العدد 4574 - الإثنين 16 مارس 2015م الموافق 25 جمادى الأولى 1436هـ

المُسن في البحرين!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لفت انتباهنا تقرير لقناة «الجزيرة» بتاريخ 14 مارس/ آذار 2015، عن مسنّة بلغت المئة عام من مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، حيث احتفلت بعيد ميلادها في الجو، إذ كانت هديّتها لنفسها هو القفز بالمظلّة!

قفزت بالمظلّة وعمرها 100 سنة، ونحن ما أن نصل الستّين حتى تنتهي حياتنا، والدليل هو مشاهداتنا للآباء والأمّهات وأصحابهم وجيرانهم من هذا العمر، حيث يبتعدون شيئاً فشيئاً عن الحياة العامّة، ويصيبهم نوعٌ من الاكتئاب، وما أن يصلوا السبعين حتى يبدأوا بالعد التنازلي، ويكرّرون عبارة «أنا اليوم موجود وباجر في القبر»، أو «ريل في الدنيا وريل في القبر»!

ونتساءل يا ترى لماذا هذه المسنة وغيرها من مسنّي الدول المتقدّمة يعمرّون ويتمتّعون إلى آخر رمق من حياتهم، والمسنّ عندنا في البحرين يعيش بهذه الطريقة الحزينة؟ ولماذا أيضاً نتعجّب لماذا يريد المسن عندنا إنهاء حياته بالجلوس في المنزل وعدم العمل أو السفر أو المرح؟ وهل سن السبعين مثلاً هي المحك للعبادة والجلوس في البيت فقط، أم أنّ نمط المعيشة تفرض عليه ذلك؟ أم عدم التوفير لهذه الأيام هو ما يجعل المسن يلبس ثوب الكآبة والحزن والعبادة؟ وهل العبادة بعد السبعين هي أن نستقر في بيوتنا وننتظر الموت أم ماذا؟

نعتقد بأن الوعي المجتمعي له أهمّية في ذلك، وأيضاً وعي المسن نفسه بأنّ الحياة لا تنتهي ولا تتوقّف عند عمر معيّن، بل العبادة والسعادة والاستمتاع بالحياة هو ما يجعل الإنسان يستمر في العطاء. وهناك قصص واقعية من الدول المتقدّمة عن دراسة مسنّ للطب وهو في الثمانين، وعن حصول مسنّة على الدكتوراة وهي في التسعين... وهلمّ جرا!

لابد لنا أن نهتم بالمسن وبالبرامج المتاحة له، فقد يتقاعد أحدهم ولا يعرف بعد 40 سنة من العمل ماذا يصنع لنفسه، فهو لا يعرف من أمر التجارة شيئاً، ولا يريد الخوض في التجارة مثلاً، فهل هناك برامج معيّنة ترصدها الدولة للمسن؟ وأيضاً هل هناك بطاقة تخفيض للشراء عند عمر معيّن؟ وهل هناك مواقف للسيّارات خاصّة بالمسنين؟ وهل هناك شركات سياحية تتبنّى الذهاب للمسن في بيته وعرض سفرات رخيصة للتمتّع برؤية العالم الذي حولنا؟

أسئلة تطول نتمنّى تحقيقها على أرض الواقع، حتى لا يشعر المسن بأنّه أصبح عالةً على أهله وأسرته ومجتمعه عندما يصل إلى ذلك السن، ونريد كذلك تحقيق ولو جزء بسيط في توعية المسنّين من خلال الإعلام المرئي والسمعي والبصري، حول الإمكانات التي يستطيع تقديمها للدولة، وحول البرامج التي يستطيع الاستفادة منها من قبل الدولة، وحول الأنشطة التي تجعله يستمتع في أيّامه ويستجم.

نعلم بأنّ الدنيا تدور بسرعة، وكما وصل أهلنا إلى هذا العمر سنصل يوماً، ولا نريد أن نكون مثلهم في انتظار الموت، فقد يموت شابٌ في العشرين، ويبقى مسن الثمانين 20 سنة إضافية من حياته، ولا يعلم متى يتوقّف العمر إلاّ الله عزّ وجل مالك الموت والحياة، فلماذا هذه الكآبة والدنيا مليئة بأحداث وأماكن وجنان يستطيع المسن الوصول لها وتفرحه؟

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4574 - الإثنين 16 مارس 2015م الموافق 25 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 4:08 م

      الله يهديج

      اختي حنا شباب نحس حالنا بنموت من التعب وودنا نبتعد شلون كبار السن اللي يقطونهم بدور العجزه والا يكونون ثقل على عيالهم واللي واللي حالة المسن بمجتمعنا متعبه ماله مراعاه ولاشي كلنا بالقبر نعيش

    • زائر 23 | 12:30 م

      م

      الوضع السياسي مأساوي في البلد و معاشات الناس ما تكفي و اللي يدرس لما يجوف حال المتخرجين ينقتل الأمل اللي بداخله و كل شيء جميل في البلد يندثر للأسف نحن نسير نحو الهاوية و الضياع .. يعني شباب مو قادرين يتفائلون فما بالك بمسن ؟!

    • زائر 21 | 8:32 ص

      المسن عندهم والمسن عندنا عندهم يتمنى ان يصل إلى مرحلة التقاعد

      لكي يستريح ويحصل على المميزات ويجلس في حديقة منزله يعتني بها ويسافر مع عجوزته حول العالم كل ذلك لأنه محاط بقوانين عادلة تحميه وتجعله يشعر بالحنان. عندنا وانا واحد من المشرف على الستين كل اسبوع أروح أحول ان يعطوني مستحقاتي لكي أدفع ديوني وابني حجرتين لولدي لكي أزوجه ولكن صندوق التقاعد يرفض ويقول لي ولا تنقص حتى دقيقة واحدة من تاريخ الإستحقاق للمبلغ مع أني لا توجد لدي شهادة ميلاد أنا من طرز بو كلش (ولادة ام عباس) ولا داعي لذكر الباقي لأن المساحة لا تكفي وشكراً.

    • زائر 22 زائر 21 | 10:18 ص

      خلك طبيعي

      وين الواحد يرتاح ياكلها من وين من حنة المرة لو من الراتب التعبان لو من الوظيفة التعبانة لومن هم القروض لومن. متطلبات الجهال لو من بيت الإسكان لو من الشوارع لمسددة لومن المبيد الحشري كل ليلة لومن قانون المرور لولولولو بعدتمبه لوخلاص خلك طبيعي

    • زائر 20 | 7:23 ص

      الأساس خرااب

      وهل أجوائنا مثالية للحياة الكريمة ؟! الأساس خراب هههه

    • زائر 17 | 3:38 ص

      كيف نحيا واحنا ميتين!!!!

      استاذة احنا أصلا ميتين اشلون نعيش لي كبرنا؟؟؟ اذا اهم فترات حياتنا ما نستانس ، نستانس واحنا عيايز و شياب!!!

    • زائر 16 | 3:26 ص

      من البحرين

      لا يعمر الانسان البحريني بسبب متطلبات الحياة اولها القرض الذي لا يجعله ينام و يطل في قلق مستديم وهذا القلق يسبب له الأمراض و لا يعمر فلو كان الانسان بدون قروض و راتبه نوعا ما يكفيه لما ابتلي بالأمراض وانتهت حياته مبكرا ،

    • زائر 15 | 3:14 ص

      شكرا لاخت مريم على هذا الموضوع ، صراحة مهم جدا وخصوصا هذه الايام

      انا تكلمت مع الكثير من الشباب المتخرج توا من جميع التخصصات، هنا الزبدة اقول لهم لماذا لا تواصلون دراساتكم الى الدكتوراه بعد الماجستر لانه تكلمت مع احد الشباب يعمل حارس ولديه ماجستير يقول لا استطيع لانه انا والامي واحد في البلد لافرق، احدهم مهندس طيران صرف شقاء عمر ابويه غير الديون والامل ان يعوض بعد التخرج ولكن لاحياة لمن تنادي هذه مجرد نماذج من ديرتنا فكيف لا تشيب الصبيان وتتهدم البنيان ،لكن اقول شئ ان نفسيات الشباب جبال برغم الظروف العاتية التي تهدم ناطحات السحاب ورغم الاحباط .

    • زائر 14 | 2:52 ص

      نحن الآن في هذا الزمن نغبط اباءنا واجدادنا ان بلغوا سن 70 او 80 .

      لماذا ؛ لانه في السابق لا توجد غازات سامة تدخل البيوت يوميا ، والديرة كانت بها مليون نخلة غير الاشجار التي شاهدتها بنفسي الموز ،البرتقال ،السنطرة ،الرمان ،اللوز ،الكمثرة، العنب انا شاهدتها في احد القرى تتدلى بطول 400 متر ،الليمون بنوعين والجزر ،الطماطم الصبار بنوعية غير البقوليات بانواعها و.. والمياه العذبة والعيون ، الان لا يوجد ممشى صحي كلها ملوثة ونحن لا توجد في ديرتنا حديقة او ممر او ساحل او ملاعب للاطفال و... وتعطل شبابنا ،فكيف لا نصاب بالشيخوخة المبكرة واليأس والاحباط.

    • زائر 12 | 1:41 ص

      النجار

      السببين في هئا الشيء هم الصحة و السعادة.
      الصحة خب معروفه, وعي صحي ضعيف و نمط حياة غير صحي جدا عندنا تؤدي الى السبب الاول.
      السعادة, المشكلة ان السعادة صعبه, سواء على المستوى الاجتماعي او المعيشي. ضيق الحياة اهلك الابدان والنفوس. وعدم العثور على السعادة هو سبب الأكتئاب.
      "طبعت على كدر وأنت تريدها --- صفوا من الأقذاء والأكدار"

    • زائر 11 | 1:25 ص

      زائر 1 اترك عنك الخرابيط واعرف اش تقصد

      خل اسمعك كم بيت // الحسين اقدس عشق خلا صيتي ينعرف اهوه دربي ومسلكي وعنه ما انحرف كنت انا بوسط المهد غيره ما اعرف احد ............................................ على العهد باقي انا وما يغيرني احد تبقى اهداف الحسين في ضميري للابد

    • زائر 9 | 1:21 ص

      افريقيا

      ما هو في البحرين بلد الغم والهم ما نعرف وين انروح مافي مكان نروح اليه كل الشوارع كل السواحل مسكره ويش تقولين في موضوعك انتين ما انتين عايشه في البحرين يوم الاجاره الي ننتظر ايجي نجلس في البيت وحتى في البيت ما نسلم من الازعاج سوى من السيارات والله من المشاكل الي في الشارع

    • زائر 8 | 1:16 ص

      الجواب يا مريم هو

      ان المسن عندهم استلم كل حقوقه في شبابه من مسكن وعمل وخدمة من بلده ولم يشقى الى ان وصل الى 60 او 100 عام ، بينما نحن يشقى المسكين من بداية نزوله الى الحياة العملية وقبلها وما ان يصل ل 60 او 70 الا خلاص انتهى وهلك من انتظاره لمنزل يأويه او وظيفة سنعة تحفظه بعد التقاعد علاوة على ذلك يفكر في مصير ابناءه الذين سيلقون نفس مصيره ، هذا مثال والمثال الآخر من توفرت له كل سبل العيش الكريم عندنا في البحرين شوفيهم اثار النعمة عليهم ولا زالوا ( ازكرت ) برغم تقدم العمر بهم ، الخلاصة اذا ساد العدل سيسعد الجميع

    • زائر 6 | 1:07 ص

      إلى أين انا

      المشكله ليست في المتقاعد ولا في الحكومه بل في من يسيطر على أوضاعنا في الخليج كل دول الخليج ليس فيها متنفس أو مزايا للمتقاعدين كلهم في الهم سوى/ولكن الحل هو على الإسكان بناء نادي المتقاعدين لكل محافظه أو مجموعة قرى لكي يرتادها المتقاعدون ويكون للنادي مجلس اداره وتمويل حكومي عندها يشعر المتقاعد بعمر جديد حيث الابتسامه وإشراقة صباح جديده هذا أفضل حل

    • زائر 5 | 12:39 ص

      تعليق على الزائر 1

      فعلا هذا هو الواقع أفكارنا مرتبطة بالماضي الكئيب وجلد الذات

    • زائر 4 | 11:55 م

      سؤال

      سؤال الي الاخت الفاضله ماذا تريدين من موطن ؟من نوعمت اظفاره متعب في كل جوانب الحياة وظيفه وبعدين اسكان وقروض بس يوصل الثلاثين كل الامرض فيه

    • زائر 3 | 11:18 م

      الله يهديك

      خل حكوماتنا تهتم بالشباب اللي صار صايع من البطالة وتالي تتفرغ للشياب

    • زائر 2 | 11:13 م

      صحيح و لكن

      تخلف مجتماعاتنا العربية يحرم المراة من سعادتها في هذا السن ، فكم من مطلقه او ارمله تخشى عامة الشعب ان قبلت الزواج .. و كم منهم بعد تربية ابناءهم يصبحون البيبي ستر لابناء ابناءهم ! بل تعامل كالخادمة احيانا .. مجتمعنا باسم العيب و بس العادات يقتل المراة و هي حية

    • زائر 10 زائر 2 | 1:25 ص

      النجار

      لازم يصير تعصب يعني.
      الموضوع يتكلم عن المسن, تجرون حقوق المرأة في الموضوع ليش.
      و تره معدل اعمار النساء اعلى من الرجال.

    • زائر 19 زائر 2 | 7:18 ص

      حرام تصفون رعاية الجدة لاحفادها بهذا الوصف..

      الجدة اللي تبي تستمتع بحياتها وتتلمس حصاد السنين غالبا ما اشوفها لاتطيق فراق أحفادها وتستمتع بدورها الاجتماعي كونها نواة الاسرة ومن تلم شمل الأبناء والاحفاد وتوجههم
      وعلى العكس المتحلطمات على روحهم واللي يطحنون على أولادهم ونسوانهم ويخافون احد يستغلهم هم اللي قالت عنهم الكاتبة ما على لسانهم الا الخوف من الموت ويقهرون روحهم.
      وطبعا لست مع من يستغل أمه , ولكني مع من يظل بحاجة أمه ويعزها بحاجته اليها..
      مو تقولون المتقاعدين عندهم خبره لازم ماتضيع ولازم نظل نحسسهم بحاجتنا بالمثل الجده عندها خبره وفن

    • زائر 1 | 11:12 م

      الأخت مريم

      احنا الي نجيب الكابه لروحنا بسب التفكير في الماضي واحتفالات طول السنه بالكآبه ولبس السواد

اقرأ ايضاً