العدد 4569 - الأربعاء 11 مارس 2015م الموافق 20 جمادى الأولى 1436هـ

العاهل: البحرين تحظى بفضاء رحب وبيئة جامعة لشتى مكونات مجتمعنا المتنوع

جلالة الملك يستقبل المشاركين في فعاليات - هذه هي البحرين
جلالة الملك يستقبل المشاركين في فعاليات - هذه هي البحرين

قال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إن ما تحظى به البحرين من فضاء رحب وبيئة جامعة لشتى مكونات مجتمعنا المتنوع، قد لا يتاح بكثرة في عالم يشهد نزاعات وصراعات مقلقة، تدفع بالبعض إلى حمل سلاح التطرف والكراهية والتعصب والعنف غير المبرر.

جاء ذلك لدى استقبال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير أمس الأربعاء (11 مارس/ آذار 2015) المشاركين في فعاليات «هذه هي البحرين» التي نظمها اتحاد الجاليات الأجنبية المقيمة في مملكة البحرين من كل من (المملكة المتحدة وجمهورية ألمانيا الاتحادية ومملكة بلجيكا) بمشاركة مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات الدينية والجمعيات الأهلية في البحرين للتعريف بمملكة البحرين، وإظهار إنجازاتها ومكانتها الحضارية والإنسانية وذلك للسلام على جلالة الملك.

وقد أثنى العاهل على المشاركين في هذه الفعاليات؛ لنقلهم الوجه الحضاري للبحرين، والتعريف بمخزونها الثقافي والمعرفي، وإبراز أهم منجزاتها التي تتحقق بفضل سياسات الانفتاح والتعددية والتعايش والتسامح، التي لطالما انتهجتها البلاد على مر التاريخ.

وفي بداية الاستقبال صافح جلالة الملك الحضور، مرحباً بهم، وشاكراً لهم جهودهم الكبيرة ومشاعرهم الطيبة تجاه مملكة البحرين.

بعد ذلك أدى عدد من أطفال كنيسة القلب المقدس وصلة إنشادية تعبر عن الترابط الإنساني بين الشعوب، ومعاني الأخوة السمحة بين مختلف الأديان والحضارات.

ثم تفضل جلالة الملك بإلقاء الكلمة السامية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

يسرنا أن نلتقي بكم في هذا اليوم المبارك للاستماع إلى النتائج الطيبة التي حققتها فعاليات «هذه هي البحرين» بمبادرة مُقدّرة لاتحاد الجاليات الأجنبية، بإشراف أمينها العام، السيدة بيتسي ماثيسون، وبمشاركة جمع طيّب من الإخوة والأخوات، الذين حرصوا على نقل الوجه الحضاري للبحرين، والتعريف بمخزونها الثقافي والمعرفي، وإبراز أهم منجزاتها التي تتحقق بفضل سياسات الانفتاح والتعددية والتعايش والتسامح، التي لطالما انتهجتها البلاد على مر التاريخ. كما نرحب بضيوفنا الذين تحملوا عناء السفر لمشاركتنا هذه المناسبة، ونشكرهم على ما قاموا به في بلدانهم تجاه مملكة البحرين.

ونود التوضيح هنا، أن ما تحظى به البحرين من فضاء رحب وبيئة جامعة لشتى مكونات مجتمعنا المتنوع، قد لا يتاح بكثرة في عالم يشهد نزاعات وصراعات مقلقة، تدفع بالبعض إلى حمل سلاح التطرف والكراهية والتعصب والعنف غير المبرر، وهي أمور نقف في وجهها بقوة وحسم، ونستعين، من بعد الله تعالى، بإصرار كافة المخلصين من أبناء شعب البحرين، وضيوفها من المقيمين على أرضها، على حماية ثوابتنا وركائزنا القائمة على صون الحريات واحترام جميع الأديان والثقافات، وتقدير كافة الكفاءات والخبرات.

وختاماً، نشكر الجميع على مساعيهم الطيبة، ونشيد بدور القائمين على هذه المبادرة المتميزة من اتحاد الجاليات الأجنبية، الذي استشعر أهمية التواصل مع الآخرين من خلال لغة الثقافة والاقتصاد، التي تكون في كثير من الأحيان، أكثر تأثيراً من لغة السياسة، كما نود التأكيد على تقديرنا ومساندتنا لمثل تلك الجهود، التي تنقل رسالة واضحة للعالم من حولنا، بأن البحرين ستظل حاضنة لجميع من يعيش على أرضها، ويعمل لخيرها وصلاحها، دون أي تفرقة أو تمييز.

بعد ذلك، ألقت الأمين العام لاتحاد الجاليات الأجنبية بيتسي ماثيوسون كلمة أكدت فيها أن «جوهر التعايش في مملكة البحرين يعزى بشكل رئيسي إلى حقيقة أن كل واحد حر تماماً لتكريس دينه، وهويته والحفاظ على شخصيته. كل هذا يقوم على الثقة والاحترام المتبادل بين مكونات المجتمع. وتنطلق من رغبة البحرينيين للتعاون من أجل خير البشرية كلها، وتعميق التفاهم المتبادل بين أهل الأديان والطوائف الأخرى، وتعزيز القيم الإنسانية وبناء جسور الإنسانية، والتعايش الحضاري والثقافي كما هو منصوص عليه في الدستور وميثاق العمل الوطني الذي تم المصادقة عليه بإجماع ساحق».

وذكرت أن «هذه هي البحرين» هي انعكاس لمملكة البحرين الحديثة، والمتقدمة ونتاج رؤية جلالتكم، التي بدأت مع مشروع جلالتكم الإصلاحي، والمسيرة الديمقراطية التي لاتزال مستمرة بلا هوادة منذ تولي جلالتكم مقاليد الحكم.

وأضافت لكن الأهم من ذلك، أن فعاليات هذه هي البحرين تكشف عن الحرية الدينية التي تتمتع بها جميع الأديان، والذي يعبد من دون عوائق ودون خوف. هذه الحرية هي فريدة من نوعها في البحرين، في هذه المنطقة، ونحن ممتنون جدّاً للالتزام الصادق لجلالتكم بهذه الحرية.

وأشارت إلى أننا هنا اليوم زعماء الطوائف الدينية من مختلف أنحاء العالم، المسلمين والمسيحيين والهندوس والبوذيين والسيخ واليهود نقدم دليلاً واضحًا على أن البحرين نموذج التعايش السلمي لقرون عدة، وهي المفتاح لمكافحة الأفكار الهدامة والتمييز والخوف والجهل، وفي الوقت نفسه، تقدم حلاًّ بسيطًا لمحاربة تنامي الإرهاب العالمي.

العدد 4569 - الأربعاء 11 مارس 2015م الموافق 20 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً