العدد 4571 - الجمعة 13 مارس 2015م الموافق 22 جمادى الأولى 1436هـ

خواطر على هامش مؤتمر «شرم الشيخ»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تواجد العديد من وفود الدول في مدينة «شرم الشيخ» لحضور «مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري» حرَّك أَسواق المنتجع السياحيّ بشكل مرحَّب به من قبل أصحاب المحلات، الذين يتحدَّثون كل لغات السيَّاح، ويتداولون الدولار واليورو جنباً إلى جنب مع الجنيه المصري، وهم يعرفون آخر أسعار التحويل، ويبتسمون للسائح ويمازحونه، وأَحياناً يعبّرون عن آرائهم، وأحياناً يدخل آخرون ليذكروهم «سيبونا من السياسة».

الوفد البحريني تصدَّره جلالة الملك، مع عدد من الوزراء والمستشارين، والصحافيين، وعشرات من كبار أصحاب وسيدات وقادة الأعمال في البحرين، تواجدوا قبل نحو يومين من البداية الفعليَّة للمؤتمر في عصر الجمعة.

أصحاب الأعمال لديهم قصصهم التي يتداولونها، ويتساءلون باستمرار عن موعد حضورهم هنا أو هناك، وعندما قيل لهم إنَّهم لن يحضروا جلسة الافتتاح، لم يكونوا مرتاحين من ذلك؛ لأَنَّهم بانتظار ورش عملهم ولقاءاتهم.

مصر تنشد مستقبلاً تستحقُّه؛ لأَنَّ لديها 90 مليون نسمة، وهي صاحبة التأثير الثقافي الواضح، ولديها عمق تاريخي وديني، ولهجتها تعتبر إحدى أكثر الماركات المعروفة في العالم، وهي تتوسط آسيا وإفريقيا، وقديماً اعتبَرَت القوى الكبرى (مثل فرنسا في مطلع القرن التاسع عشر، وبعدها بريطانيا) أَنَّ تواجدهم في مصر يحدّد حجم تواجدهم في المنطقة الشرق أوسطيَّة.

ولا شكَّ أنَّ المصريّين يعلمون بحجم الدور الذي تتمكَّن مصر من لعبه في مستقبل المنطقة، لكن عليهم أَولاً أَن يضمنوا مستقبل مصر عبر التنمية، وعبر إيجاد حلول - ولو تخفيفيَّة - لأزمات البطالة والإسكان وعجز الموازنة، ونقل الوضع الاقتصادي والخدمات من ثقافة الكمّ والعدد، إلى ثقافة الجودة والنوعيّة.

داخل أسواق المدينة السياحيَّة تجد أَجمل الطرقات، وتجد الرقص الصوفي والرقص الغربي يتصدران عدداً من المطاعم، وتجد محلاًّ يرفع الصليب، وآخر يستمع صاحبه لإذاعة القرآن الكريم، وهذا يتحدَّث الإيطاليَّة وذاك يتحدَّث الألمانيَّة، وآخر قال لي إنَّه عرفني من لهجتي بأنني من البحرين، وآخر يؤكد ترحيبه بكل الأجناس ما عدا أعداء مصر، وذكر أربعة أسماء لأربعة بلدان، بينما صاحبه يذكّره بضرورة عدم التحدُّث في السياسة.

الأسعار بكل العملات الصعبة، وأسماء المحلات والشوارع من كل نوع، والتدخين يملأ عدداً من المحلات، بما فيها تلك التي تعرض ملابس تحمل جميع الماركات الغالية في العالم.

وبينما كنَّا (أَنا وأحد رجال الأعمال البحرينيّين واثنتان من سيدات الأعمال البحرينيَّات) نتداول أطراف الحديث في السوق، التفتت إحدى السيّدتين إلى محفظة مرميَّة على الأرض... التقطتها فوجدنا فيها بطاقة الهويَّة، التي تحمل اسم وصورة أَحد الإخوة المصريّين، وعقدنا اجتماعاً حول الأمر، نتفاكر فيما بيننا في كيفيّة الوصول إلى صاحبها. سألنا مسئولي الاستقبال في الفندق عن كيفيَّة الوصول إلى الشخص، وحاولوا إيجاد رقم له، إلا أَنَّهم أعلنوا عجزهم عن ذلك... تداولنا عدداً من الخيارات... وبين هذا وذاك، رآنا أحدهم، وقال «ما أَطيب البحرينيّين»... ولعلها هذه أَهمُّ خصلة وأَهمُّ ماركة تميّز أهل البحرين.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4571 - الجمعة 13 مارس 2015م الموافق 22 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 9:54 ص

      تقديم الدعم الى مصر

      فرحنا جميعا بتقديم الدعم لمساعده مصر تخطي الأوضاع الصعبه التي يعيشها المصريين ولكن ما يحز في القلب انه كيف تحولت مصر الى دوله تعيش على المعونات والمساعدات وهي البلد التي تملك الكثير من مصادر الثروة التي تستطيع ان تستثمرها وتبني بها اقتصادها فالمساعدات لا يمكن الاعتماد عليها والى متى ستستمر ? دوله مثل الهند وعدد سكانها الأعلى لا احد يقدم لها اي دعم وإنما استطاعت استثمار مواردها من خلال وضع سياسات صحيحه

    • زائر 8 | 7:11 ص

      مصر دولة كبرى و مهمة جدا في الشرق الأوسط و استهدافها بالارهاب سيكون له تداعيات .... ام محمود

      بعد تفجيرات شمال سيناء و الأحداث التي تلتها و خطف داعش للعمال المصريين في ليبيا و ذبحهم بشكل مروع و ما حدث بعدهامن زرع القنابل و استهداف رجال الشرطة و الضباط هذا يجعلنا نتخوف من الأسابيع و الشهور القادمة لأنها ستكون مصيرية مثل ما قالت أمس المرجعية الشيعية في العراق ان الحرب التي يخوضها الجيش العراقي مع الحشود الشعبية مصيرية أيضا ما يحدث في مصر و اليمن و سوريا من جهة الجولان و اذا قلنا ان داعش هي أداة صهيونية أمس قتلت 9 مدنيين من الفلوجة و اليوم خطفت 11 جندي عراقي في سامراء فالانتقام القادم أسوأ

    • زائر 7 | 7:00 ص

      المنطقة ستتجه الى الأحداث الصعبة و التقسيمات و المؤامرات التي لا تنتهي ... ام محمود

      بالامس صرحت جنيفر بساكي بالقول " منذ أربعة أعوام يرد نظام الأسد على مطالبة السوريين بمزيد من الحرية و الاصلاحات بوحشية مستمرة و تدمير كما قلنا من وقت طويل على الأسد أن يرحل و يتم استبداله عبر انتقال سياسي و تفاوضي"
      ماذا يعني هذا الكلام دكتور منصور غير النوايا باسقاط الاسد بعمل عسكري و يمكن دموي ل الاستيلاء على ما تبقى من سوريا وهناك دعم سخي جاء الآن لدعم المعارضة السورية .. في العراق هناك محاولات ل الالتفاف على انتصار الجيش العراقي الساحق بعدما اقترب من تحرير تكريت و اتهام الحشود بقتل السنة

    • زائر 10 زائر 7 | 1:38 م

      معلومات جيده

      و لكن انا ليس معكي لأسقاط نظام بشار الاسد .

    • زائر 6 | 6:52 ص

      استقرار مصر ركيزة مهمة ل استقرار المنطقة ( الرئيس السيسي) ولكن هناك سيناريوهات لم تتم .... ام محمود

      مؤتمر شرم الشيخ شاركت فيه 100دولة و معهم امريكا طبعا ووزير خارجيتها مستر كيري و كان هناك دعم سخي من 3 دول خليجية عبارة عن 12,5 مليار دولار على صورة ودائع و استثمارات لرفع الاقتصاد المصري المنهك و لكني اقول ان في هذا الوقت الحساس الذي يمر على مصر و سوريا و العراق و تعزيز الارهاب الداعشي فان مصر لن تستفيد من هذه الأموال الهائلة لأن داعش ستدخل الى مصر عن طريق ليبيا و ستقوم بعمليات قتل و اغتيالات و تفجيرات و سنرى صورا مشابهه لسوريا في قوة التدمير هناك دعم غير محدود بالملايين للتنظيمات وهذا سبب قوتها

    • زائر 5 | 4:21 ص

      مال البخيل ماياكله إلا العيار

      لكن عذاري تبقى تسقي البعيد وتحرم القريب

    • زائر 4 | 3:17 ص

      الطيبة لا تنفع

      الطيبة لا تنفع مع المجرمين وقطاع الطرق

    • زائر 2 | 1:53 ص

      البحرينيين و الطبيه

      الطبيه دائماً ترتبط بالبحرين و البحرينيين

    • زائر 1 | 10:37 م

      ما أَطيب البحرينيّين

      ما أَطيب البحرينيّين
      لكن للأسف مو عارفين ليهم اللي في بالي
      ما أَطيب البحرينيّين
      لكن للأسف قاعدين يغيرونهم!
      ما أَطيب البحرينيّين
      لكن للأسف افتقدوا ما يستحقونه من العدالة والإصلاح

اقرأ ايضاً