العدد 4580 - الأحد 22 مارس 2015م الموافق 01 جمادى الآخرة 1436هـ

الرئيس الأفغاني يؤكد في واشنطن أن بلاده لن تكون "عبئا" على الولايات المتحدة

اكد الرئيس الافغاني اشرف غني اليوم الإثنين (23 مارس/ أذار 2015) في البنتاغون ان بلاده لن تكون "عبئا" على الولايات المتحدة بعد الان، فيما ترغب واشنطن في الانطلاق بالعلاقات بين البلدين على اسس جديدة رغم العديد من الملفات الشائكة.

وبدأ غني الاثنين مع رئيس الهيئة التنفيذية الافغانية عبد الله عبد الله اربعة ايام من المحادثات واللقاءات المكثفة في واشنطن تشكل بحسب الادارة الاميركية مناسبة للتشجيع على "انطلاقة جديدة" في العلاقات الاميركية الافغانية.

ورغم الملفات الشائكة ومنها الجدول الزمني لانسحاب القوات الاميركية والمساعدة المالية والمصالحة مع حركة طالبان، يشدد البيت الابيض على التغير في كابول مؤكدا على الفرق بين ادارة غني وسلفه حميد كرزاي.

وقال جيف ايغيرز مستشار اوباما لشؤون افغانستان وباكستان ان "العلاقات افضل بشكل واضح، ولم يعد هناك تعاون".

وغني الذي يعرف واشنطن جيدا لانه عمل على مدى 15 عاما لدى البنك الدولي، كثف الاشارات الايجابية مع اقتراب هذه الزيارة.

واعلن الاثنين امام مجموعة من الجنود الاميركيين ومسؤولين كبار في البنتاغون في واشنطن ان بلاده ستبقى ممتنة لهم ووعد بالا تكون افغانستان "عبئا" على الولايات المتحدة.

وقال غني "لن نكون عبئا" مضيفا "نريد ان نقول ان افغانستان ستتحرك من اجل ذاتها ومن اجل العالم. وهذا يعني اننا سنفرض النظام على اراضينا".

واشار مرارا الى التضحيات التي قدمها اكثر من 850 الف جندي اميركي انتشروا في افغانستان منذ اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الافغاني انه وصل الى الولايات المتحدة لكي "يعبر عن امتنان الامة للاشخاص في هذا المبنى وبشكل اوسع المجتمع الاميركي، نظرا لتضحياتهم المتواصلة منذ 11 ايلول/سبتمبر لكي يوفروا لنا الحرية والامل".

وتختلف هذه التصريحات عن تلك التي كان يدلي بها سلفه حميد كرزاي الذي غالبا ما كان يبدي استياءه في الجلسات العامة والخاصة مع محادثيه الاميركيين. اما اشرف غني، فلم يوجه اي انتقاد واشار الى حجم المنافع التي حققتها بلاده من الجهود الاميركية.

وكان اكد الاحد على "المصالح المشتركة" بين البلدين ووجه تحية حارة للدور الذي قام به العسكريون الاميركيون على الارض خلال 13 عاما. وقال متحدثا لشبكة سي ان ان "مئات الاف الاميركيين من رجال ونساء تعرفوا الى ودياننا وصحارينا وجبالنا. وقفوا بجانبنا".

وبعد مادبة عشاء مساء الاحد مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري، بدأ غني الاثنين مع عبد الله عبد الله اربعة ايام من المحادثات التي تشكل بحسب الادارة الاميركية مناسبة للتشجيع على "انطلاقة جديدة" في العلاقات الاميركية الافغانية.

ويزور لاحقا الاثنين كمب ديفيد حيث يعقد سلسلة محادثات حول الموضوع الامني قبل لقاء مع اوباما الثلثاء في البيت الابيض.

ويلقي غني كلمة الاربعاء امام الكونغرس الاميركي الذي سينعقد لهذه المناسبة بمجلسيه عشية توجهه الخميس الى نيويورك لعقد لقاءات في الامم المتحدة.

ويشدد البيت الابيض بمناسبة هذه الزيارة الاولى لغني بعد حوالى ستة اشهر من توليه مهام الرئاسة على تغيير الذهنية السائدة في كابول، مؤكدا على اختلاف الرئيس الحالي عن سلفه حميد كرزاي.

وتعهد اوباما بسحب القوات الاميركية بحلول نهاية 2016 مع انتهاء ولايته الرئاسية الثانية غير ان العديد من المسؤولين الافغان يدعون في اللقاءات الخاصة الى ابقاء الجنود الاميركيين البالغ عديدهم حاليا حوالى عشرة الاف الى ما بعد هذا التاريخ.

وبات البيت الابيض يتحدث عن "ليونة" في وتيرة الانسحاب خلال الاشهر المقبلة وعلى الاخص في ما يتعلق بالجدول الزمني لاغلاق القواعد الاميركية في افغانستان غير ان جون ايرنست المتحدث باسم الرئيس اكد ان استحقاق "نهاية 2016 مطلع 2017 ... لم يتغير".

وان كانت الزيارة تتضمن ايضا شقا اقتصاديا هاما الا ان دان فيلدمان الممثل الخاص الاميركي لافغانستان وباكستان اكد انه "يجب عدم توقع اعلان بصرف اموال جديدة لافغانستان".

وعلى الصعيد السياسي تتحدث الادارة الاميركية عن تقدم "بطيء انما يمكن قياسه".

وحرصا منه على اثبات تصميمه على المضي قدما اصدر غني مساء السبت لائحة جديدة تضم 16 اسما لاستكمال تشكيل حكومته بعدما اثار بطء العملية مخاوف في الدول الغربية التي تخشى مرحلة جديدة من الاضطرابات السياسية.

غير ان المهمة لم تستكمل بعد ولا سيما لجهة تعيين وزير للدفاع مع اقتراب "موسم المعارك" بين قوات الامن الافغانية ومتمردي حركة طالبان وقد اقر غني السبت بان هذا الربيع سيكون "صعبا".

وضاعف المسؤولون الافغان في الاسابيع الاخيرة الاتصالات الدبلوماسية في المنطقة "من اذربيجان الى الهند" سعيا لايجاد ظروف ملائمة لاجراء محادثات مع حركة طالبان.

وشدد غني منذ وصوله الى السلطة في ايلول/سبتمبر على تحسين العلاقات مع باكستان المجاورة، الشريك الاساسي في عملية المفاوضات. وقال فيلدمان في هذا السياق ان العلاقة بين البلدين "تعززت بشكل كبير خلال الاشهر الستة الاخيرة" مشيدا بهذا التقدم الهام من اجل المضي نحو "المزيد من الاستقرار في المنطقة".

ولا تزال حركة طالبان تتمسك بشروطها من اجل السلام وفي طليعتها الانسحاب الكامل للجنود الاجانب الذين ما زالوا ينتشرون في البلاد ومعظمهم من الاميركيين.

كما ستشمل المحادثات مخاطر تنظيم الدولة الاسلامية حيث يخشى العديد من المراقبين ان يغتنم الجهاديون رحيل الجنود الغربيين وانعدام الاستقرار في العديد من المناطق الافغانية لينشطوا فيها.

واقر غني بوجود هذا الخطر مشيرا الى ان ما يميز تنظيم الدولة الاسلامية، "احد التنظيمات الافضل تمويلا"، هو قدرته على "ابتلاع منافسيه".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً