العدد 4564 - الجمعة 06 مارس 2015م الموافق 15 جمادى الأولى 1436هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

الطريق للسلام يبدأ من الداخل

عندما تتمكن من الإحساس بما هو خلف أعين البشر لن ترى فرقاً، فالأصل واحد ولكن هي الأشكال تتغير، وعندما تسلم بأن الأشواك التي في طريقك كلها فرص للتحدي واختبار مستويات أعلى من الرحمة والتسامح، يحدث ذلك التحول المنتظر في الوعي، ستدرك أن كل تجربة جديدة ما هي إلا خطوات على طريق الحب، فأنت عندها تقرر المضي قدماً في مرحلة جديدة نحو نقط الضوء وتسلط نوره على كل ما كان مظلماً في الداخل.

إن كل الأشواك التي مررت عليها في الرحلة، إنما كانت في طريقك لكي تفتح أبواب قلبك وتوسع نطاق وعيك على كل الحياة، فقلب المحب لا يتحطم ومهما كانت التجارب قاسية في ماضيك، فهي لغرض واحد فقط، هو أن تقودك خطوة أخرى إلى مستوى أعلى من الوعي، وتحول قلبك بطريقة أكثر عمقاً بالفعل، فكل تجربة قاسية في الحياة يكون فيها من الوعي ما يكفي لكل إنسان يطمح أن يصحو من جديد في زمن الظلمة، وإلى التحرر من الأثقال التي تجرها معك في كل زمن من حياتك، إن الوقوف عند مثل هذه التجارب لهو دليل جيد يدلك أين أنت على خارطة الرحلة التي أنت سائر فيها، ولكنك عندما تواجه الظلام بخوف وقلق، أو أحكام مسبقة، فعندها ستتعرض للسقطة التي ستمنعك من السير في الأرض بإعمال كل حواسك.

كل تجربة في الحياة هي فرصة كبيرة لتسلم حب أعمق وشفاء أكبر للنفس من أثقال ما تحمله، ففي اللحظة التي يتواجد ذلك الإحساس الداخلي الذي يتبنى قبول الآخر، سيبدأُ تحررك من التعارضات في زوايا خارطة الطريق وستتمكن حينها من السير قدماً من جديد؛ وهكذا يمكنك السير بمعانيه الظاهرية والباطنية، السير حتى تزول الغشاوة التي تعمي القلب.

علي العرادي - اختصاصي تنمية بشرية


الشعور بالذنب... تصحيح أم تكريس؟

بداية نطرح عدة أسئلة... هل بعض الجنود الإسرائيليين يشعرون بالذنب بعد كل جريمة من جرائم القتل في فلسطين ولبنان وسورية وهدم المساجد والبيوت وتكسير العظام والهجوم ليلاً على بيوت الأسر الأبرياء الآمنة وترويع الأطفال والنساء بحجة مطاردة الإرهابيين وخصوصاً أن القضية الفلسطينية جاوزت عامها الستين والجلاد هو الجلاد؟ لعل أغلب الإجابة طبعاً بالإيجاب، ولكن هل الشعور بالذنب دواء أو مادة تشترى من الصيدليات الأميركية؟ هناك علماء نفس وجدوا أن تجنب الأشياء التي تغرينا، غالباً ما يدفعنا ذلك الشعور بالذنب تجاه تلك الأشياء التي تحقق لنا المتعة ربما تنشأ هذه المفارقة لأسباب كثيرة محتملة وهو أن أشكال الشعور بالذنب قد ترسخت في أذهاننا إلى درجة أنها أصبحت تدفعنا إلى تحقيق المزيد من تلك الرغبات التي أصبحت كامنة في الدماغ وصولاً لنظرية «اللامبالاة»!

فما هو الشعور بالذنب؟ هو الألم الذي ينجم عن قيام الفرد بعمل لا يرضاه ضميره وسواء كان هذا العمل خلقياً أو نفسياً أو اجتماعياً فهو شعورسوي ذو قيمة تهذيبية للفرد... والدوافع لهذا الألم هي الحاجة إلى البراءة أو تجنب الفعل، على سبيل المثال لا الحصر المدمنين على تعاطي الخمور والكحول والمخدرات و»السيجارة»، وجدت ضمائر هؤلاء تؤنبهم عند نهاية كل متعة فعل أو سلوك إلا أنهم يعودون لفعلهم من جديد! ولكن ماذا عن ضمير الجندي «المعذب» في الدولة العبرية أو الذي يشرف على تعذيب الفلسطيين يومياً وله وصف وظيفي في الهيكل الوظيفي في وزارة الأمن العبرية وحاله كأي حال من الموظفين العموميين العبريين له ترقيات سنوية، وهذا عمله اليومي يمارسه عن وعي لكن يسمى في علم النفس باللاوعي أو اللامبالااة!

ولإثبات أن اللاوعي يعمل حقاً بهذه الطريقة، قدمت الباحثة كيلّي غولدسمث بجامعة نورثوإيسترن في إيفانستن بولاية إيلنوي الأميركية، بعض الكلمات لعدد من المتطوعين حينما طُلب منهم حل رموز بعض الجُمل التي احتوت على ألفاظ مثل «خطيئة» أو «ذنب» أو «ندم»، بينما احتوت جمل أخرى على مصطلحات أكثر إيجابية، في الجزء الثاني من الاختبار، أعطي المتطوعون كلمات غير كاملة مثل «ت م - -» أو «م ت - -» وطُلب منهم إكمال الحروف الناقصة. والنتيجة هي أن أولئك الذين كانوا قد أكملوا سابقاً كلمات أو جملاً تدل على الخطايا كانوا لاحقاً أكثر ميلاً إلى أن يملأوا الفراغات بكلمات مرادفة للرغبات مثل «تمتع» أو «متعة» مقارنة بغيرها من الكلمات الأكثر إيجابية. وبمعنى آخر، بدلاً من صرف التفكير بعيداً عن الخطيئة، بدأ اللاوعي الخاص بهؤلاء في التفكير بشكل أكثر ميلاً للمتعة.

مهدي خليل

العدد 4564 - الجمعة 06 مارس 2015م الموافق 15 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً