العدد 4569 - الأربعاء 11 مارس 2015م الموافق 20 جمادى الأولى 1436هـ

الحبيب نتنياهو والعجيب ليبرمان

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من عاشر قوماً 40 يوماً صار منهم، فكيف إذا حاربهم 20 عاماً، ثم جاورهم وحاورهم 20 عاماً، ثم صاحبهم وحالفهم 25 عاماً أخرى!

هذا ما يتبادر إلى الذهن وأنت تتابع تصريحات قطبَي الحكومة الإسرائيلية، رئيس الوزراء الحبيب بنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته العجيب افيغدور ليبرمان.

نتنياهو، قال في تصريحه الأخير، بأن هناك جهداً دولياً كبيراً لضمان خسارته الانتخابات الأسبوع المقبل. فبعد قيادته «إسرائيل» في الأعوام الأخيرة، وبعد تقلبه في عدة مناصب وزارية كبيرة طوال تاريخه السياسي، أصبح يؤمن بنظرية المؤامرة التي يؤمن بها العرب منذ زمن داحس والغبراء! فالرجل العائد من واشنطن، بعد خطابه الشهير أمام الكونغرس، ورغم ما لقيه من تصفيق حاد، أصبح يؤمن بأن هناك مؤامرةً دوليةً كبرى للإطاحة به. ولاشك في أن هذه المؤامرة تشترك فيها الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والنمسا، وبقية دول الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن روسيا الاتحادية ودول «البريكس» و«الآسيان»، وباكستان وإيران وطاجكستان!

نتنياهو ألمح إلى وجود «تمويل خارجي لجماعات تقوم بحملة من أجل تغيير حكومته»، ضمن مخطط كوني تشارك فيه العديد من الدول والجهات والمنظمات المتآمرة ضده، على رأسها البيت الأبيض!

بعض المحللين السياسيين فسّر ذلك بأن نتنياهو يعاني من عدم الثقة بالنفس مع اقتراب موعد الانتخابات التي ستشهد تنافساً حامياً مع خصومه. أما بعض المحللين النفسانيين ففسّروا ذلك بأنه توتر نفسي عميق وعقدة اضطهاد، يحاول أن يخفيه وراء التصريحات الرنانة، لم يفلح في التخفيف منها التصفيق الذي لم يحظ به حتى الرئيس الأميركي أوباما من نواب بلاده.

هذا ما كان من تصريح الحبيب نتنياهو، اما تصريح وزير خارجيته العجيب ليبرمان، فلم يتفاجأ به الفلسطينيون ولا الشعوب العربية. فقد أعلن في تجمع انتخابي قائلاً: «من يقفون إلى جانبنا سيحصلون على كل شيء كما يريدون، ولكن من هم ضدنا فلا ينفع معهم شيء، إنما ينبغي قطع رؤوسهم بالفؤوس»! ويبدو أنه من أشد المعجبين بـ «داعش» والمتابعين بحماسةٍ لكل ما تقوم به من أعمال بربرية، في سورية والعراق وليبيا، من قتل وحرق في أقفاص، وخصوصاً قطع الرؤوس بالفؤوس، بدليل أنه ذكر هذا النوع من القتل بالحرف، الذي يبدو أنه أعجبه جداً!

هذه الدولة العنصرية التي تحكمها ثقافة القتل والبطش وتشريد أبناء الأرض الفلسطينيين الأصليين، انتهت إلى اللعب على المكشوف، فذهب ساستها المؤسسون الذين يقتلون بدبلوماسية وهم يبكون، وجاء إلى الحكم من يجاهر بسياسة القتل والتنكيل وحرمان الشعب من الحقوق وتحدّي العالم أجمع، فإذا لم يصادق العالم على جرائمه اتهمه بالمشاركة في مؤامرةٍ دوليةٍ كبيرةٍ للإطاحة بحكمه.

البعض يقول إن الاسرائيليين -على سوآتهم وجرائمهم ودمويتهم- لم يكونوا يلعبون على المكشوف هكذا، وإنّما كان هذا نتاج طول إقامتهم بين أقوامٍ مسلوبة العقول، تؤمن بأنها ضحية مؤامرة دولية مستمرة منذ أيام دقيانوس وكليوبترا حتى اليوم!

نتنياهو وليبرمان ينهلان من بئر الثقافة العنصرية المتخلفة ذاتها، تلك التي يتلقونها من الحاخام الأكبر الذي كان يدعو علناً في مواعظه الدينية، إلى إبادة الفلسطينيين وطردهم من أرض آبائهم وأجدادهم، ويصفهم بأبناء الأفاعي والثعابين.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4569 - الأربعاء 11 مارس 2015م الموافق 20 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 5:53 ص

      لاهو حبيب ولاهو عجيب

      مجرمين قتلة سفاحين

    • زائر 6 | 12:56 ص

      هل النتن ياهو زعيما عربيا؟

      اصبحت بعض الحكومات العربية تهتمّ لفوز هذا العضو او ذاك في الكيان الصهيوني وهذا امر يبعث على التعجب

    • زائر 5 | 12:48 ص

      هل يصبح العرب من عجائب الدنيا السبع؟

      بعد ان اصبح العدوّ الصهيوني شقيق وحبيب واستبدلت الانظمة العربية عداءها للمحتل الصهيوني بعداء آخر لإخوة لهم في الدين! فهل ستحوّل واقع الانظمة العربية الى عجيبة من عجائب الدنيا السبع بعد انقلاب المقاييس لهذه الانظمة حيث اصبحوا يتحالفون مع الصهاينة على اخوتهم في الدين والعقيدة؟ بعد هذا العجب لا عجب

    • زائر 4 | 12:06 ص

      عبد علي البصري

      قول ليبرمان ليس بالخطأ , عزيزي وإنما هو كل الصح , وقد صرح به امير المؤمنين عليه السلام (( اوناس لو قطعناهم اربا اربا ما زادونا الا حبا واناس لو اطعمناهم العسل المصفى ما زادونا الا بغضا , وأكثر من ذلك ما صرح به القرآن الكريم , في قوله تعالى (( يحبونهم كحب الله والذين آمنوا اشد حبا لله )) أنا أقول ان هذه الفسفه فلسفه الحب والبغض هي فلسفه واحده , والحكمه هو كذلك لو من فاه الكافر او المنافق أو هي من الرحمن . ولاكن ليبرمان قالها فسقا لانه فاسق والله واهل الله يقولوناه ايمانا .

    • زائر 3 | 11:00 م

      السيد وصلت المغزى

      نتن ياهو وليبرمان بمكثهم بين أناس مسلوبون العقول وضحية مآمرة خارجية وصلت العدوة لهم يعني المجاورة والمجالسة تأثروا الصهاينة من مرض جيرانهم توصيف حلوا.

    • زائر 2 | 10:51 م

      لا للإرهاب

      داعش صناعة صهيونية بالمية ميه كما قال الشيخ أحمد الكبيسي.

    • زائر 1 | 10:07 م

      عفوا عزيزي الاستاذ قاسم....لا هو حبيب ولا الآخر عجيب وان كنت متهكما

      الاول هو نتن يا هو،والآخر هو ليبر مان...فالأول يكنى اسمه بحاسة من حواس الشم الغير محببة،أما الثاني فهو يكنى بالحرية فكلمة ليبر مأخوذة من Liberty بمعنى رجل الحرية ... كلاهما اسم بلا مسمى مترادفان لبغض العرب...لا تستغرب حبهم لداعش لأن هذه الوحوش المتصهينة التي تتغنى بالدين صنيعتهم ابعد من ان تمس ذرة من خصال ديننا الحنيف...المهم ان نعلم بأننا لا نكن كرها لليهود لأنهم أبناء العمومة وبعضهم عرب بيننا ...الذين حولوا الدين الى دولة سيفشلون سواء كانوا الصهاينة او الدواعش.

اقرأ ايضاً