنسا، علي آهني لإذاعة «أوروبا-1» الخميس إن إيران، تنتظر من فرنسا موقفاً «أكثر واقعية» حيال سورية بهدف عدم «تمزيق هذا البلد».

في اطار آخر، قال مصدران بالمعارضة داخل سورية لوكالة «رويترز» أمس إن القائد العسكري العام لـ «جبهة النصرة» (فرع تنظيم «القاعدة» في سورية)، أبوهمام الشامي، قتل في انفجار استهدف أعضاء كباراً في الجماعة.

وأضاف المصدران أن الشامي هو أكبر شخصية في «الجبهة» تلقى حتفها منذ تشكيل الجماعة في العام 2012 وحارب في أفغانستان والعراق وسورية. وقالا إن الانفجار نتج عن ضربة جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أصابت اجتماعاً عالي المستوى لـ «جبهة النصرة» في محافظة إدلب الشمالية الغربية.