العدد 4578 - الجمعة 20 مارس 2015م الموافق 29 جمادى الأولى 1436هـ

القطان يدعو إلى البر بالوالدين وكبار السن وعدم عقوقهم

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

الجفير - محرر الشئون المحلية 

20 مارس 2015

دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إلى البر بالوالدين وكبار السن، واحترامهم وتوقيرهم، وعدم عقوقهم، مؤكداً أن لكبار السن في الإسلام حقوقاً عظيمة، لا يجوز التفريط فيها أو التخلي عنها، منها: برهم والإحسان إليهم، وخاصة إذا كانوا من الآباء أو الأمهات.

وقال القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (20 مارس/ آذار 2015): «نقف اليوم مع الكبير الذي ضاعت عند بعض الناس حقوقه، وضيعت وامتهنت مشاعره وأحاسيسه، وجرحت كرامته، وكثرت وعظمت همومه وغمومه وآلامه وأحزانه... نقف اليوم مع الكبير الذي هو نور وبركة في مجتمعنا، والذي يرى مع الأسف الشديد بعض مثقفي زماننا، ممن تأثروا بالثقافة الغربية، بأن الكبير أصبح عالة على المجتمع، ولا يستحق أن نشغل أنفسنا به وبقضاياه...

وأوضح أن «توقير الكبير وتقديره واحترامه، أدب من آداب الإسلام، وسنة من سنن سيد الأنام عليه من الله أفضل صلاة وأزكى سلام، وهي سنة الأنبياء قبله؛ فها هما البنتان الصالحتان البارتان، ترعيان الغنم عن أبيهما الكبير شعيب، (قالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) فما كان من موسى إلا أن - (سَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ) فأكرموا رحمكم الله، كبار السن ووقروهم؛ فإن الله يحب ذلك ويثني عليه كثيراً».

وحذر من عقوق الآباء والأمهات وكبار السن، مشيراً إلى أن عقوقهم «عقوبته معجلة؛ فبمثل ما يصنع العاق بأبيه، سيصنع به أبناؤه، فهذا شاب أدخل والده إحدى دور إيواء المسنين ولم يزره، وما هما إلا شهران ويصاب هذا الابن المتزوج، بحادث سيارة تسبب في شلل جسمه، مما دفع بأولاده أن يلحقوه بوالده الذي هو جدهم، وفي الدار نفسها.

وأشار إلى أن «قصص السلف في برهم لآبائهم وأمهاتهم لا تكاد تحصر، وما ذاك إلا لعلمهم بفضائل الإحسان للوالدين، وأنه سبب في استجابة الدعاء عند الله عز وجل، وأنه مكفر للذنوب والخطايا، وأنه من أحب الأعمال إلى الله تعالى، وأن برهما من أسباب البركة وزيادة الرزق، وهو سبب في حصول البر من الأولاد؛ فمن بر والديه بره أبناؤه، ومن عقهما عقه أبناؤه، (فالجزاء من جنس العمل)، ولا يظلم ربك أحداً».

وبيّن «صور بر الوالدين وكبار السن خاصة كثيرة؛ فمن ذلك: مناداتهما بأحب الأسماء إليهما، وعدم ندائهما بأسمائهما المجردة، والتلطف معهما في الكلام، وعدم رفع الصوت عليهما، وتقبيل اليد والرأس، وطاعتهما في غير معصية الله، وإدخال السرور عليهما، وعدم إحزانهما، وعدم التقدم عليهما عموماً في الكلام أو الطعام أو المشي إلا لحاجة، والدعاء لهما، والتوسيع لهما في المجلس، وتلبية ندائهما دون تأخر، ومن برهما والإحسان إليهما، أن من تقدم به السن من الوالدين، ولم يؤدِ فرضه من الحج مثلاً، فعلى الأبناء أن يقضوا عنه».

وأضاف «من حقوق كبير السن، أن يقدم في المجلس وفي الكلام ونحوه... ومن احترام الكبير، أنه يبدأ بالسلام، توقيراً وإجلالاً له، وأخبر النبي (ص) أن البركة مع الكبار فقال: (البركة مع أكابركم) وهذا هو هدي الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، يجلّون الكبير، ويجلسون إليه؛ فلديه من الخبرة والعقل ما يفوق به غيره ممن هو أصغر منه؛ فقد مرت بهم تجارب في الحياة كثيرة وعديدة، لا يمكن الاستغناء عنها؛ فكبار السن تؤخذ منهم الخبرة بالمجان عن الحياة وظروفها بحلوها ومرها وخيرها وشرها؛ فهم في المجتمع المسلم بركة وخير، وهم سبب للرزق والنصر».

وتابع «هذه هي نظرة الإسلام لمن كبر سنه، وهو مسلم مطيع لله تعالى، أجر وفضل وبركة ونور؛ لذلك يقبح من كبير السن، ومن غزى الشيب لحيته ورأسه، أن يشتهر عنه الخطأ والذنب - كشرب الخمر والزنا وغيره، وهو أقبح ما يكون».

وخاطب القطان الكبار قائلاً: «أنتم كبار في قلوبنا، وكبار في نفوسنا، وكبار في عيوننا؛ بعظيم حسناتكم وفضلكم؛ فأنتم الذين علمتم وربيتم، وأنتم الذين أدبتم وبنيتم، ولإن نسي البعض فضلكم فإن الله لا ينسى، ولإن جحد البعض معروفكم فإن المعروف لا يبلى، ولإن طال العهد على ما قدمتموه من خير وتضحيات فإن الخير يدوم ويبقى ثم إلي ربكم المنتهى وعنده الجزاء الأوفى».

وأضاف «أما الآلام والأسقام التي تجدونها، فالملائكة قد كتبت حسناتها والله عظم أجورها وستجدونها بين يدي الله؛ فالله أعلم كم كان لهذه الأسقام والآلام من حسنات ودرجات، اليوم تزعجكم وتقلقكم وتبكيكم وتقض مضاجعكم، ولكنها غداً بين يدي الله تفرحكم وتضحككم؛ فاصبروا على البلاء، واحتسبوا عند الله جزيل الأجر والثناء؛ فإن الله لا يمنع عبده المؤمن حسن العطاء».

هذا، وحث إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشباب إلى القيام بحق الكبار، قائلاً: «لنقم جميعاً بحق كبارنا علينا، لننال رضا ربنا، لنقم بحق كبارنا، ليقوم بحقنا أبناؤنا، لنقم بحق كبارنا لنرد الجميل، لنقم بحق كبارنا لنرسم بترابطنا وتراحمنا لوحة مشرقة في ليل حالك السواد، تمزقت فيه أواصر المحبة والشفقة والمودة بين أفراد الأسرة الواحدة، بين كبارها وصغارها في كثير من المجتمعات».

العدد 4578 - الجمعة 20 مارس 2015م الموافق 29 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً