العدد 4577 - الخميس 19 مارس 2015م الموافق 28 جمادى الأولى 1436هـ

ابني... كاذب... وبقوة ...

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

ابني كاذب ... إحدى الجمل المكررة عند الحالات التي تتصل بي طلباً للاستشارة والمعونة، وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن حوالي (70 في المئة) من أنواع السلوك لدى الأطفال الذين يتصفون بالكذب ترجع إلى الخوف من العقاب، وأن (10 في المئة) منها يرجع إلى أحلام اليقظة والخيال، ويرجع نحو ( 20 في المئة) إلى أغراض الغش والخداع. وانه كلما زادت قسوة الآباء والأمهات، ولجأوا إلى الضرب والعقاب لحمل الطفل على قول الصدق والإقرار ببعض الأخطاء لجأ الأطفال إلى الكذب.

ولأني أم لطفلة تبلغ من العمر سبع سنوت، الى جانب كوني اخصائية ومرشدة نفسية فأنا أمر بالكثير من المواقف التي تمر بها الحالات النسائية بالتحديد، فقد لاحظت تغيير بعض الحقائق لابنتي (لن أسميها كذباً) في هذه المرحلة العمرية، فهناك عوامل عدة تجعل (الطفل) يغير حقيقة الموقف، وعلينا كأولياء أمور قبل أن نكون مختصين، أن نحاول فهم ماهية هذا السلوك قبل وصمه بسمة سلبية، تجعلنا نركز على العقاب دون بحث ومحاولة علاج المشكلة.

وبعرض سريع هناك أنواع عديدة للكذب «تغيير الحقائق» للطفل وأولها ...الكذب الخيالي... والذي لاحظته على ابنتي – وأسعدني – حيث إن هذا الكذب نوع من اللعب يلهو به الأطفال، فقد يلجأ الطفل إن كان ذا لسان ذلق، وخيال خصب، إلى سرد حكايات جذابة يدعي أنها حقيقية ومرور الزمن وحده كافٍ لعلاج الكذب الخيالي، ويَحسن بهذه الحالة أن نبادل الطفل قصة بقصة وخيالاً بخيال على أن نشعره أن هذه القصص المسلية مخالفة للواقع، وإذا أحسنَّا توجيه الطفل فقد ينبغ في التأليف والتمثيل.

أما الكذب الالتباسي، فهو يزعج كثيرا الأمهات، وسببه الخلط بين الحقيقة والخيال، فهما يلتبسان على الطفل، فلا يميز بينهما، وهذا النوع من الكذب يزول تلقائيّاً إذا كبر الطفل، ويطلق على هذين النوعين من الكذب الكذب البريء.

ولأكون منصفة، فهناك أنواع من تغيير الحقائق يجب ان نلفت النظر اليها؛ لأنها قد توضح لنا وجود خلل ما، وهو «الكذب الادعائي» كأن يباهي بوالده وقوته ونفوذه، أو يبالغ في وصف تجاربه الخاصة؛ جذباً للأنظار وتوكيداً للذات، وينشأ هذا النوع من الكذب من الشعور، وقد يكون من كثرة الإذلال والقمع الواقعين عليه ممن حوله ممن لا يريدون له الظهور.

«الكذب النفعي» كأن يتظاهر الطفل بالمرض للحصول على العطف والرعاية، وسبب هذا النوع هو عدم ثقة الطفل بمن حوله من الكبار المحيطين به، لشعوره بالحرمان أو لكثرة العقاب، وهناك أنواع عديدة لا يتسع المجال هنا لذكرها، كالكذب العنادي والكذب المزمن.

وبالتأكيد هناك عدد من الاستراتيجيات التي تساعدنا على تجاوز هذه المشكلة بحسب نوعها وشدتها وظروفها المحيطة.

فاطمة _ السيكولجست : عيشي كثيرا من التجارب مع ابنائك... فأن تعيشي معهم... أفضل بكثير من أن تفني نفسك بالعمل لتعيشي لهم فقط.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 4577 - الخميس 19 مارس 2015م الموافق 28 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً