العدد 4580 - الأحد 22 مارس 2015م الموافق 01 جمادى الآخرة 1436هـ

الخوف من الفكر!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لماذا استنفر بعض النواب دخول الكاتبة الصحافية جمانة حدّاد إلى البحرين؟ لماذا هذه الحرب على كاتبة صحافية ولم نشاهد الحرب على مجموعة من المغنّين الغربيين المشهورين بأمور أعظم من الأمسية الشعرية التي كانت ستُلقيها حدّاد خلال ربيع الثقافة؟ وأيضاً لماذا هو الخوف من الفكر؟

يقول أحدهم بأنّ المغنّين سيغنّون لمجموعةٍ من الناس وسيذهبون من دون نشر فكرهم الخبيث، ولكن فكر حدّاد أخطر من فكر المغنين! أوتصدّقون هذه الجملة وتعون ما تحويها؟ لقد قدّم بعض النوّاب هديّة كبيرة لجمانة حدّاد ونحن نشكرهم عليها، فلقد نشروا فكرها أكثر، وتداولت مواقع التواصل كل حرف قالته حدّاد، ولولاهم لما عرفها الكثير من شعب البحرين، بل كانت ستقدّم أمسية لمجموعة صغيرة من المثقّفين بهدوء وتنتهي لتعود إلى ديارها، ولكن رُبّ ضارّة نافعة، فها هي لم تحضر، وهاهو فكرها انتشر، ما رأيكم اليوم يا جماعة؟

ما حدث لهذه الكاتبة الصحافية يؤكّد لنا خطورة الكلمة وقوّتها، وخوف البعض منها عندما يجهلون الردّ عليها، ونستغرب من بعض النوّاب الذين يجب أن يتطرّقوا إلى التشريع وإرجاع أملاك الدولة وأموال النفط الضائعة إلى ميزانية الدولة، عندما يضعون مؤسّسة أهلية من ضمن أجنداتهم، من دون أن يفرّقوا بينها وبين هيئة الثقافة والآثار!

إنّ هيئة الثقافة مستمرّة في توجّهها، والمؤسسة الأهلية تسير على حصد النجاح تلو النجاح، فلولا هذا النجاح لما وجدنا المحاربة من كل قطر ولا من كل صوب، وهذا دليل حي على العطاء وتقديم الأفضل للبحرين. وما هو مُضحك خلط الهيئة بالمؤسسة الأهلية من قبل أناس نعتقد بأنّهم يفهمون الفرق!

الفكر المتطرّف هو الذي يضغط على الدولة من أجل إخماد فكر آخر مغاير له، وهو الفكر نفسه الذي يجعل النّاس تخاف من كلمة الحق، لأنّ أتباع هذا الفكر لا يعرفون معنى «نحن غير عنكم»، فما يعرضونه من فكر وينتجونه من عقيدة هو بالتّالي ما يجب أن يكون منتشراً في البقاع! لا مخالف ولا مغاير ولا متحدّث!

ومادام بعض السادة النوّاب في موجة الحلال والحرام، فهناك الكثير من الأمور التي فعلاً نريدهم إيقافها، وعلى رأسهم «الربا»، فمن يتعامل بالربا ما هو إلاّ شاق عن العقيدة السليمة، ومحارب من الله ورسوله، فأينكم عن آكلي الربا يا سعادة النوّاب الاسلاميين؟

أيضاً نود ممّن «استذبح» على مقاطعة حدّاد، أن يستذبح أيضاً على محاربة المنكر، وأوّلها بعض الفرق القادمة للمناسبات الرياضية، لأنها تنشر الصور الخلاعية والخبيثة التي لا تمت لعاداتنا ولا تقاليدنا ولا ديننا بصلة، فهل تستطيعون ذلك؟

وأخيراً نتمنّى منهم إيقاف الخمور والمسكرات والبارات، فهذه أمور لا يمكن السكوت عنها، فإن طالبوا بإيقاف كاتبة صحافية ومفكّرة ستلقي أمسية شعرية، كان الأولى المطالبة بالمطالبات التي سبقت، فهي حدود شرعية لا حرّية فيها كما يقولون! وما نقول إلاّ على الدنيا السلام إن كان هناك من يحلّل أمراً ويحرّم آخر يتناسب مع هواه!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4580 - الأحد 22 مارس 2015م الموافق 01 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 6:19 ص

      الفكر ان تحاور لا ان تحظر

      تستطيع ان تمنع المفكر من المرور جسديا لكنك لا تستطيع منع فكره من المرور، ولقد قدم هؤلاء مساحة فكرية مفتوحة لم تكن متاحة لفكر جمانة، بمنعها من الحضور في مساحة جغرافية ضيقة. اي منهجية ينطلق منها هؤلاء؟ .. تحولات تمور بها المنطقة برغم المشهد القاتم.

    • زائر 24 | 6:12 ص

      اين

      اين انتم يانواب عن شارع المعارض والفنادق مالت الدعارة وشرب الخموور وعن الشقق الدعارة الي فى الجفير شوف الخليجيين يوم الخميس فى جيتهم البحرين يتسابقون بسياراتهم الى المناطق الخموور والدعارة عسبالكم هم اجيون حق البحرين للسيلحة هم اجيبون ليعربدوون بلد اسلامى مشحون من الدعارة والخموور والفساد والله بعينى رايت سكسويل يحمل الخموور فى الشارع ولا يلحفون السكسويل المشتكى لله وشكرا للكاتبه

    • زائر 23 | 5:15 ص

      Zikoniss

      إنها منعت لأنها صريحة و تعبر عن أفكارها بصراحة، لكنهم لا يحبون الصراحة بل النفاق و الزيف و الكذب.. لذا أنا أتضامن معها و إن كنت أختلف معها، فالاختلاف لم يكن مبرراً للخلاف و للصراعات، يجب أن تكون حواراتنا فكرية و عقائدية حول الأفكار و ليس الأشخاص، لكن هؤلاء الأغبياء يظنون أنهم يحتكرون الحقيقة لنفسهم.
      أشعر بالأسف على وضعنا لكن في نفس الوقت أشعر بالكثير من الأمل. لأنني أنظر إلى المستقبل و أعلم أن جيلنا سيغير الكثير و سيقضي على بعض العنف و الجهل.
      تحياتي لك على موضوعيتك و احترامك .
      تحياتي من المغرب/س

    • زائر 20 | 4:14 ص

      قرار خاطي

      أنا مع التعليق السابق الفكر المتخلف يبعد عن القرار لم يحصل سلمان رشدي على تقدير العالم الغربي إلا عندما حكمنا عليه هكذا نحن لا نتعلم

    • زائر 19 | 4:09 ص

      وطء القاصر

      الأخت مريم لماذا تتمنين منع الخمور الكتابه قالت أتعجب من دين يحرم الخمر ولا يحرم وطء الفتيات الصغيرات بل يبيحها لهذا منعت جمانه

    • زائر 18 | 4:04 ص

      فكر داعشي ولاغير

      هو نهجهم كرههم للاخر ، ما أدري من الله استقبل كارديشان ( دواعش العصر )

    • زائر 17 | 3:51 ص

      مجتمع متعصب

      استاذة مريم شكرا على المقال ، المجتمع المتعصب ليس كثيرا ولكن المتمسكين فيه لهم قرار على ما يحدث ، نتمنى من القيادة ابعادهم عن القرار حتى تسود الحرية في البحرين ...

    • زائر 13 | 2:53 ص

      انا واحدة منهم وأمثالي كثر

      لم اسمع عن جمانة حداد في حياتي والان سمعت عنها واخدني الفضول لمعرفة أفكارها و دخلت على حسابها وبحثت عن كتاباتها وأمثالي كثير من الناس والفرق اني انسانة راشدة وسني لا يسمح بالتأثر بهذه الافكار ولكن مامصير المراهقين والمراهقات الذين ببدأوا يسألون عنها ويرغبون في معرفة كل شيء عن أفكارها ومبادئها فعلا حصلت على دعاية مجانية

    • زائر 12 | 2:45 ص

      الموضوع ما هو الا انتقام

      يبدو ان سعادة النواب ارادو الانتقام من الشيخة مي لوصفها المعروف لهم في احدى جلسات البرلمان .. اذا كانت هذه الكاتبة تحمل فكر معين فلأولى مجادلتها بالفكر .. لا بالطرد والمنع ومحاكم التفتيش ...

    • زائر 11 | 1:50 ص

      جمانه

      نطاق المرأه لها فكر نختلف ونتفق فيه وكان بالأحرى أن تأتي ونتحاور معها وأنا قرأت لها كثيرا فهي تستحق الاحترام ولكن من يعجز عن فهمها لا يريد أن يقترب منها وهي تطرح مسا أ ل كبرى لكل الاديان ولكن من يعجز عن الردفليس له حيله أخرى يا ساده إقراوها جيد ا لأنكم بحاجه الى فكر منفتح كجمانه وربما يكون ذلك خيرا لها لان يدخل من لا يسمع عنها إلى الشبكه ليطلع على فكرها

    • زائر 9 | 1:36 ص

      هائلاء ليس لهم صله فى الاصل

      هم ابعد خلق البشر من خدمه المواطن والتحسس فى معنانته اليوميه والبعض الاخر كان اخطر من حداد من تقسيم وتفتيت المجتمع فى خطبهم على اعواد المساجد يوم الجمعه من تحريض وكراهيه والشى الاخر هاده اهانه وتقليل من هادا الشعب المتفتح المتعلم المتحضر من اكثر دول الجوار لو شاء الله لجعل البشريه كلها مسلمه ولون واحد ولكن حكمته عز وجل جعلكم امم وقبائل لتعارفوا بعدين يا اختى الفاضله التلفاز اليوم والبرامج التى تبث والنت المتناول بين الايدى ضربت زر كلها عوامل اما للتكفير او الالحاد او الانحطاط الفكرى هل بمقدور ها

    • زائر 8 | 1:36 ص

      استغفلر الله

      جمانة يا تاس ملحدة لا تؤمن بالله وتبون تدخلونها الديرة ، اي كاتبة اي خرابيط ما عندكم غيرة على دينكم

    • زائر 14 زائر 8 | 3:36 ص

      هل الغيرة على الدين في كاتبة فقط

      اين الغيرة في انتشار الخمور والدعارة في كل مكان وتواجد الاجنبيات في الشوارع والمجمعات بملابس فاضحة نعم جمانة ملحدة وصاحبة أفكار لا نقبل بها ولكن الدين لا يتجزا وليس محصور في منع كاتبة مع اني من الموافقين على منعها ولكن لتكن الفزعة على كل شيئ محرم

    • زائر 6 | 1:35 ص

      الرسالة وصلت

      حداد وصل ليها خطاب المنع مع شيك فيه كل ما تجنيه من هذه الزيار واكثر باضعاف بعد ويش تبي وهي مرتاحه ولا تجي وتعور راسها يمكن المتاسلمين يرمونها بالمنتوف لا قصدي بالبيض الخايس والطماط هههههههههه

    • زائر 5 | 1:21 ص

      اختي الكريمة مريم

      لم اكن في يوم من الأيام اعرف حداد ولا غيرها ولكن بفضل حماقتهم ، وكما قتلي هم من اوصل فكرها وان لم تحضر ، والفكر لا يخيف الا الضعيف أما من هو قوي في دينه وعقيدته لا يخاف من الفكر واليوم العالم قرية صغيرة وربما من يحارب افكار الناس لعل في بيته ينخر السوس من خلال الهاتف المحمول لدى احد افراد عائلته ، وسائل الأتصال اليوم ليس عليها سلطان ، جهل مركب يا مريم مستوطن في افكارهم ونسأل هل كل من يزور البحرين مؤمن يحمل القرآن ؟ البارات الخمور تباع شهارا ظاهرا اوقفوها ان كنتم رجال .

    • زائر 4 | 12:53 ص

      هي ربحت وأنتم خسرتم

      لم أكن أعرف عن فكر هذه الكاتبة شيئ، اللغط الذي دار حولها وخاصة من النواب الأشاوس فقمت بالبحث عن كتاباتها وفكرها ، فعلا أنتم جعلتم الكثير من الناس تقرأ لها وتود معرفة أفكارها ، واقسم لو جاءت بنت حداد وألقت محاضرتها وسافرت لم يكن أحد سوف يعرف عنها شيئا ولكن السداجة وقلة الوعي هي من قادت الكثير من الناس للبحث عن كتاباتها وقراءة أفكارها ، عندما سمعت بنت حداد قرار المنع قالت شكرا للخلف در ، وهي رسالة منها لشعب البحرين أنكم تسيرون في الاتجاه الخاطئ بوجود نوابكم الفشلة. لقد نشرتم فكرها أكثر منها.

    • زائر 3 | 11:33 م

      فكر داعش

      وانتصر فكر داعش على فكر جمانة حداد التنويرى .انهم يحاربون الحرية وويحاربون النور لانهم بعشقون الظلام

    • زائر 10 زائر 3 | 1:37 ص

      دواعش!

      ما تتعبون كل ساعة قلتو دواعش ، بسكم عاد ، روحو طالعو الارهابيين اللي صوبكم أول ...

    • زائر 2 | 10:44 م

      اين كانو من حضور كريشيان ذات السمعة الجنسية السيئة

      لأنهم من ذوات الريموت كنترول قامت قائمتهم ضد جمانة ونقول اين كنتم عن كريشيان صاحبة السمعة السيئة في أمور الفاحشة والجنس المنفلت والتي تجاه به لان البعض سمح لها لم يتجرأ المتاسلمون من الكلام وأقول لو كانت الوزيرة ذات وزارة لم استطعتم أيقاف بذامجها

    • زائر 1 | 10:29 م

      نحن نسير في الاتجاه المعاكس للحضارة

      هل قرأتم اسم الوردة لامبرو ايكو ؟ وذلك القس الأعمى الذي حرم قراءة الفلسفة وقتل من حاول القراءة بوضع السم في صفحات الكتاب ، هؤلاء المتخلفون الناطقين باسم الإرادة الإلهية حالهم حال ذلك القس في القرون الوسطى في عصر محاكم التفتيش كم قرن نحتاج لكي ننعم بالإحساس بأننا كائنات بشرية كرمها الله سبحانه وتعالى بالعقل الحر القادر بذاته على التفكير وبدون رقابه عليه من محاكم التفتيش

اقرأ ايضاً