العدد 4576 - الأربعاء 18 مارس 2015م الموافق 27 جمادى الأولى 1436هـ

أبو الهول

أبو الهول هو تمثال لمخلوق أسطوري بجسم أسد ورأس إنسان وقد نحت من الحجر الكلسي، ومن المرجح أنه كان في الأصل مغطى بطبقة من الجص وملون، ومازالت آثار الألوان الأصلية ظاهرة بجانب إحدى أذنيه.

يقع على هضبة الجيزة على الضفة الغربية من النيل في الجيزة، مصر، ويعد أبو الهول أيضاً حارساً للهضبة. وهو أقدم المنحوتات الضخمة المعروفة، يبلغ طوله نحو 73.5 متراً، من ضمنها 15 متراً طول رجليه الأماميتين، وعرضه 6م، وأعلى ارتفاع له عن سطح الأرض حوالي 20 متراً إلى قمة الرأس. يعتقد أن قدماء المصريين بنوه في عهد الفرعون خفرع (2558-2532، قبل الميلاد)، باني الهرم الثاني في الجيزة.

اختلفت الآراء فيما يمثله هذا التمثال، فالرأي القديم أنه يمثل الملك خفرع جامعاً بين قوة الأسد وحكمة الإنسان. بعض علماء الآثار يعتقد أن الملك خوفو هو الذي بناه حيث وجه أبو الهول يشبه تمثالاً لخوفو، ولا تشبه تماثيل خفرع). والواقع أن مسألة من هو باني أبو الهول مازالت مفتوحة للبحث.

ويقال إنه يمثل إله الشمس “حور-إم-آخت”، والدليل على ذلك المعبد الذي يواجه التمثال حيث كانت تجري له فيه الطقوس الدينية. وقد ظل ذلك راسخاً في عقول المصريين طوال تاريخهم حيث اعتبروه تمثال للإله “حور-إم-آخت”، (أي حورس في الأفق) وهو صورة من الإله أتوم أكبر الآلهة المصرية وهو الشمس وقت الغروب.

أما عن اسم “أبو الهول” والاشتقاق اللغوي له، فيبدو أن أصله يرجع إلي الدولة الحديثة حين نزل قوم من الكنعانيين إلى منطقة الجيزة وشاهدوا التمثال الذي يمثل الإله “حور” وربطوا بينه وبين إله لديهم هو “هورون” ثم حرف هذا الاسم إلي “حورونا” الذي حرف بدوره إلى “هول” حيث قاعدة الإبدال بين الحاء والهاء في اللغة العربية. أما لفظة “أبو” فيبدو أنها تحريف للكلمة المصرية القديمة “بو” التي تعني “مكان”، وفي هذه الحالة يصبح معني الاسم “مكان الإله حور”، فيما قام الإغريق القدماء باستنساخ نسختهم الأنثوية من ذلك الكائن.

وفي رواية أخرى لأصل التسمية أنه كان قديماً يسمى عند الفراعنة بـ (بوحول) وكان الفراعنة يطلقون على الحفرة التي بها أبو الهول (برحول) أي بيت حول، وعندما جاء الفرنسيون إلى مصر كانوا يقولون عنه أن اسمه (بوهول) لأنهم لا ينطقون حرف الحاء ثم حرف أخيراً إلى (أبي الهول).

كان لدى التمثال أنف طويل لكن التمثال فقد أنفه والذي يبلغ عرضه 1 متر، وهناك شائعات مازالت تتناقل تقول بأن الأنف قد دمرت بواسطة مدفعية جنود نابليون. وشائعات أخرى تتهم البريطانيين أوالمماليك أو آخرين. ولكن الرسوم التي رسمها المستكشف الدانمركي فريدريك لويس نوردين لأبي الهول في عام 1737م ونشرت في 1755 م في كتابه “الرحلة إلى مصر والنوبة” توضح التمثال بلا أنف.

وهناك أراء أخرى لتفسير ذلك:

1.أن أبناء الملوك الفراعنة كانوا يتبارون عليه في الرماية.

2.عوامل التعرية قد تكون السبب.

3.يقال إنه أساساً بدون أنف.

إلا أن كل النظريات اتفقت على أن السبب الرئيسي هو أن الأنف كانت أضعف نقطة في أبو الهول.

العدد 4576 - الأربعاء 18 مارس 2015م الموافق 27 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً