العدد 4575 - الثلثاء 17 مارس 2015م الموافق 26 جمادى الأولى 1436هـ

حاسَّة انتخاب الأرشيف... قراءة حِراك مضى عن قُرْب

«الحركة الأدبية في البحرين» للمحادين...

كثُر يرون أن الذهاب إلى الأرشيف أمر لا جهد يُذكر فيه. مثل أي ذهاب، ربما لتنشيط الذاكرة. ربما للوقوف على ما اندثر أو هو في طريقه إلى الاندثار. أو ربما لاسترجاع مفاتيح البدايات التي تَشَكَّل منها تاريخ، حركة أدبية أو فنية... إلخ.

يحتاج الذهاب إلى الأرشيف حاسة تنتخب... تقرأ حراكاً ثقافياً وإبداعياً في ملامحه الأولى... قراءة ما مضى عن قُرْب في ارتباط باللحظة الراهنة أيضاً.

بالنسبة إلى الباحثين والمهتمين، تُصبح العملية مركَّبة، أولاً بسبب الكمِّ والتعدُّد فيه، وثانياً الوصول إلى درجة الانتخاب من ذلك الأرشيف، تتبعها مرحلة مهمة ورئيسة وتتركَّز في قراءة وبحث ذلك الأرشيف.

الباحث والأكاديمي عبدالحميد المحادين يقدِّم هذه المرة أرشيفاً لـ «الحركة الأدبية في البحرين... سنوات المهاد الأولى 1964 – 1975»،

في فترات تَشَكُّلِ اتجاه أدبي، إبداعي يستلهم من تجارب محيطه العربي، انفتاحاً على الدائرة الأكبر (العالم) عبر تجارب استوت ونضجت، وفي حال من تفعيل التجريب في الاتجاهات والتيارات تلك، ومغادرة للتجارب التي أسَّستْ ولم تعد قادرة على الإضافة في هذا الحقل، كان العام 1964 وصولاً إلى العام 1975، قفزة في تجارب الأصوات الإبداعية البحرينية تلك.

الأسئلة قليلة هنا ضمن الإصدار؛ فيما الأسئلة تكثر وتتطاول أمام الأرشيف. ربما هذه المرة لأن النصوص تُقدِّم إجاباتها. تُقدِّم نفسها، بالبساطة والعفوية، والأهم من كل ذلك، بالمحاولة التي لا تنفك تجرّب... تخوض غمار كشفها... نجاحها وفشلها الممكن أيضاً.

يُلقي المحادين بسؤاله «لماذا تم اختيار (هنا البحرين) في الفترة ما بين 1964 - 1975 فضاء زمانياً ومكانياً لهذه الدراسة المكثفة؟».

يجيب «في هذه الفترة كانت هي المطبوعة المستمرة شهرياً قبل هذا التوقيت ومعه، ورافقتها في الطريق جريدة (الأضواء) منذ 1965، وكان الكتَّاب البحرينيون يجدون في (هنا البحرين) مُتسعاً معقولاً ليضعوا فوقه شيئاً من إبداعاتهم المختلفة، وقد كانت (هنا البحرين) قد اتجهت إلى مكافأة المواد التي تنشر فوقها، وكانت المكافأة رمزية، ومُوغلة في الرمزية، لكنها كانت تشكِّل مردوداً ذا أهمية نسبية، ورمزية أيضاً».

فضاء «المُجايلة»

لم يكن للجيل الجديد أن يذهب عميقاً في تجربته لولا انفتاحه والتصاقه بأجيال سبقت في التأسيس. تبدو تلك القيمة والضرورة غائبة اليوم، بقفز كثير من الذين يدخلون عالم الكتابة من دون تأسيس، ومن دون حتى تقليب لتجارب وخبرات الذين سبقوهم. بات جيل السرعة تماماً كما هو عصر السرعة، بحثاً عن موطئ قدم في الحضور الطاغي دون تكلُّف عناء السهر على الذهاب إلى أبعد من جيلين أو خمسة سبقت، قراءة وفحصاً وتمعناً.

يُقارب المحادين هنا بين ما يمكن أن نطلق عليه «فضاء المجايلة»، يتناول مثل ذلك الالتقاء والتمازج بالقول «أما التحديد الزماني بين مقطعين أحدهما 1964 والثاني 1975، وما بينهما فمبرره أن هذه السنوات الإحدى عشرة تقريباً تمثل الزمن الذي تعايش فوقه جيلان: جيل قادم مما مضى من السنوات، وممن عايشوا عقوداً من النصف الأول من القرن العشرين، وربما برزت إبداعاتهم وانتشرت في ذلك الوقت المبكر، ولبعضهم كتب مطبوعة ودواوين مقروءة... كان حضورهم مستمراً في هذه الفترة المُستهدفة، ويقع في طليعتهم الشاعر إبراهيم العريض، والشاعر أحمد محمد آل خليفة، والشاعر محمد بن عيسى آل خليفة (الوائلي)، وأسماء كثيرة قادمة من بواكير القرن الماضي، والتقى هؤلاء على هذا الجسر الزماني والمكاني الذي تبلور في أسرة الأدباء والكتَّاب، أو عاصرها وجايلها...».

يكتفي المحادين بالعبور إلى الفترة الزمنية مكتفياً بإطارها وحدودها، دون أن يقرب ويكون على تماس مع ما بعدها، باعتبارها مناطق ومساحات تأثير وتوجيه وخيارات بالنسبة إلى التجارب الإبداعية البحرينية. ذلك العبور لا يريد أن ينشغل بتقديم مادة الأرشيف. الاشتغال عليها ليس من توجه الباحث في ما ألمح في تقديمه. ذلك له مقام آخر.

يشير المحادين إلى أنه «في هذه الفترة، كانت التحوُّلات الأدبية والفنية والنقدية والدراسات لم تستقر بعد، وكانت فرصة للتنوُّع والتعدُّد والجدل... فهذه الفترة هي فترة نضوج قصيدة التفعيلة في مستوى الشعر، وهي الفترة التي احتضنت بواكير قصيدة النثر التي وُلدت بعد كمون...»

المحادين كان يراها حركة نقدية تطل برأسها. لم تكُ كذلك بالتوصيف الذي قدمه. لم تتجاوز الرؤى الانطباعية. وفرق بين الاثنتين. الإصرار على الريادة لأسماء بعينها نعلم أين وصلت أو كيف تم الأخذ بها للوصول. والأثر قائم إلى اليوم. كانت رؤى انطباعية في حدود فقيرة أيضاً. هذه الرؤية تستثني شاعر البحرين إبراهيم العريض، ولا يمكن أن يدّعي كائناً من كان أنه استوى على مدرسة نقدية خاصة به؛ لكن الرجل بما توافر من إجادة عدد من اللغات وذكائه الوقّاد، وتقليبه لتاريخ الأدب العربي، مكَّنه من تقديم درس نقدي بتوليفة قراءات تحصَّل عليها، وما عداه اصطفاف وانطباع غالب.

بهذا التشخيص الذي يبدو عابراً، يقدم المحادين صورة للواقع النقدي وقتها «إن حركة نقدية بدأت تُطلُّ بتجاربها، وبدأت تتحدَّث عن ذاتها، وبدأ النقد يعلن عن نفسه، بحسب الأجناس الفنية والأدبية التي تظهر على سطح هذه التجربة، وكان النقد في بداياته لكنه يبحث عن تعميق تجربته، وعن منهجية علمية له، فهناك نقد القصة القصيرة والمسرحية واللوحة، ونقد ما يُتاح من إبداعات، والعلاقة بين الحركة الأدبية والحركة النقدية معروفة بأنها علاقة عضوية».

المنهج

في اعتماد المحادين لمنهجه بتقديم اصطفاءات وانتخاب لنصوص الفترة الزمنية التي يرصدها، كانت الجدولة وما يتبعها، ارتباطاً بالفرز، والتأريخ لها تلمُّساً للتصنيف، تثبيتاً: لعدد الإصدار وتاريخه وما يليهما. ولتفصيل أكثر في ما ذهب إليه المحادين «اتجهتُ إلى المنهج الببلوغرافي، القائم على الجدْوَلة والتوزيع وإعادة المواد إلى أصحابها، وهذا يتطلَّب خطوتين رئيسيتين، الأولى: انتزاع الموضوعات التي لها علاقة بالأدب والفن والثقافة، والتي نشرت في (هنا البحرين)، واعتماد الجانب التاريخي ضابطاً للتصنيف، فتمَّ النظر في الأعداد الصادرة العام 1964، كنموذج وفي جدول مرفق وُضِعتْ كالآتي: العدد، التاريخ، ويكون بالشهر عادة، ثم النص واسم الكاتب، ونوع المادة المنشورة».

الشعر

حيث تم «الالتفات إلى الاعتبارات الكمية والنوعية، ويقوم الإحصاء بدور مهم للدلالة على غزارة الإنتاج وطبيعته، يربطه بالمنتجين، والنظر في بداياتهم أو استمراريتهم لسيرورة سابقة، أو الانقطاع والاستمرار»

في هذا الباب، يأتي الشاعر غازي القصيبي الذي أصدر دواوين سابقة على التاريخ الذي بدأ منه رصد النتاجات في الفترة ما بين 1964 و 1975. وتحضر قصيدته «أضواء المنار» وكان في باكورة تجربته موغلاً في الرومانسية والحب والخيال «فهو يقف على حافة الانطلاق من عمود الشعر والتحرر من سطوة وحدة الوزن والقافية، وكان يعبِّر عن تجاوزه بتعدُّد القوافي...».

يحضر في رصد تلك الفترة، صديق الشاعر القصيبي، الشاعر الذي رحل عنا قبل أيام، عبدالرحمن رفيع، الذي قطع مراحل أسرع من الأول نحو شعر التفعلية، بما اتسم به من قدرة على القص، ومزج أنواع وأشكال إبداعية في الشعر، مع نزعة رومانسية وَسَمَتْ كثيراً من شعره في البدايات، مع احتفاظه بالسمة التي برز وعُرف بها بكتابة القصيدة العمودية.

وضمن تلك الفترة التي يتم رصدها، يبرز اسم واحد من أهم وأكبر شعراء البحرين في تلك المرحلة والمراحل التي ستليها، المرحوم الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، والذي عَدَّه المحادين «واحد من القليلين الذي يشكّلون هذا الامتداد قبل السبعينيات إلى ما بعدها، فهو جسر من الجسور التي عبرتْ عليها ومعها تجارب الشعراء الجدد آنذاك، وكانت تجربة أحمد آل خليفة قد اكتملت، وأصدر دواوين شعرية، واسمه متداول كشاعر له سماته وخصائصه، بمقدرة شعرية محكمة متمكِّنة في حدود اختياره لموقفه من الحياة والأشياء...».

كانت بداية نشره في «هنا البحرين» في العام 1965، من خلال قصيدته «الغراب والغريب»، وفي العام نفسه نشر «قلق وشاعرية.

ومن بين الأسماء التي برزت في تلك الفترة التي يتناولها الكتاب، الشاعر علي عبدالله خليفة، وخصوصاً في الفترة ما بين 1966 و 1969، حيث برزت موهبته الشعرية، التزاماً بالمدرسة الحديثة في الفن عموماً، والشعر خصوصاً. ولعل أبرز وأشهر قصيدة له في تلك الفترة، وأخذت الامتداد في الحضور بعد ذلك بسنوات قصيدته «أنين الصواري»، والتي ستحمل عنوان ديوانه الأول في ما بعد، طرق فيها شكلاً ومضموناً جديداً، قياساً بالتجربة في البحرين، ومنطقة الخليج عموماً. ولم يعنِ ذلك أن علي عبدالله خليفة لم يطرق الشعر العمودي؛ إذ يورد المحادين في تقديمه للكتاب قصيدته «إلى بحار»، والتي يتناول فيها تراث وميراث الغوص.

ومن المجايلين في تلك الفترة، الشاعر يوسف حسن (شاعر القرية)، وكانت له مساهمة في «هنا البحرين» بقصيدة «إطلالة على روح طرفة بن العبد»، في الاستحضار الرمزي لها، وتجربته مع القصيدة العمودية في «مزمار على رمال الخليج» التي اعتمد فيها المقاطع، وصولاً إلى تجربته مع قصيدة التفعيلة، التي نشرها ضمنها تجربتين في المجلة، بلوغاً إلى تجاوز الوحدة التقليدية يقفز إلى الأحدث في تجربته «علَّمني أبي»؛ سواء من حيث أساسها الإيقاعي أو توظيفه «الحقل الدلالي للحياة الزراعية في البحرين؛ وخاصة النخيل، واستمرت تجاربه في هذا الاتجاه».

ولم يكُ قاسم حداد بعيداً عن بدايات ذلك الحراك الأدبي في الفترة التي يرصدها الكتاب، فكانت قصيدة التفعيلة منطلقه، وبحسب الكتاب لم تُعرف لقاسم حداد تجربة في القصيدة العمودية، وعبر قراءاته المعمقة والكثيرة استطاع حداد أن يوجد له خطاً ومساراً في تجربة قصيدة التفعيلة، التي انطلق منها رومانسياً، ليدخل في مساحات من التأمل والألم بطبيعة المضامين التي طرقها شعره.

ومن جيل التجربة نفسه يبرز علوي الهاشمي شاعراً تقليدياً، ليأتي مطلع سبعينيات القرن الماضي، متمخضاً عن تجربة ثرية وعميقة برزت في قصيدة التفعيلة التي أخذ بها إلى آفاق أرحب.

الحافز

على رغم الفترة التي تُعدُّ مبكّرة نوعاً ما لاختبار الحركة الأدبية وقتها، إلا أن الشعور بضرورة طرح حافز مهما كان بسيطاً، بات ضرورياً ومهماً، فكان أن طرحت «هنا البحرين» مسابقتها الأولى في الشعر في العام 1967 والتي اشترك فيها كل من: عبدالرحمن رفيع، بقصيدة «موطن الخالدين» التي فازت بالمركز الأول، وأحمد بن محمد آل خليفة بقصيدة «جزائر اللؤلؤ»، وفازت بالمركز الثاني، ويوسف حسن بـ «إطلالة على روح طرفة بن العبد» التي فازت بالمركز الثالث، وقاسم حداد بالمركز الرابع عن قصيدته «تراجيديا إنسانية»، وعبدالواحد منصور الشهابي بالمركز الخامس عن قصيدته «وطني»، لينال علوي الهاشمي الجائزة السادسة في المسابقة.

القصة القصيرة

لا حضور فارقاً واستثنائياً وقتها. لا فارق في الأعمال القصصية الأولى التي احتضنتها «هنا البحرين». أسماء عابرة. تطل ربما لمرة واحدة. تترك أثرها الخاص. مع الزمن يتلاشى ذلك الأثر، ربما لأنها لم تأتِ مُؤسَسة. أتت محاكاة وتقليداً واجتراراً لما/ من سبق. نجد تقرير ذلك في ما ذكره المحادين في كتابه بالنص أو قريباً منه «نجد أن البواكير كتبها قاصون لم يحققوا إنجازاً مهماً في هذا المضمار، ولم يحققوا في هذا الجنس الأدبي شهرة أو مكانة. ففي سنة 1964، بداية الفترة المستهدفة نجد قصة واحدة هي «فراغ» كتبها فاروق عبيد، وهي تذكرنا ببواكير القصة القصيرة في التجربة العربية البعيدة...». أسماء كذلك مثل القاص الفلسطيني المقيم في البحرين محمد مصطفى خميس في العام 1965، كذلك الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الذي نشر ثلاث قصص قصيرة تعالج فضاءات عاطفية، وهو الذي عُرِف أساساً كشاعر غنائي.

يبرز خلف أحمد خلف في تلك الفترة باعتباره الصوت القادم بقوة، عبر موهبة قدَّمت نفسها في التجارب الأولى، ولعل «هنا البحرين» كانت النافذة التي أطلَّ من خلالها بتجربته على العالم من حوله. عالمه المحدود هنا، انطلاقاً إلى دائرة أكبر وأوسع.

ولثريا العريض حضورها، وإن كان في صورة قصة يتيمة، وهي التي عرفت كشاعرة في فترة مبكرة من تاريخ الحركة الشعرية في البحرين.

ويظل القاص والأديب البحريني الراحل محمد الماجد، واحداً من الأسماء الفاعلة والنشطة، ومن الذين لم تنقطع تجاربهم بعد سنوات من تلك الإطلالات، بل أخذت في التنامي والتصاعد والبروز. وهنالك أسماء مثل خليفة حسن العريفي، وصالح حسن، ومحمد عبدالملك الذي سيكون بعد سنوات أحد الأسماء الفاعلة التي أضافت للفن القصصي وبرزت فيه، وعبدالله الذوادي، وإبراهيم عبدالله شمس، وراشد نجم، وفؤاد خليل إبراهيم، وجمعة مبارك جمعة، وأحمد الحجيري، وعبدالله علي خليفة، وعبدالقادر عقيل، وأمير عرب، الذي أثبت موهبة ملفتة.

نقد ودراسات ومقالات

يرى المحادين في هذا الباب من الكتاب، أن ما ضمَّته بعض المجلات في تلك الفترة من مقالات وشبه قراءات، لم تتعدَّ الانطباعية، يعطي مؤشراً على بدء قيام حركة نقدية، وفي «حدود تلك السنوات»، أي بالمرجعيات والآليات والأدوات المتوافرة، وفي الحدود التي وصلتها التجارب. وذلك نص إشارته «نعم في حدود تلك السنوات، فهي حركة نقدية بالمُتاح من الأدوات والثقافة، وغالباً ما كان المبدعون أنفسهم يمارسون النقد والتعليق على إبداعاتهم...».

في تلك الفترة برزت أسماء نشرت مقالات تحمل منحى نقدياً، من بينها، إبراهيم العريض في تناوله لقصائد الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، ومُعدّ الكتاب (المحادين) كان له عدد من المقالات، ومقالات لقاسم حداد عن تاريخ المجتمعات العربية، ومحمد جابر الأنصاري، وكانت أولى كتاباته العام 1964 «ساعة مع العريض»، ليتناول بعد ذلك عدداً من الأسماء من بينها عبدالله الزائد، والشاعر أحمد بن محمد آل خليفة، والشيخ محمد بن عيسى (الوائلي)، وعبدالرحمن المعاودة. ومن الأسماء حسين راشد الصبَّاغ، من خلال عدد من المقالات عقَّب من خلالها على بعض الكتابات، ومحمد الخزاعي، وسلمان تقي، وأحمد المناعي، وخليل الذوادي، وسعيد العويناتي، وموزة البلوشي، إضافة إلى عدد من الشعراء والكُتَّاب الذين ذهبوا في هذا الاتجاه، ومن بينهم علي عبدالله خليفة، ومحمد عبدالملك، وأحمد الحجيري، وحسن عبدالعزيز عون، وبهية الجشي، وجاسم شريدة، وخليل يوسف الذي كتب وقتها «الحركة المسرحية والبداية الشاقة».

الكتاب اكتفى بتقديم الأعمال الأولى. تناول الأعمال كان عابراً وانطباعياً. كأن الأرشيف نفسه وبنسخ مطابقة عن «هنا البحرين» هو من يقدم تلك الأعمال. لم يحدث اشتغال على الأعمال من حيث تشريحها وتناولها لغة، وتوجهات، ورؤى. قراءة الأعمال من حيث مباشرتها كنصوص، في الكتاب، بالنسبة إلى القارئ، كانت صعبة لرداءة الفرز. كان يمكن أن تظهر بشكل آخر من خلال إعادة طباعتها بعيداً عن النسخ. لكن الكتاب يظل مهماً، على الأقل بالنسبة إلى مشاريع مقبلة. هو مشروع استدراج لقيام مثل تلك المشاريع.

قاسم حداد - غازي القصيبي
قاسم حداد - غازي القصيبي

العدد 4575 - الثلثاء 17 مارس 2015م الموافق 26 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً